Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

أحلامنا وتوجهاتنا السياحية بقلم سالم بن سيف العبدلي

أحلامنا وتوجهاتنا السياحية

بقلم :سالم بن سيف العبدلي

كاتب ومحلل اقتصادي

احلامنا وتخيلاتنا السياحية التي استعرضناها في هذه المساحة على مدار ثلاث حلقات متواصلة لقيت اهتماما كبيرا من قبل المسؤولين في وزارة السياحة وعلى رأسهم معالي الشيخ الوزير الذي طلب لقاءنا من خلال الاتصال الذي تلقيناه من مكتب معاليه، فالدعوة في حد ذاتها تعبر عن حرص معالي الوزير واهتمامه بتطوير العمل في وزارته والاستماع الى الملاحظات والاقتراحات والأفكار التي قد تساعد على تطوير العمل وهذا ما نأمله من جميع المسؤولين الذين يتابعون ما يكتب أو ينشر والذي يهدف في مجمله الى المصلحة العامة والارتقاء بالأداء.

لقاؤنا مع معالي احمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة والذي استغرق اكثر من ثلاثين دقيقة اتسم بشيء من الشفافية والوضوح والصراحة ولم يكن على هيئة مقابلة ولا تحقيق صحفي وإنما كان من اجل توضيح بعض الحقائق المهمة التي قد لا يدركها من هو بعيد عن أروقة وزارة السياحة حيث حرص معاليه على الاستماع الينا وقد طرحنا امام معاليه عددا من الاقتراحات وحملنا اليه ملفا يحتوي على العديد من المقالات التي كتبناها على مدار اكثر من عشر سنوات حول تطوير السياحة في السلطنة وقد لمسنا من حديث معاليه الرغبة الاكيدة في تطوير هذا القطاع الحيوي المهم وجعل السلطنة وجهة سياحية للعديد من السياح الراغبين في زيارتها إضافة الى تطوير السياحة الداخلية والتي تحتاج الى جهود مضاعفة.

ربما كانت طموحاتنا وأمنياتنا كبيرة وواسعة الأفق الا اننا نعتقد انها غير مستحيلة ويمكن تطبيقها على ارض الواقع وقد تأخذ وقتا طويلا فليس شرطا ان تتحقق بين اليوم والليلة فقد تأخذ سنوات عديدة ولكن المهم ان نبدأ ونسير على الطريق الصحيح وسوف نصل بإذن الله تعالى وبتعاون جميع افراد المجتمع.

خرجنا من لقاء معاليه بالعديد من الملاحظات المهمة والتي لا شك انها حقائق ينبغي مراعاتها وأول ما أشار اليه معاليه هو ان السياحة تواجه تحديات كبيرة أهمها عدم تعاون بعض المواطنين الذين تتفق معهم الوزارة على إقامة مشاريع في مناطقهم فبعد ان يتم الاتفاق معهم تتفاجأ الوزارة ان البعض منهم يرفض المشروع بحجة خصوصية المنطقة او التأثير السلبي للمشروع على مناطقهم رغم ان جميع هذه الأمور قد تمت مراعاتها عند تصميم تلك المشاريع وتم الاتفاق عليها بالتنسيق معهم وبالتالي تعرقلت العديد من المشاريع لهذه الأسباب.

المشاريع التي تنفذ حاليا اغلبها يقوم بها القطاع الخاص بالتعاون مع الحكومة (شركة عمران) معنى ذلك انها جميعا لا بد ان تأخذ البعد الاقتصادي والذي عادة لا يهتم بالجانب الاجتماعي بقدر ما ينظر الى الجدوى الاقتصادية وتحقيق الأرباح من هذه المشاريع وفعلا هذا واضح من خلال مشاريع الموج ومنتجعات بر الجصة وقنتب والخيران والفنادق والشاليهات الأخرى التي بدأت تنتشر في بعض المحافظات وقد طرحنا على معالي الوزير سؤالا وهو لماذا لا يتم الاشتراط على هذه الشركات تخصيص أماكن عامة للمشي وملاعب للأطفال على الأقل يشعر المواطن ان له حقا في تلك الشواطئ؟ فرد معاليه بأن في مشروع الموج على سبيل المثال توجد به أماكن عامة للمشي ويرتادها عامة الناس وهي متاحة للجميع كذلك بالنسبة للقرى السياحية في قنتب تم تعويض المواطنين هناك كما تم بناء قرى نموذجية لهم.

تطرقنا مع معاليه الى المشاريع التي تقام في بعض الدول المجاورة والتي يذهب اليها المواطنون خاصة في الاجازات نظرا لأنها مهيأة وجاذبة للسياح كما ان الدخول اليها مجانا بدون رسوم ولماذا لا تكون لدينا مثلها في السلطنة؟ فأشار معاليه الى ان هذه المشاريع عادة لا تنفذها الحكومة نظرا لعدم جدواها الاقتصادية وبالتالي لا يقبل عليها القطاع الخاص وإن لدى الوزارة خطة لتطوير بعض المرافق العامة والاستثمار في المشاريع ذات البعد الاجتماعي.

ومن التحديات التي تواجهها الوزارة في تنفيذ بعض مشاريعها عدم وجود البنى الأساسية كالكهرباء والمياه وبالتالي تكون تلك المشاريع مكلفة جدا لدرجة انه في بعض الأحيان دورة مياه تكلف الوزارة من اجل صيانتها وتشغيلها أكثر من الف ريال والبعض من المرافق تتعرض للعبث والتخريب من بعض الأشخاص غير المسؤولين واحيانا عدم توفر الأماكن المناسبة لتنفيذها.

قامت الوزارة باتخاذ بعض الإجراءات مثل سحب عدد من الأراضي السياحية التي أعطت لمستثمرين منذ سنوات عديدة ولم يقوموا باستغلالها حتى الان كما ان الوزارة طرحت عدد 33 مشروعا سياحيا للشركات الصغيرة والمتوسطة في مختلف المحافظات وهذه المشاريع راعت خصوصية كل منطقة، كما أكد لنا معالي الوزير أن استراتيجية الوزارة والتي يعدها حاليا مكتب استشاري عالمي متخصص سوف تكون جاهزة عما قريب وستراعي خصوصية كل محافظة وتخرج بمشاريع سياحية مهمة.

لدينا مقومات سياحية كبيرة ومتعددة تتمثل في التاريخ والحضارة والموقع الاستراتيجي المهم الذي يتوسط الشرق والغرب والتنوع في التضاريس والاستقرار السياسي والاقتصادي ونعتقد أننا قادرون ان نجعل من السياحة صناعة حقيقية تساهم في تنويع مصادر الدخل القومي ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي هذا إذا ما ضخت مبالغ كبيرة وراعت المشاريع السياحية ذات البعد الاجتماعي والتي تساهم بطريقة او بأخرى في رفد الاقتصاد الوطني من خلال بقاء المواطن والمقيم داخل السلطنة وضمان عدم هجرة الأموال الى الخارج. واحلامنا السياحية تأتي في هذا السياق وهي ليست مستحيلة إذا ما تضافرت كافة الجهود وتعاون جميع افراد المجتمع ونحن هنا نشدد على السياحة العائلية وذات البعد الاجتماعي ولا نتحدث عن الفنادق والمنتجعات السياحية رغم أهميتها الا انها تخدم السياحة القادمة من الخارج فقط و لا ينبغي ان تطغى على سياحتنا الداخلية ونأمل ان تحقق الاستراتيجية الجديدة التي تعدها وزارة السياحة حاليا طموحات المواطن والمقيم وتخرج بنتائج ترضي طموح المواطن وتراعي خصوصيته.

نقلا عن عمان
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله