عرب يناقش كتاب الأزهر جامعا وجامعة بمعرض الكتاب
القاهرة "المسلة" …. شارك محمد صابر عرب وزير الثقافة في الندوة التي اقامها معرض القاهرة الدولي للكتاب بالقاعة الرئيسية بالصندوق الاجتماعي للتنمية لمناقشة كتاب " الأزهر جامعا وجامعة " لمؤلفة د . محمد عبد العزيز الشناوي ، وبمشاركة الكاتب حلمي النمنم ، عبد الواحد النبوي رئيس دار الوثائق المصرية ، وأدارها محمود عزب مستشار شيخ الأزهر ، حضر الندوة أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب ، كمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينما ، الكاتب يوسف القعيد ، ولفيف من الصحفيين والاعلاميين ومرتادي وجمهور المعرض .
رصد صابر خلال الندوة علاقته الوثيقة بمؤلف الكتاب وتتلمذه علي يديه وصداقته الشخصية له منذ ان كان صابر طالبا في السنة النهائية بالأزهر والدراسات العليا ، مستعرضا تاريخ حياة الشناوي ومواقفة العلمية والوطنية وظروف وفاته ، كما استعرض صابر المؤلفات المهمة لعبد العزيز الشناوي ومن اهمها كتاب " السُخرة في قناة السويس " و قصة تأليف الكتاب والأحداث التي مرت بالشناوي بعد تأميم قناة السويس وفقدان احدي الوثائق التي سُجن الشناوي بسببها وتدراك الحكومة في ذلك الوقت للخطأ ، فكان من الحكومة ان كرمته ومنحته وسام الدولة ، كذلك استعرض صابر كتابة عن تاريخ أوروبا .
مشيرا الي أن الشناوي كان يجيد الانجليزية والفرنسية والألمانية اجادة تامة فضلا عن العربية ، ثم طرق صابر موضوع انتصار الشناوي للدولة العثمانية من خلال كتابة " الدولة العثمانية الدولة المفتري عليها " مشيرا أن الشناوي كان دائم النقاش معه حول مسأله اظلام العثمانيين للحضارة الاسلامية في خلال ثلاث قرون كانت أوروبا وقتها قد قفزت قفزات هائلة في العلم والحضارة ، وبالرغم من ذلك كان الشناوي ينتصر لفكرة الخلافة والدولة العثمانية وهو ما كان صابر دائم النقاش معه في هذا الأمر ، حيث ان العثمانيين اظلموا العقل العربي لمدة ثلاث قرون ، وفي نهاية كلمته اشار صابر أن الكتاب يتناول تاريخ الأزهر حتي القرن التاسع عشر متناولا موضوعات سياسية ودينية من أهمها مساله الخلاف بين محمد علي والأزهريين في ادخال التعليم المدني الي الأزهر ، وان الأزهر كان دائما ما يقف في وجه الطغاه وحتي هؤلاء يقفون أمام الأزهر تحية واجلالا ، مستعرضا عددا من حوادث التاريخ ، مشيرا بان الأزهر كان مستهدفا خلال الفترة الماضية من خلال جماعة أو وفصيل سياسي لاتريد للأزهر أن يكون هو المدرسة الوسطية المعبرة عن سماحة الاسلام الكبير .
وفي كلمته اشار النمنم ان الأزهر ارتبط عمره بالقاهرة ومن ثم ارتبط تاريخ الأزهر بتاريخ مصر السياسي والاجتماعي في خلال ما يربو علي 1000 عام ، مؤكدا أن الأزهر هو أول جامعة في العالم ، وارتبط بالتعددية في الفكر في الفترة التي كان فيها العالم لا يعرف هذا المصطلح ، حيث كانت المذاهب الأربعة تدرس في جنبات الأزهر ، واشار الي وسطية الأزهر واعتداله حيث ان كل شيوخة لم يكن من بينهم احد من الحنابلة ، ثم استعرض النمنم تاريخ الأزهر وارتباطه بتاريخ مصر الذي شارك فيه الأزهر بالدور الوطني وليس السياسي ، مشيرا الي ثورات مصر المتعددة منها ثورة القاهرة الأولي ضد الفرنسيين وثورة القاهرة الثانية والثورة العرابية وثورة 1919 ثم مُآذره الأزهر لثورة يوليو 1952، ثم حرب 1956 والتي خطب جمال عبد الناصر علي منبر الأزهر ليُحث المصريين علي القتال في القناه ، واشار النمنم الي أن الأزهر هو الذي حافظ علي اللغة العربية في مواجهه التتريك ومحاولة ادخال اللغة التركية الي الدول التي احتلتها الدولة العثمانية ولكن الأزهر تصدي الي تلك المحاولات وظلت اللغة التركية قاصرة علي معاملات الوالي في القلعة وكانت المراسيم تترجم الي العربية حتي يفهمها المصريون ، وفي نهاية كلمته اشار النمنم الي أن التعليم بالأزهر طوال تاريخه كان بالمجان وهو ما قابل دعوة د . طه حسين بمجانية التعليم بالاستحسان ، مشيرا الي أن أروقة الأزهر والتي تشبة المدينة الجامعية في زماننا الآن كانت تستقبل الطلاب الوافدين وتطعمهم بالمجان ، واخيرا اشار النمنم الي وثيقة الأزهر التي وضعها علماؤه بعد ثورة 25 يناير .
اما عبد الواحد النبوي فقد استعرض الكتاب الذي يقع في 814 صفحة وطبعته دار الأنجلو المصرية في طبعته الأولي منذ حوالي ثلاثين عاما ، مشيرا الي أن عبد العزيز الشناوي لم يكن ازهريا ولكته التحق بالأزهر في عام 1964 ، واستعرض النبوي تاريخ الأزهر واروقته وعددها 17 رواقا لغير المصريين و12 رواقا للمصريين محصيا عدد الدارسين ليصل الي أكثر من عشرة آلاف طالب يدرسون ليس العلوم الدينية فقط بل الدنيوية أيضا من فلك وطب وهندسة الخ ، واضاف النبوي أن في خلال فترات كثيرة من التاريخ كانت تنشأ مدارس موازية للأزهر ولكن تلك المدارس اندثرت وبقي الأزهر الشريف .
ادار الندوة د . محمود العزب الذي اشار الي أن الأزهر له آفاق ثلاث منذ انشائه مما يقرب من 1040 عاما ، الأول وطني حيث أنه علي ارض مصر ومصبوغ بالصبغة المصرية ولو كان غير مصري لما قدر له أن يناط به هذا الدور الوطني الكبير ، الثاني عربي واسلامي فهو الأمين علي اللغة العربية وعلي الاسلام ، أما الآفق الثالث والأخير فهو العالمية حيث يدرس بالأزهر طلاب من 103 دولة ، واشار العزب أن الأزهر مر بكل ما مرت به مصر من أحداث ولد مع القاهرة في يوم واحد وعندما يراد أن تزاح مصر عن الريادة يصيب الأزهر شئ من هذه الازاحة ، مشيرا الي محاولات ازاحة الأزهر خلال الفترة الماضية الا أنه بالرغم من ذلك يجري تطوير الأزهر منذ ثلاث سنوات تطويرا علميا كبيرا ، واشار الي أن وثيقة الأزهر الذي وضعها كانت تضم في عبائتها الكثير من أطياف الشعب للخروج من الأزمة ، مشيرا الي أنه يجري الآن الاعداد لوثيقة المواطنة .
وكذلك مشروع بيت العائلة مع الكنائس المصرية للوصول الي خطاب ديني معتدل ، الي جانب تشكيل لجنة للتعليم لمراجعة المناهج وتنقيتها من خطاب العنف والكراهية والتعالي وستقدم قريبا الي وزارة التربيه والتعليم في مجلس أمناء بيت العائلة، فالأزهر يعمل علي مساندة أي هيئة مدنية مصرية تعمل علي اعادة بناء مصر ومساندة مؤسسات الدولة الشرعية الحقيقية ، وفي كلمته قام بتوجيه التحية لوزارة الثقافة علي صمودها العملاق العظيم الذي ابي بمشاركة المثقفين المصريين والفنانين والمفكرين جميعا أن تستسلم عن أداء دورها التاريخي والحضاري في مصر ، مضيفا بأن اعادة نشر الأعمال العظيمة في مصر بتسهيلات رائعة للقراء الفقراء ومتوسطي الدخل عمل رائع يلقيق بهيئة الكتاب وبوزارة الثقافة ومصر ، وأن الاهتمام بالأزهر هو اهتمام بجزء كبير منه بمصر العزيزة بارتفاعها ورقيها ونهضتها وان كانت بعض الاتجاهات خارج مصر قد حاولت انشاء كيانات اسلامية موزاية للأزهر تصورا في يوم ما ان تخطف أو تسرق دوره ، كما اريد لمصر أن يؤخذ دورها في المنطقة العربية ، وهناك فئة ممن ولدوا علي ارض مصر يحاربون الأزهر ويريدون أن يشوهو مصر في الخارج ، وذكر العزب لقاء الباب تواضروس في النمسا في حفل عشاء بالسفارة حيث سؤل هل انتم خائفون علي المسيحيين في مصر فأجاب قداسته طالما الأزهر موجودا فنحن لا نخاف علي المسيحيين ، مقترحا ترجمه كتاب الشناوي موضوع الندوة الي اللغة الانجليزية والفرنسية