مطلوب استثمار أمثل لمقوماتها .. السياحة الدينية رافد منعش للاقتصاد الوطني، ولكن!!
بغداد "ادارة التحرير"…. على الرغم من ان العراق غني بالاماكن السياحية المتعددة الاغراض بفضل موروثه الحضاري العظيم فان الحكومات العراقية المتعاقبة لم تعر اهتماما جديا بتطوير وتنمية السياحة مع ان دورها مهم في نمو اقتصاديات معظم دول العالم كونها تؤمن موارد اضافية للسكان وتعمل على تحسين ميزان المدفوعات فالحكومة العراقية الحاضرة ما تزال كالحكومات السابقة تعتمد في ميدان النشاط الاقتصادي على ايرادات النفط من دون السعي الى تحقيق نهضة سياحية الى جانب نهضة صناعية وزراعية ليتم التكامل الاقتصادي على وفق قواعده وبرامجه العلمية الحديثة بهدف الوصول الى التنمية الشاملة للبلاد لهذا لابد من ايلاء السياحة اهتماما كبيرا من خلال تطوير واستثمار اماكنها واحداث نقلة نوعية بتقنيات متقدمة لصناعة السياحة وتنميتها في العراق الجديد. ان السياحة الدينية هي اكثر انواع السياحة مردودات اقتصادية تسهم في تنشيط التنمية الشاملة فوجود العتبات المقدسة والمزارات والمعالم الدينية الكثيرة في العراق لاسيما في كربلاء والنجف وسامراء والكاظمية وفي اماكن اخرى يشكل عامل جذب سياحي قوي ودائم. للتعرف على واقع السياحة الدينية في كربلاء التقينا عددا من مسؤولي السياحة في محافظة كربلاء فكان هذا التحقيق:
تشريع قوانين لتفعيل
استثمارات السياحة
السيد عبدالحسين خليل اسماعيل مدير دائرة السياحة في كربلاء تحدث عن واقع السياحة الدينية واشكالاتها قائلا: لم تكن قبل عام 2012 وزارة للسياحة والآثار وانما كانت هيئة عامة تعمل بموجب قانون 14 لسنة 1996 الذي ينظم عملية الاستثمار السياحي ومتابعة الوفود السياحية.
وبعد ان تمت مصادقة مجلس النواب على تشكيل وزارة السياحة والآثار في الشهر الثالث من سنة 2012 فان قانون وزارة السياحة لم يلغ قانون رقم 14 لسنة 1996 القديم وانما استمر سريانه مع قانون الوزارة الجديد بما لا يتعارض معه. بمعنى انه من الضروري تشريع قوانين جديدة خاصة بالسياحة من شأنها تفعيل الاستثمارات وتطوير الخبرات والمهارات في مجال العمل السياحي لتواكب التقدم العالمي في صناعة السياحة بأنواعها المتعددة ومنها السياحة الدينية. ان من اسباب تخلف السياحة وعدم تحقيق نهضة فيها هي عدم تخصيص اموال من الميزانية العامة للدولة لدوائر السياحة في المحافظات ونحن نعمل بالتمويل الذاتي الذي لا يمكننا من تنفيذ مشاريع مهمة وكبيرة في ميدان التنمية السياحية كما ان استثمار القطاع الخاص لا يزال دون مستوى التطلعات. وفي القانون الجديد تخصيصات مالية لوزارة السياحة من الميزانية العامة علما انه بعد انشطار الهيئة العامة للسياحة والآثار الى هيئة السياحة وهيئة الآثار فان كلتا الهيأتين تمول تمويلا مركزيا من الموازنة العامة.
واضاف مدير دائرة السياحة في كربلاء: ان السياحة الدينية سوف لن تقتصر على المعالم الدينية الاسلامية فقط وانما كذلك المعالم الدينية المسيحية كالكنائس والاديرة وغيرها بمعنى ستكون هناك سياحة دينية مسيحية ففي كربلاء توجد اقدم كنيسة في الشرق الاوسط وتوجد آثار مسيحية تاريخية قديمة.
بعد سقوط النظام المباد انفتح العراق على العالم باسره وهذا الانفتاح يستوجب تعديل القوانين بعد استحداث السياحة الدينية المسيحية بما يتلاءم والتطور الحالي للعراق في مجال النقل وشركات النقل والفندقة وكذلك في مجال التسويق السياحي، ان هيئة الاستثمار التي تصب وارداتها في هذا المجال للاسف القوانين القديمة ما زالت تقيد خطواتها والسبب هو عدم اجراء تعديلات او تشريع قوانين جديدة لتطوير السياحة الدينية فمثلا ان قانون 49 المعني بتنظيم مكاتب وشركات السياحة والفندقة وسواها كان يفرض مبلغ 10 الاف دينار لاجراء معاملات خطاب الضمان الخاص على شركات السياحة والفندقة في زمن النظام السابق ايام كانت الـ(10) الاف دينار تساوي ثلاثين الف دولار والقانون القديم الساري المفعول لحد الان يفرض المبلغ ذاته في الوقت الحاضر والذي لا قيمة له كمردود مالي للسياحة امام قيمة الدولار بسعر اليوم. ان اي شركة ترتكب مخالفة فلابد من تشريع قانون يصصح ويعدل الرسوم الواجب استيفاؤها من الشركات والفنادق والمرافق السياحية علما يوجد في كربلاء في الوقت الحاضر (350) فندقا سياحيا وهناك (100) فندق قيد الانشاء فالعدد الكلي مستقبلا سيكون 450 فندقا كان من الممكن تعديل الرسم القديم 10 الاف دينار الذي لا يساوي شيئا الى مبلغ يتناسب مع حجم ارباح ومردودات الشركات والفنادق السياحية في الوقت الحاضر.
نحن لدينا تعليمات خاصة باستيفاء مبالغ خطابات الضمان لسنة 2004 من المكاتب والفنادق السياحية وتوجد فنادق شعبية تمت احالتها الى قائممقامية المركز وعند ذهاب اللجان التفتيشية الى الشركات والمكاتب والفنادق فانها لا تمنح الاجازة اذا لم تكن مستوفية لشروط وتعليمات مديرية السياحة فاللجان تطبق التعليمات لمعرفة ما اذا كانت هذه المرافق السياحية مطابقة للشروط والمواصفات ام لا كملاحظة مساحة الفندق والغرف او (السويتات) وغيرها اما الفنادق الشعبية فتمنح اجازاتها من قائممقامية المركز.
عدد المرافق السياحية
في مدينة كربلاء 600 مرفق
وتحدث كذلك عن المعوقات التي تواجه عمل دائرة السياحة قائلا: بناية الدائرة صغيرة جدا لا تليق باسمها كواجهة سياحية علما ان عدد المرافق السياحية المسؤولة عنها المديرية في كربلاء مابين فندق ومطعم ومكتب وشركة يبلغ اكثر من 600 مرفق سياحي ودائرتنا تحتاج الى موظفين وآليات فليس لدينا سوى سيارة واحدة.
الربط الإلكتروني
يسهل علينا المتابعة
هل من المقبول ان تكون دائرتنا التي تحمل اسم وتاريخ وقدسية كربلاء تفتقر الى كادر وآليات وبناية كبيرة لائقة ؟ ان المراجعين لا يرون فيها هيبة تتناسب وحجم عملها السياحي المطلوب ضمن محافظة كربلاء التي يؤمها ملايين الزائرين والسياح على مدار السنة وهل من المعقول ان موظفينا يصرفون مبالغ من جيوبهم الخاصة عند طلعات التفتيش لعدم وجود سيارات خاصة بالدائرة ان امكانياتنا محدودة تجاه ملايين الزائرين لذا اتمنى ان تكون دائرة السياحة في كربلاء متوفرة على ما تحتاجه من آليات وموظفين وقد فاتحنا المحافظة ورئاسة المجلس بضرورة تقديم الدعم اللازم لدائرة السياحة لتكون فاعلة وواجهة مهيبة لمدينة كربلاء المقدسة لكن لا جدوى. ومما نتمناه هو ادخال موظفينا في دورات خاصة تأهيلية وتطويرية في مجال العمل السياحي لتزداد خبراتهم وكفاءاتهم ومهاراتهم ونشاطاتهم السياحية ولكي يطلعوا على ما وصل اليه علم السياحة وعلى التجارب والمرافق السياحية في الدول المتقدمة سياحيا لتطوير الوعي السياحي لدى العاملين.. المطلوب من وزارة السياحة وضع خطط استثمارية لتمويل جميع هيئات السياحة في العراق لتتمكن من تفعيل وانجاز خططها السياحية المحلية.
ان اتصالاتنا بالحكومة المحلية وتحديدا بالسيد المحافظ اثمرت انشاء بناية جديدة لدائرتنا تشتمل على اقسام وقاعات وقد وصل بناء الدائرة الجديدة الى مراحل متقدمة بدعم من المحافظة ومجلسها، ان بناية الدائرة الكبيرة ستكون المتنفس للسياحة. ومما نتمناه كذلك في مجال السياحة هو الاسراع بالربط الالكتروني الذي يسهل علينا الاتصال والمتابعة بصورة سريعة ودقيقية كما نرجو تزويدنا بـ(4) سيارات في الاقل لتمشية متطلبات عمل التفتيش والتواصل في العمل السياحي.
*هل حصلت زيارات لدائرتكم من قبل كادر الوزارة لغرض الاطلاع ميدانيا على احتياجاتكم؟
ــ زارنا السيد وزير السياحة والآثار عدة مرات لدى زيارته كربلاء وخلال وجوده فيها وهو على اطلاع ودراية وكان يلتقي في زياراته بـ(الحملدارية) العاملين في الشركات السياحية ويتابع مشاكلهم مع القنصليات والسفارات وما يلاقوه من مصاعب او معوقات في العمل سواء خارج البلد او داخله وكذلك في الحدود فقد ذلل الصعوبات الخاصة بالفيزة والحملدارية الذين يفيزون عن طريق السفارة بجعل المسافر يحصل على الفيزة في المطار مباشرة من دون الرجوع الى السفارة. كما زارنا عدد من المديرين العامين.
*كيف يمكن تطوير السياحة بشكل عام والدينية منها بصورة خاصة؟
ــ هذه الغاية من اجل تحقيقها لابد من عقد مؤتمر موسع ومتواصل لدراسة ومناقشة البحوث والمقترحات للخروج بتوصيات عملية حقيقية تضع النقاط على الحروف ولكي تتحول التوصيات الى عمل وتطبيق ،ينبغي ان يحصل تعاون وتنسيق بين كل الجهات المعنية بالسياحة الوزارات العديدة والجنسية العامة ووزارة الخارجية ودوائر المنافذ الحدودية ودوائر اخرى ونحن بهذا الصدد نقترب من موعد عقد هذا المؤتمر في آذار المقبل وفي مدينة كربلاء المقدسة..
تأمين حماية الزائرين
اما السيد ماجد جياد معاون مدير دائرة السياحة في كربلاء فقد اجابنا عن سؤال يتعلق بتوفير الحماية للزائرين قائلا: بعد عام 2004 قمنا بتأمين حماية الزائرين من خلال التعاقد مع شركات من القطاع الخاص مهمتها توفير حماية الزائرين في كربلاء كذلك من خلال تاسيس الشرطة السياحية بامرة احد ضباط الشرطة وكان الضابط يعمل في ضوء توجيهاتنا لان ارتباطه المباشر كان بنا.
وعن طبيعة عمل الدائرة ونشاطاتها قال: نحن نعمل بالرغم من امكانياتنا المحدودة بطريقة مؤثرة في دعم السياحة الدينية كون كربلاء مدينة مقدسة توجد فيها العتبات والمزارات والمقامات الدينية الكثيرة وهي تمتلك كل مقومات السياحية الدينية التي يجب استثمارها لتحقيق مردودات مالية كبيرة.
تفعيل دور وزارة السياحة
وعن واقع السياحة الدينية في كربلاء تحدث السيد عباس كاظم مسؤول شعبة المشاريع قائلا: لكي نرتقي بواقع السياحة الدينية في محافظة كربلاء الى مستوى الطموح ونتمكن من تقييمها من الناحية الاقتصادية لابد من تفعيل دور وزارة السياحة الذي ينعكس بالنتيجة على عمل ودور مديريتنا باعتبار الوزارة هي الجهة المتخصصة وصاحبة الصلاحيات والقرارات الاوسع والخطط والبرامج الاشمل وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها لتحقق نقلات نوعية وتفعيل دورها في استقطاب المزيد من الزوار للعتبات المقدسة وتوفير الموارد التي تسهم في تحسين قدرات الوزارة ودوائرها في المحافظات وتمكينها من تطوير آفاق السياحة في العراق.
نقلا عن الاتحاد البغداديه