Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

المصريون القدماء علموا العالم هندسة وفلسفة البناء

المصريون القدماء علموا العالم هندسة وفلسفة البناء

 

القاهرة " المسلة " عبد الرحيم ريحان  …. علم قدماء المصريين العالم هندسة وفلسفة البناء لأن المبانى مثلت فلسفة خاصة بمصر القديمة انطلقت من وازع دينى وفلسفى يحمل فى طياته الشموخ ومحاولة الصعود للسماء للتقرب من المعبودات وكانت العمارة لديهم أول خط للسماء رسمته البشرية بدأ بالخطوط الهندسية الأفقية ومسطحاتها المستوية التى عبر عنها بالمصاطب وارتفعت المصاطب عن سطح الأرض فى طبقات متراصة فوق بعضها لتصنع الأهرامات المدرجة سلم الطريق إلى السماء وانتقلت منها إلى الأهرامات الهندسية الأشكال والرياضية التقويم بأضلاعها المنحنية والمستقيمة وأسطحها الزخرفية الملساء ثم ارتفع الهرم بقاعدته عن سطح الأرض لتظهر معابد الشمس ثم تعلو فوق قائم يشق طريقه نحو السماء لتظهر المسلات الرشيقة بقمتها الهرمية تناطح السحاب بفكر راقى يفوق بمراحل هندسة ناطحات السحاب حديثا وذلك طبقاً لما جاء فى كتاب د. سيد كريم " لغز الحضارة المصرية "

وانتقلت العمارة المصرية من الجدران والحوائط العالية  إلى الدعامات والقوائم والأعمدة التى تحمل الأعتاب والكمرات والأسقف لتضع أسس الهياكل الإنشائية بتعدد نظريات تكوينها التى تغيرت أبعادها ونسبها تبعاً لتغير مواد البناء وأن فن العمارة المصرية لم يكن وليد الاجتهاد والابتكار الفنى بل خلاصة تكنولوجيا علم البناء الذى وضع أسس كثير من نظريات العمارة وعلوم الإنشاء فى مختلف الحضارات القديمة وامتدادها لعمارة العصرالحديث

وقد كشفت أعمال التنقيب والدراسات الأثرية والهندسية حديثاً أن قدماء المصريين منذ عصر ما قبل الأسرات قد وضعوا مثلث تكنولوجيا علم البناء للعالم أجمع وتتكون أضلاع المثلث من وحدة البناء وهى قالب الطوب الذى ابتكره المهندس المصرى منذ ثمانية آلاف عام وأطلق عليه اسم (توبى) وحدد شكله ونسب أبعاده الذى يحفظها العالم إلى اليوم وكان يؤرخ لعصر معين من مقاسات طوب البناء كما اكتشفوا الطوب الأحمر فى نهاية الدولة القديمة والضلع الثانى وحدة القياس ابتداءاً من البوصة الهرمية إلى الذراع المعمارى واخترع الأرقام التى حدد بها وحدات القياس وعلوم الرياصيات والهندسة التى وضعت نظريات فن العمارة وعلوم الإنشاء بالإضافة لاختراع وحدات قياس الزمن والضلع الثالث وحدة التشكيل ابتداءاً من الخط المستقيم إلى مختلف الزوايا والمنحنيات وتشكيلاتها الهندسية وما ارتبط بها من حساب المثلثات الهندسية الوصف والعلوم التشكيلية

وأقام قدماء المصريين مبانى الخلود بالحجر والجرانيت لتبقى أبد الدهر بينما بنوا مبانى الحياة بالطوب النيئ ليكون عمرها مرتبط بعمر الإنسان نفسه ثم تطور هذه المبانى نفسها حسب احتياجات كل عصر وقد خلد المصرى القديم تصميماته الهندسية وروائع فنه المعمارى على صفحات أوراق البردى ولوحات الأستراكا كما نحت بعض النماذج المعمارية للمقابر على جدران أصحابها وجدران التوابيت وقد كشفت حفائر الدولة القديمة وعصر ما قبل الأسرات عن نماذج القصور ودور الحياة العامة التى كانت تضمها أسوار هرم زوسر ونماذج للقصور وتصميمات واجهاتها فى مقابر أبيدوس من بينها واجهات قصر الملك برايشن أحد ملوك الأسرة الثانية والملك يوداجى من ملوك الأسرة الأولى

وقد عرف المصرى القديم المبانى الجاهزة والسابقة التجهيز وكانت تصنع حوائطها من وحدات خشبية متماثلة تثبت فى بعضها البعض بأربطة من الجلد والتى تثبت بدورها على قواعد حجرية كما صنعت وحدات ثابتة النماذج للأبواب والشبابيك التى يمكن فكها وتركيبها بسهولة وكان القواد يستعملون المبانى الجاهزة فى ميادين الحرب بدلاً من الخيام أو فى رحلات الصيد كما وجدت نماذج منها يستعملها المهندسون للإقامة أثناء إقامة المنشئات وتخطيط المدن وبناء المعابد

واستخدم  قدماء المصريين المبانى الجاهزة والمبانى سابقة التجهيز فى بناء مدن بأكملها ومن أقدمها مدينة خنت كاوس إحدى المدن التى بنيت فى الأسرة الرابعة 2565ق.م. والتى بنيت لتأوى عمال وفنيين بناة الأهرامات ومعابدها الجنائزية وقد أهديت لهم بعد اكتمال البناء وهذا يؤكد بالدليل الأثرى أن قدماء المصريين هم بناة الأهرام وبناة كل حضارتهم العظيمة 
 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله