Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

معرض البحرين الدولي للطيران في نسخته ال3.. نجاح يضع المملكة على قائمة الدول الرائدة

معرض البحرين الدولي للطيران في نسخته ال3.. نجاح يضع المملكة على قائمة الدول الرائدة

 

المنامة "المسلة"…  تملك البحرين خاصيتين تجعلها محط أنظار دوائر الطيران المتخصصة، فهي من أوائل الدول التي يشهد لها تاريخ الطيران المدني الإقليمي والعالمي بالريادة، كما أن موقعها الاستراتيجي الوسيط وبنيتها التحتية والخدمية التي توفرها لكبريات شركات الطيران جعلها أحد أهم الخيارات المفضلة لحركة مسارات الرحلات الجوية من وإلى المنطقة.

وعندما تجتمع هاتان الخاصيتان مع رغبة القيادة الرشيدة في وضع اسم المملكة على قوائم الفعاليات الدولية المتخصصة، سيما منها معارض الطيران العالمية التي لا تنتظم إلا في مواسم محددة وفي دول بعينها يمكن عدها بالاسم، فإن كثيرا من الآمال تنعقد على معرض الطيران البحريني القادم على اعتبار أن النجاح الذي يمكن أن تحققه الدولة في هذه الفعالية سيعقبه بالتأكيد نجاحات تشمل الكثير من القطاعات، مثلما حدث عقب الدورتين السابقتين من المعرض اللتين حققتا نجاحا لافتا على الكثير من الأصعدة، وصاغتا صورة مشرقة جديدة للمملكة كنقطة جذب تجاري وسياحي، وعززتا من وضعية البلاد ومكانتها الرائدة في المنطقة والعالم.

 

الاستعدادات الكافية ضمانة للنجاح

ويبدو من المهم هنا النظر لحجم الاستعدادات التي تجري على قدم وساق للتجهيز لانطلاق المعرض الدولي للطيران على أرض البحرين في الـ 16 من الشهر الجاري، والتي تبدو مختلفة في كثير من الجوانب مقارنة بالدورتين السابقتين، سيما بعد أن دخل المعرض ضمن أجندة الفعاليات العالمية المهمة في مجال صناعتي المعارض والطيران، ووفرت له الدولة كل ما يلزمه من موارد ومخصصات كي ينجح النجاح المنشود له، وذلك مثلما تحقق خلال النسختين الأخيرتين من المعرض حسبما ذكرت وكالة بنا..

 

واقع الأمر، أن هذه الفعالية وضعت البحرين ضمن الدول الناشئة ليس فقط في صناعة وتنظيم المعارض الدولية الكبيرة التي تسهم وحدها بنحو65 مليون دينار سنويا في الناتج المحلي، ويتوقع أن تزيد إلى أكثر من 107 ملايين دينار، وإنما وضعتها على رأس قائمة الدول "المحدودة" نسبيا التي تستضيف فعاليات صناعة الطيران المتخصصة، وهي أكثر الصناعات نموا وربحية وقيمة مضافة في الوقت الحاضر، وذلك حسب تقارير أشارت إلى تزايد قيمة هذه الصناعة عن 2.2 تريليون دولار ووفرت نحو 57 مليون فرصة عمل عالميا وتبلغ إجمالي عائداتها نحو 600 مليار دولار سنويا..

 

ولعل من بين أبرز السمات التي تميز الترتيبات الجارية لدورة العام الحالي من المعرض أن جهودا مضنية تُبذل من كافة الجهات المعنية لرفع مستوى الجاهزية المناسبة لاستضافة مثل هذه الفعاليات وتطوير النهج المتبع لأساليب مواجهة المستجدات خلالها، وذلك بغرض إخراج المعرض في أبهى صورة ممكنة ووضعه في المكانة المناسبة له كواحد من أكثر معارض الطيران الإقليمية والعالمية حضورا وقوة، ويأتي على رأس هذه الجهود الرعاية الكريمة التي توفرها القيادة الرشيدة للمعرض وفعالياته، إذ إن المعرض يقام تحت رعاية العاهل المفدى، كما أن سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى هو رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض..

 

يُضاف إلى هذه الرعاية الملكية السامية، إجراءات السلامة والأمن وخطط الطوارئ التي اتخذت مؤخرا من جانب أجهزة الحكومة الموقرة برئاسة الامير الشيخ خليفة بن سلمان، وهدفت هذه الإجراءات الكثيفة والمتواصلة مع كافة الأجهزة المعنية إلى تنسيق الجهود المشتركة للتعامل مع حدث بمثل هذا المستوى والاستعداد لفعاليات المعرض المختلفة، التي لا تقتصر على التجارية فحسب، وإنما تشمل الترفيهية والترويجية أيضا، والتي يُتوقع أن تستقطب حضورا مكثفا قياسا بالدورتين السابقتين سواء من العارضين أو الوفود الخاصة والدول أو من الزوار من الجمهور الكريم.

 

يذكر هنا أن الأجهزة المختصة كقوة الدفاع بالتعاون مع الداخلية والحرس الوطني والمحافظة الجنوبية وغيرها قامت بتنفيذ عدد من الخطط والبرامج والتمرينات الميدانية المشتركة، وذلك من أجل الترتيب لاستضافة فعاليات المعرض والحضور، وتجري حتى اللحظة اجتماعات مكثفة أشرف عليها الممثل الشخصي لجلالة العاهل المفدى رئيس اللجنة المنظمة للمعرض من أجل تذليل كافة العقبات التي قد تواجه عملية تنظيم المعرض وإخراج فعالياته..

 

حضور واسع يعزز من الاقتصاد الوطني

في هذا السياق، لم يكن غريبا أن تشهد الدورة الثالثة من المعرض، كما هو منتظر، مشاركة واسعة وفاعلة من جانب المؤسسات العاملة والمتخصصة في مجالات صناعة الطيران المدني والعسكري سواء من داخل البحرين أو دول مجلس التعاون الخليجي أو العربي أو العالمي وصلت حتى الآن إلى أكثر من 70 عارضا، ويتوقع زيادتها، هذا قياسا بنحو 37 شركة و35 دولة و45 وفدا من الدول الصديقة والشقيقة للمملكة في دورة عام 2012..

 

وربما يرجع هذا الحضور الكبير المنتظر تحققه إلى أكثر من سبب تصب جميعها في تعزيز وضعية الدولة وترسيخ مكانتها، فإضافة إلى التعريف بالمملكة وبيئتها المحفزة للأعمال، حيث التشريعات المنفتحة والميسرة وانخفاض كلفة الأعمال والبنية التحتية المجهزة، فإن هذه المشاركة تعكس الثقة في الاقتصاد الوطني الذي ينمو بوتيرة منتظمة ومتسارعة، والذي حقق معدل يصل إلى 5% عام 2013 بالمقارنة بنحو 3.4 عام 2012، وهو ما سيتعزز خلال العام الحالي أيضا.

 

كما أن الإقبال على المشاركة في المعرض، حيث بلغ عدد الزوار في النسخة الثانية 7 آلاف زائر من المتخصصين فضلا عن 60ألفا من الجمهور، وهو ما يتوقع معه أن يزداد خلال دورة 2014، الأمر الذي يعكس جاذبية المناخ الاقتصادي والسياسي والأمني الذي تتمتع به المملكة ما يجعلها على قائمة الدول المختارة في المنطقة لاستضافة الفعاليات الكبرى وغيرها، وهو الوضع الذي تحقق بفضل توجيهات القيادة الرشيدة وفاعلية الخطط والإجراءات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر وجهود الدعم المستمرة التي رعاها الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء .

 

وإذا ما أُضيف إلى ما سبق الصفقات المتوقعة التي سيتمخض عنها المعرض، والتي قاربت حاجز المليار دولار في دورة عام 2012، فإنه يمكن القول بأن مثل هذه الفعاليات المنتظمة تعظم من دور البحرين التاريخي كنقطة وصول وبوابة لمنطقة الخليج برمتها، والمعروف هنا أن منطقة الخليج تتنافس عليها الدول الصناعية النامية والعظمى والشركات متعدية الجنسية لما بها من فوائض مالية وفيرة وفرص اقتصادية واسعة إذا ما تم التعاون معها اقتصاديا، حيث تقدر قيمة التبادلات السوقية فيها بنحو 1.5 تريليون دولار أمريكي..

 

يُشار كذلك إلى العوائد التي يمكن أن يجنيها قطاع النقل عامة والجوي خاصة في البحرين من المعرض، والذي يشهد طفرة نمو كبيرة في العالم أجمع وفي آسيا بشكل محدد، والمعروف أن هذا القطاع يسهم في المملكة وحدها بنسبة 7% من إجمالي الناتج المحلي عام 2012، وتعد الوظائف المرتبطة بهذا القطاع كالمراقبين الجويين وغيرهم الأكثر أجرا في المملكة..

 

وحسب تقرير أخير للاتحاد الدولي للنقل الجوي، فإن القطاع عموما يشهد نموا كبيرا تستطيع البحرين من خلال المعرض أن تحوز بعضا من مكاسبه، وذلك في إشارة إلى نمو حركة المسافرين عالميا بنسبة 5,3% عام 2013، وكذلك حركة الشحن الجوي التي نمت بنحو 1,4% في نفس العام، كما تشهد خطوط طيران دول الشرق الأوسط وآسيا المحيط الهادئ أعلى معدلات نمو بنسبة تصل إلى 6.3% في أعداد المسافرين مقارنة مع بقية أسواق الخطوط العالمية خلال السنوات الخمس القادمات.

 

معرض الطيران وتنمية الكوادر الوطنية

وبطبيعة الحال لا تغفل الدولة في جهودها لتنمية الاقتصاد الوطني، والذي يعد المعرض إحدى ثمراته، قيمة العنصر البشري الذي يحتل أولوية قصوى في عملية التطوير الشامل التي تشهدها البلاد، وعلى رأسها قطاع النقل الجوي من حيث التدريب والتأهيل، وتبدو أهمية المعرض في هذا الإطار واضحة وجلية بالنظر إلى عدة مؤشرات، منها أن المؤتمر سيضم عددا من الفعاليات التي يمكن للطلبة والمختصين البحرينيين من الاستفادة منها في التوظيف والعمل في مجال الطيران المدني والصناعات المرتبطة به أو المغذية له..

 

علاوة على تفعيل استثمارات البحرين في قطاع الطيران وخدماته، والتي ستعود بالنفع بالتأكيد على تأهيل وتنمية العنصر البشري البحريني، ومن بين هذه الاستثمارات الموجهة لهذا القطاع شراء طائرات جديدة وتدشين حضائر لتصليح الطائرات وتزويد أكاديمية الخليج للطيران التابعة لممتلكات القابضة بما تحتاجه من موارد لتنمية الكوادر الوطنية وغيرها..

 

وإذا ما علمنا أن الخليج ككل، ومنه البحرين، بحاجة إلى أكثر من 1800 طيار جديد سنويا على مدار السنوات الـ20 المقبلة، وفي ظل مشروعات التحسين والتوسيع المستمرة ذات المراحل الخمسة التي يشهدها مطار البحرين الدولي تماشيا مع رؤية المملكة 2030، والتي يتوقع أن تنتهي هذا العام وسيكون لها مردودها في مضاعفة عدد المسافرين ومن ثم حركة النقل الجوي من وإلى المملكة، فإن الاستفادة من المعرض في هذا الجانب ستكون كبيرة وستمثل قفزة في عالم المعارض، سيما منها ما يتعلق بالتعريف بقوة العمل البحرينية، وإيجاد فرص واسعة لتشغيل الكوادر الوطنية العاملة في المجال، ومن ثم زيادة القدرة التنافسية للدولة ومؤسساتها ككل.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله