Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

المواقف الدولية وحريات الطيران بقلم جلال دويدار

المواقف الدولية وحريات الطيران

 

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

نتيجة لتطورات الاحداث‮  ‬وارتباطها بالمشاكل والتعقيدات الاقتصادية تسعي الدول كبيرها وصغيرها للحفاظ علي مصالحها سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية‮.. ‬كان من المتوقع ان آجلا أو عاجلا أن تمتد هذه التحركات الي ما يمس المصالح الوطنية متعلقا بشعار ما يسمي في عالم الطيران والسياحة بالسماوات المفتوحة‮. ‬الشيء المؤكد ان كل تحرك أو‮  ‬إجراء لابد وان يكون مرهونا أو مرتبطا بتحقيق هذا الصالح الوطني بغض النظر عما قد يعنيه او يهدف إليه هذا الشعار‮.. ‬يبدو مما يدور علي الساحة في الوقت الحالي ان مسار التعاملات مازال محصورا في مناطق جغرافية بعينها تلقي الاهتمام والإقبال من جانب شركات الطيران المنظمة والشارتر ذات الامكانيات المادية الهائلة‮.. ‬ان قوة هذه الشركات تأتي نتيجة ما تحصل عليه من دعم ومساندة مادية من اوضاع دولها الاقتصادية‮. ‬من امثلة ذلك شركات الخليج العربي البترولية التي تستثمر عشرات المليارات من أموالها في امتلاك شركات طيران عملاقة تحتاج الي منافذ للحصول علي عوائد تتناسب وحجم هذه الاستثمارات‮.‬

‮< < <‬
حول هذه القضية تثور حاليا معارك وصراعات معلنة وغير معلنة بين العديد من شركات طيران الدول الاوربية ومن ورائها حكوماتها وبين بعض شركات الطيران الخليجية الساعية لاطلاق حرية هبوطها وتسويق رحلاتها الي مطارات هذه الدول‮. ‬محاولات تلك الدول الخليجية تواجه بالرفض والقيود من بعض هذه الدول‮.. ‬في هذا المجال تقول الدراسات والابحاث الميدانية ان سعي شركات الطيران التابعة لهذه الدول الي تسيير هذه الرحلات يتناقض‮  ‬ووجهة هذه الحركة التي ليس هدفها هذه الدول،‮ ‬وانما نقاط أخري‮. ‬هذه السياسات تندرج تحت بند التحايل علي سرقة الحركة الاصيلة التي هي نابعة من الدول الاوربية،‮ ‬هذه الحقيقة دفعت هذه الدول الي فرض المزيد من القيود والضوابط والعراقيل لاجهاضها‮.‬

‮< < <‬
تقود حركة التصدي الاوربية لهذه الضغوط الخليجية شركة طيران‮ »‬لوفتهانزا‮« ‬الالمانية التي تعد حاليا أضخم الشركات الاوربية والعالمية‮.  ‬في هذا المجال يتمثل هذا الموقف في رفض الحكومة الالمانية بناء علي طلب‮ »‬لوفتهانزا‮«  ‬السماح بهبوط طائرات شركة الامارات في مطارات شتوتجارت وبرانيد بورج الجديد في برلين‮.. ‬وكما هو معروف فان طائرات هذه الشركات تهبط حاليا في مطارات فرانكفورت وميونخ ودوسلدورف وهامبورج‮. ‬يأتي هذا الطلب في اطار سعي هذه الشركة الخليجية الي خدمة توسعاتها لمواجهة الزيادة الكبيرة جدا في حجم أسطولها وحمولاتها‮. ‬وتري الشركة الالمانية ان شركة الامارات تستهدف سحب حركة الركاب من المطارات الالمانية لصالح مشروعها القائم علي تحويل مطار دبي الي مطار محوري‮. ‬تعتمد هذه الاستراتيجية علي استقطاب حركة الركاب الاصيلة المتجهة الي العواصم الآسيوية لخدمة رحلات طائراتها بما يؤدي الي حرمان الشركات الأوربية الوطنية من عائد خطوطها‮.‬

‮< < <‬
هذا الرفض الالماني شمل‮  ‬دولة النمسا حيث رفضت أجهزة الطيران فيها التصريح للشركة الاماراتية‮  ‬باستخدام الطائرات العملاقة من طراز ايرباص ‮٠٨٣ ‬في رحلاتها الي المطارات النمساوية‮. ‬وقد أعلن مسئول في الشركة النمساوية ان هذا القرار جاء استجابة لطلب من الشركة الام المالكة للشركة النمساوية وهي شركة لوفتهانزا التي تري في تسيير طرازات للطائرات بحمولات عالية ليس من هدف لها سوي القيام بنقل الركاب الاوربيين الي الدول الآسيوية عبر مطار دبي بما يحرم الشركات الاوربية من عوائد كبيرة‮.‬

‮< < <‬
من ناحية أخري دخلت كندا الواقعة عبر المحيط الاطلنطي في فعاليات هذه المعركة التي تخوضها علي الطرف الاخري شركتان خليجيتان للطيران هما الامارات والاتحاد‮. ‬جاء ذلك علي ضوء الخوف من التأثير الاقتصادي والاجتماعي‮. ‬انه يأتي في نفس الوقت استجابة لضغوط شركة طيران ايركندا ومن ورائها اتحاد العمال الكندي‮. ‬في تطور آخر أعلنت الحكومة الكندية ان لا مانع لديها من السماح بزيادة رحلات شركة الامارات ولكنها ربطت موافقتها بضرورة‮  ‬الالتزام بشروط‮  ‬شركة طيران ايركندا‮. ‬هذه الشروط تقضي بحصول الشركة الكندية علي ‮٠٥‬٪‮ ‬من عائد تشغيل هذه الرحلات‮. ‬وبعد ان رفض طيران الامارات هذا العرض تواصل الشركتان الاماراتيتان الضغوط من أجل الحصول علي تسيير رحلات يومية الي المدن الكندية‮  ‬اضافة الي رحلاتها الي كل من فانكوفر وكالجاري‮.. ‬

 

وحتي الآن واجهت هذه المفاوضات الفشل بسبب رفض ايركندا التي تري أن الموافقة علي هذا الطلب سوف يؤثر‮  ‬علي سوق الوظائف في كندا نتيجة خسارة الآلاف من فرص العمل‮. ‬من اجل السماح بتسيير هذه الرحلات لجأت الشركتان الخليجيتان الي المساومة علي التسهيلات التي تقدم الي كندا بشأن هبوط الرحلات الجوية التي تنقل احتياجات القوات الكندية في افغانستان‮.. ‬وكان نتيجة الاصرار الكندي علي الرفض قيام الامارات بوقف تسهيلات هذه الرحلات الي افغانستان‮. ‬ويقول اتحاد عمال كندا ان الاستجابة لاستقطاب الطيران الاماراتي الاجنبي لحركة الربط الاعلي ربحية سوف ينال من قدرة ايركندا علي مواصلة خدماتها الخيرية مما سوف يكبدها خسائر فادحة‮.‬

كم أرجو ان يكون لدي الاجهزة المعنية في الدولة المصرية القدرة علي فهم طبيعة ومبررات هذه المواقف القائمة علي تناقض المصالح‮.‬
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله