الرحلات البرية يستقطب هواة البر وتسلق الجبال في «سياحة جدة»
جدة "ادارة التحرير" … أدت الأحداث التي عصفت ببعض الدول العربية التي كانت وجهة للعديد من المواطنين، ضمن ما يعرف بالربيع العربي، إلى انتعاش وزيادة معدلات السياحة الداخلية، حيث فضل كثير من السعوديين الاستمتاع بإجازاتهم داخليا مع توفر الأجواء الجميلة ومواقع الآثار التي شهدت إقبالا كبيرا من السياح.
وقال لـ "الاقتصادية" يوسف عبد الرحمن الوهيب، أمين عام لجنة التنمية السياحية في محافظة ينبع، إن الهيئة العامة للسياحة والآثار تسعى لتفعيل وتطوير السياحة الداخلية بشكل أكبر، مبينا أن هناك ملايين الزائرين للحرمين الشريفين الذين يتوافدون خلال موسمي الحج والعمرة والذين يجب أن يهيأ لهم المزيد من المواقع السياحة والأثرية في مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينتي جدة وينبع الساحليتين.
وحول أسعار الفنادق والشقق المفروشة التي يعتبرها العديد من الزوار في المملكة أنها مبالغ بها بشكل كبير، أشار الوهيب إلى أن الهيئة العامة للآثار والسياحة وبالتعاون مع اللجان السياحية للمحافظات سعت لتصنيف الفنادق والشقق المفروشة لفئات متدرجة حسب ما تقدمه من خدمات، ما أسهم في انخفاض أسعار إيجار الفنادق والشقق المفروشة بشكل واضح. وانتقد زوار معرض جدة للسياحة والسفر أمس العديد من المكاتب السياحية الداخلية، التي أشاروا إلى أنها تسعى لاستغلال السائح بأسعار مرتفعة للغاية، مع وجود خدمات لا ترتقي للأسعار المعلنة للمكاتب والشركات السياحية التي وجدوها في بعض المدن السياحية.
من ناحية أخرى، استطاعت مجموعة من الشباب السعودي أسست شركة للرحلات البرية، أن يجذبوا بجناحهم انتباه زوار معرض جدة للسياحة والسفر المقام خلال هذه الأيام، حيث تجد الخيمة العربية أو ما يعرف بـ "بيت الشعر" ووجود السيارات البرية والصقر العربي الذي يعد أهم أدوات الصيد لدى هواة البر.
"الاقتصادية" قامت بجولة على ذلك الجناح المميز، حيث اتضح أن عدة شباب سعوديين قاموا بتأسيس شركة للرحلات البرية، إضافة إلى ممارسة رياضة تسلق الجبال التي أوجدوا أحدث الأدوات لها، وكذلك الصيد، ومعايشة الأجواء البرية.
مازن كابلي أحد مؤسسي شركة الرحلات البرية، قال إن الهدف من تأسيسها كان لتنمية السياحة الداخلية وتنمية تراث البلاد العريق، حيث نتوجه في رحلاتنا البرية لمحاكاة طرق العيش لأجدادنا سابقا، وتوفير كل الطرق الترفيهية لهواة الرحلات البرية، إضافة إلى هواة رياضة تسلق الجبال.
كابلي بين أن رحلاتهم البرية تتجاوز عدة أيام، يتجولون فيها في بعض المواقع البرية القديمة من جبال وأودية وكهوف، حيث يوجد لديهم العديد من المناطق التي تجذب هواة البر، وكذلك يذهبون لممارسة الصيد، والتوجه للجبال للتسلق بطرق حديثة مع توفر جميع أدوات السلامة التي تكفل سلامة جميع السياح.
ومن خلال جولة الـ «الاقتصادية» في معرض جدة للسياحة والسفر، التقت بمقدم البرامج التلفزيونية المذيع محمد الشهري، الذي كان سعيدا بما رآه من شركات ومشاريع سياحية، جعلته يطلب من الهيئة العامة للسياحة والآثار التركيز والاهتمام بشكل أكبر بالمدن السياحية في المملكة، ومنها مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين تستقطبان آلاف الزوار بوجود الحرمين الشريفين بهما.
وطالب الشهري كذلك بالاهتمام وتطوير السياحة في مدينة جدة، التي يراها المدينة المفضلة له هي والعاصمة اللبنانية بيروت، مشددا كذلك على الاهتمام بمدينتي الطائف وأبها اللتين تمتازان بأجوائهما الرائعة ومناظرهما الطبيعية الخلابة، وتمنى عودة السياحة في السعودية لسابق عهدها، حيث ذكر أن ملايين السياح يخرجون للسياحة في المدن الخليجية والعالمية، مبينا أن خروج هذه الإعداد يكلف ملايين الريالات، التي من الممكن أن تستفيد منها قطاعات السياحة داخليا لو تم تطوير وتنمية هذا القطاع لدينا بشكل أكبر وجاذب.