رواية دانتى ورسالة الغفران لأبى العلاء المعرى أصلهما مصرى قديم
كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة "المسلة"… تعتبر أشهر رواية للشاعر الإيطالى دانتى " الكوميديا الإلهية " المأخوذة عن كتاب " رسالة الغفران " للشاعر السورى أبى العلاء المعرى 973 – 1057م والتى تدور حول وصف النعيم والجحيم فى العالم الآخر مقتبسة من الأدب المصرى القديم فى كتاب الموتى وكتاب البوابات وقصة " سى أوزوريس وعالم الموتى" وقد وصف المصرى القديم فى هذه الأعمال ما كانوا يتخيلونه فى رحلة الروح بعد خروجها من الجسد وانتقالها فى سماء الكون حتى تصل إلى قاعة المحكمة حيث يوزن قلب المتوفى بريشة ماعت رمز العدالة والصدق والخير ثم يحكم على المتوفى بمصير أبدى فى النعيم أو فى الجحيم طبقاً لما جاء فى كتاب " أم الحضارات " للكاتب مختار السويفى تقديم الدكتور جاب الله على جاب الله أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق.
وقد صوّر المصرى القديم النعيم وكان يطلق عليه (حقول إيارو) حيث يتمتع المتوفى بشباب دائم دون مرض ولا شيخوخة ولا موت ويلبس ثياباً فاخرة لا تبلى ولا تتسخ ويتمتع بأطيب الطعام والشراب والفواكه والماء العذب الصافى وهدوء وأمان وسلام دائم حيث لا توجد أرواح شريرة ولا ثعابين ولا وحوش ولا حشرات وأما الجحيم فيلقى فيه الأشرار حيث الجحيم الأبدى فى بحيرات ماؤها من لهيب النار وبها تماسيح مفترسة وحيات وثعابين وزبانيتها وحوش ضارية تتفنن فى ألوان ووسائل تعذيب الأشرار من أهل الجحيم فتحرق أجسادهم وتقطع رقابهم ومع ذلك فلا يموتون بل تتجدد حياتهم حتى يستمر تعذيبهم إلى ما لا نهاية وقد جاء فى سورة النساء آية 56 }إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً{
وتحكى قصة " سى أوزوريس وعالم الموتى" قصة الأمير ستنا أحدد أبناء رمسيس الثانى ومعه إبنه سى أوزوريس وكان عمره 12 عام وتميز بالذكاء الشديد وكانا يقفا فى شرفة القصر المشرف على النيل ومرت أمامهما جنازتين أحدهما لرجل غنى وكان خلفه الكثير من المشيعين ورجل فقير شيعته زوجته وأبناؤه فقط وتمنى الأمير ستنا أن يكون مصيره كمصير الغنى الجنة كما اعتقد بينما تمنى سى أوزوريس أن يكون مصيره كالفقير فاستاء الأب من رؤيته فقال الإبن للأب أن لديه الوسائل السحرية التى تمكن روحيهما من التحليق فى السماوات والدخول عبر بوابات العالم الآخر لمشاهدة ما يجرى فيه وبعد غروب الشمس قامت روحيهما بمشاهدة محاكمة الثرى والفقير وشاهدوا الرجل الفقير فى النعيم لأنه كان صالحاً طيب القلب وكان يصنع الخيرأيام حياته وشاهدا الغنى فى الجحيم جزاءاً لما صنعه من شرور أيام حياته ثم عادت روحيهما إلى الجسد قبل أن تشرق الشمس معلنة بزوغ يوم جديد فى الحياة الدنيا وذكر فى سورة النحل آية 97 }مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{