بعد تراجع الأعداد والإيرادات
الخبراء : 2013 الأسوء فى تاريخ السياحة المصرية
القاهرة " المسلة " … أجمع خبراء السياحة أن عام 2013 هو الأسوء فى تاريخ السياحة المصرية من حيث عدد السياح والإيرادات والتى أكدتها تصريحات هشام زعزوع، وزير السياحة، أن مصر فقدت مليونى سائح، حيث بلغ عدد السياح 9.5 مليون سائح وتراجعت الإيرادات إلى 5.9 مليار دولار بدلاً من 10 مليارات دولار عام 2012.
ورغم الآمال التى عقدها العاملون بالقطاع السياحى أن نتائج عام 2012 تعد بدء عودة السياحة تدريجياً لمعدلاتها والأمل على عام 2013 إلا أن القدر لم يمهل لتحقيق الأمل بسبب التصريحات السياسية وسوء إدارة حكم الإخوان، والتى نالت من القطاع السياحى خاصة بعد خروج الفتاوى بتحريم الخمور والسياحة الشاطئية وهدم الآثار، كل هذه العوامل ألقت بظلالها على بداية عام 2013 إلى أن خرجت ثورة 30 يونية وما تلاها من أحداث رابعة العدوية والنهضة ومؤخراً أحداث التفجيرات.
ويرى الخبراء أن هناك أيضاً أسباباً سياسية وراء تراجع السياحة وعدم الإقبال على مصر وهى الدعاية المضادة فى الخارج والضغوط التى قادتها أمريكا وحلفاؤها من دول أوروبا للضغط على منظمى الرحلات فى الخارج لإحجام السفر إلى مصر بهدف ضرب اقتصاد مصر والدخول فى مزيد من الأزمات المالية والاقتصادية لإجبارها على تحقيق مطالب وأهداف الغرب وزادت من عقوباتها بفرض الحظر على مصر، وكان لوزيرى السياحة والخارجية الدور الكبير فى رفع الحظر.
وفى محاولات لفهم الواقع المرير عرضنا الأمر على خبراء السياحة لمعرفة آرائهم فى الأسباب التى أدت إلى الحالة السيئة التى تمر بها السياحة وأسباب التراجع.
الخبير السياحى أحمد الخادم، وزير السياحة والطيران فى حكومة الوفد الموازية: هناك عوامل كثيرة وراء التراجع منها الحالة الأمنية وأحداث العنف والتفجيرات التى شهدتها مصر بعد 30 يونية، هذا على المستوى الداخلى أما على المستوى الخارجى فمنظمو الرحلات وشركات الطيران بالخارج فقدوا المصداقية فى صدق وزارة السياحة ونواياها تجاهها الأمر الذى كان وراء التراجع، إضافة إلى الحملات التى قامت بها وزارة السياحة وهيئة التنشيط، حيث كان توجههم خاطئاً ولن تلبى احتياجات منظمى الرحلات وكان على الوزارة وهيئة التنشيط أن تقرآ مستقبل الأحداث جيداً ويكون لديها قياس للمستقبل، ولكن للأسف هرولوا نحو عشرات الزيارات الخارجية والمعارض والحملات الدعائية دون أن تقرأ أن كل هذا لن يكون له مردود فى إعادة حركة التدفقات السياحية وكانت النتيجة أن عام 2013 نتائجه كارثية.
ويرى الخبير السياحى المهندس أحمد بلبع، أن السبب الدعاية المضادة من الدول المصدرة سياحة مثل بعض دول أوروبا، خاصة إنجلترا بعدم السفر إلى مصر، إضافة إلى ما تبثه قناة الجزيرة وفى المقابل لا يوجد لدينا سيطرة على العلاقات العامة لنقل الأخبار الحقيقية بدلاً من أكاذيب الجزيرة.
ويرى «بلبع» أن السياحة لن تستقر إلا بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية أيهما قبل وعودة الهدوء للشارع بعد إعلان نتائج الانتخابات، وإن كنت أرى أن أمامنا عامين لعودة السياحة مرة أخرى لأن الصورة السيئة المنقولة عن مصر فى ذهن رجل الشارع الأوروبى تحتاج سنوات لتغييرها، إضافة إلى عدة شروط من الضرورى تحقيقها أولاً العمل على دفع الفنادق لتحسين مستواها من صيانة وخدمات وإيجاد الأموال اللازمة لذلك لابد من التعاقد مع شركات علاقات عامة داخل الدول المصدرة للسياحة للقيام بحملات إعلانية مكثفة فى تلك البلاد وكل على حدة لتوضيح العودة لدى رجل الشارع فى البلد وبصفة مستمرة التواجد الكامل كما هو معمول به من الوزير التواجد فى المعارض والبورصات العالمية ولا مانع من عمل بعض الزيارات مثل الإقامة والطيران لأوائل المدارس من بعض المدن السياحية وهذا له مردوده الجيد والوصول إلى القرى والنجوع داخل أوروبا وبهذا الأسلوب يمكن تغيير الصورة السلبية الموجودة لدى رجل الشارع وإن كان هذا يحتاج إلى ميزانية كبيرة لابد من العمل على توافرها لإحياء الذكرى الطيبة لقضاء أفضل إجازاتك فى مصر للقضاء على الذكرى السيئة ويجب أن تعمل ذلك فى خطين متوازيين الخط الأول هو عودة الفنادق لبريقها والخط الثانى كيفية الدعاية والقضاء على الدعاية السلبية فى ذاكرة السائحين الأوروبيين.
ويؤكد الخبير السياحى هشام على، رئيس جمعية مستثمرى شرم الشيخ، أن الإرهاب الأسود وراء تراجع السياحة ومنذ تولى محمد مرسى الحكم لا توجد سياحة، فالنسبة التى أعلنها وزير السياحة عن عدد السياح والإيرادات أعتقد أن معظمها فى النصف الأول من عام 2013 والخسائر كلها فى النصف الثانى من العام.
ويؤكد أن الإرهاب موجود فى كل مكان فى مصر وبشكل رسمى والبداية من القاهرة، فإذا انتهى من القاهرة ينعكس على جميع المناطق السياحية وخاصة الأقصر وأسوان، وللأسف صعب عودة السياحة فى ظل التحذيرات رغم إلغائها ولكنها مازالت عالقة فى ذهن السائح، بدليل أن السياح غيروا رحلاتهم إلى مقاصد أخرى واعتبر التحذيرات عاملاً أساسياً فى الحرب الاقتصادية على مصر.
وهو الأمر الذى تؤكده الخبيرة السياحية نادية الراهب، أن هناك حرباً خارجية على مصر وضغوطاً تمارس على الدول المصدرة سياحة بعدم الذهاب لمصر رغم إلغاء التحذيرات ولكننا نحارب من الداخل والخارج بسبب تصدى مصر لخارطة طريق أوباما فمصر تحارب سياسياً من الخارج، وتضيف قائلة: أما ما يحدث من مظاهرات فى الجامعات والشوارع لن تؤثر على السياحة على الإطلاق، بدليل أن تفجيرات شرم الشيخ الماضية لم تؤثر على السياحة بل عادت خلال شهرين وبكثافة لذلك المؤثر الحقيقى هو السياسة الخارجية التى تعمل ضد مصر.
ويرى الخبير السياحى ناجى ريان، نائب رئيس غرفة الفنادق، أن عام 2013 شهد أحداث عنف وتفجيرات لم تشهدها مصر من قبل الأمر الذى كان له تأثير كبير على حركة السياحة، إضافة إلى حظر السفر كل هذا أدى إلى التراجع الكبير فى حركة السياحة، إضافة إلى تدنى الأسعار ورغم رفع الحظر إلا أن شركات التأمين فى الخارج ترفض التأمين على أى سائح يسافر إلى مصر ومن يتخذ قرارالسفر يكون على مسئوليته الشخصية.
ويوضح الخبيرالسياحى عمرو صدقى، نائب رئيس غرفة شركات السياحة، أن أسباب ضياع عام 2013 الذى يعد أسوأ عام فى تاريخ السياحة المصرية أن عام 2012 كان هناك نوع من الاستقرار بغض النظر عن عدم رضا الجميع عن الشخصية التى تقود البلاد وكانت وجهة نظر العالم الخارجى أن الأمور فى مصر مستقرة خاصة بعد أن سلم المجلس العسكرى السلطة لرئيس منتخب وتم عمل الدستور الذى واجه اعتراض الجميع وبدأت تواجه السياحة فتاوى الإخوان وتحريم السياحة والاتجاه إلى إيران وتركيا وكان لها تأثير على القرار من السياسة الخارجية أن الحكم فى مصر إسلامى ومنع الخمور والسياحة الشاطئية كل هذه العوامل كان لها تأثير كبير على عام 2013 وبالتالى تراجعت السياحة إلى أن جاء النصف الثانى من العام وصدقت المقاطعة بزعامة الدول التى من مصلحتها استمرار الإخوان مثل أمريكا والاتحاد الأوروبى وبدأت تحذيرات السفر لمصر، وكان لها تأثيرها السلبى حتى ضاع عام 2013 وتراجعت الإيرادات والأرقام بهذا الشكل الكارثى.
ويرى الخبير السياحى اللواء على رضا، رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، أن السبب فى التراجع أن مصر أصبحت مقصد سياحياً رخيصاً يأتى له السائح الرخيص ومع زيادة الأسعار، خاصة المواد الغذائية والفنادق مضطرة للتخفيض لسداد رواتب العاملين وسداد التزاماتها من كهرباء ومياه إلى جانب الثلاث سنوات العجاف التى مرت بها السياحة كل هذا كان له أثر سلبى وأدى إلى التراجع بهذا الشكل المؤسف.
ويؤكد الخبير السياحى سامح هويدى، أن أحداث العنف والتفجيرات التى شهدها عام 2013 سبب الكارثة ونتيجة ذلك حالة من التخوف لدى السائح من القدوم لمصر، خاصة بعد ما يشاهده فى وسائل الإعلام وتصويرهم لمصر على أنها فى حرب أهلية.
وتؤكد الخبيرة السياحية أمانى الترجمان أن عام 2013 الأسوأ وخاصة الثلاثة أشهر الأخيرة أغلقت الفنادق والنتيجة أن الأرقام سيئة جداً ورغم رفع الحظر إلا أن السائح يحتاج إلى وقت ونتيجة لذلك حدث تدن فى الأسعار بشكل غير طبيعى.
ويؤكد الخبير السياحى عمرو عبدالله أن ما تناقلته وسائل الإعلام فى الخارج وراء تراجع السياحة وظهرت حالة من الخوف لدى السائح من زيارة مصر وحوّل بوصلته إلى مقاصد أخرى، وبالتالى قامت شركات السياحة العالمية بتخفيض عدد الطائرات وكلما طالت فترة أحداث العنف والتفجيرات فى الشارع يزداد التراجع فى السياحة.
المصدر : الوفد