Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

معرض مقتنيات دير سانت كاترين تحفة فنية نادرة

معرض مقتنيات دير سانت كاترين تحفة فنية نادرة

كتب د. عبد الرحيم ريحان

القاهرة "المسلة"…. تعتبر تجربة إنشاء قاعة للعرض المتحفى لمقتنيات دير سانت كاترين داخل الدير هى تجربة رائدة لإنشاء معارض ذاتية  وقد استغل رهبان الدير موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج  وسمى بذلك لوجود كنيسة القديس جورج بداخله  ويتكون البرج من أربعة مستويات المستوى الأول وبه مدخل المقدّسين المسيحيين  فى رحلتهم للقدس عبر سيناء حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير والمستوى الثانى وبه ما يسمى  (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات – أوانى مقدسة – ثياب مقدسة ومخطوطات الدير و المستوى الثالث وبه الدوفارة وهو الونش الذى يتم عن طريقه سحب المؤن وأحياناً الأشخاص للدير فى العصور الوسطى والمستوى الرابع  وبه كنيسة القديس جورج الذى أعيد بناؤها عام 1803م .

وما يزال هذا البرج يحتفظ بالتخطيط الأصلى منذ بناء الدير فى القرن السادس الميلادى شاملاً الدراوى العلوية والممر الداخلى  وقد حدث زلزال فى القرن الثالث عشر والرابع عشر الميلادى أدى لتهدم جزء من البرج وفى عام 1798م تهدم جزء آخر من البرج نتيجة سيول شديدة وقام كليبر الذى أرسله نابليون عام 1801م بترميم البرج  وفى هذا الترميم تم كساء البرج من الخارج بكسوة خارجية غيرت من شكل البرج الذى كان فى الأصل  برجاً مربعاً  وفى عام 1971م تهدم الجزء العلوى من البرج شاملاً كنيسة القديس جورج نتيجة حريق ولم تصل النار للمخطوطات الموجودة بالسكيفوفيلاكيون .

 وقد أجريت ترميمات سريعة بالبرج عام 1977 للجزء الجنوبى من كنيسة القديس جورج بعمل أرضية أسمنتية وأعيد بناء السكيفو فيلاكيون باستخدام الأسمنت واستعملت لوقت قصير عام 1988 كسكن مؤقت لمطران الدير ومنذ عام 1988 حتى عام 2001  استخدمت مخزن  وتم ترميم الواجهة عام 2001 وإعدادها كقاعة لعرض أيقونات الدير طبقاً لأساليب العرض العالمية وهى الآن معرض لأيقونات وذخائر الدير يضم  أشهر أيقونات الدير كما يضم العهدة النبوية وهو كتاب العهد الذى كتب للدير فى عهد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام وكان الأصل محفوظاً فى الدير إلى أن فتح السلطان سليم مصر 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخة  معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية ويحوى المتحف عدة نسخ منها وهو العهد الذى يؤمّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيحيين على أموالهم وأنفسهم ومقدساتهم وممتلكاتهم كما يحوى أشهر مخطوطات الدير والتحف الفنية المختلفة المهداة للدير عبر العصور من تحف معدنية وخشبية رائعة ويقع المتحف فى أجمل موقع بالدير مواجهاً كنيسة التجلى الكنيسة الرئيسية بالدير وشجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه  وتعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة لا مثيل لها فى العالم .

 

وأطالب بتعميم تجربة العرض المتحفى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات وذخائر نادرة وكذلك فى المساجد الأثرية الكبرى والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادى العريقة والبنوك  وغيرها وتتمثل فى معرض دائم  للمقتنيات التذكارية الخاصة بالموقع تحكى تاريخ المكان وتبرز وجهه الحضارى على أن تكون تابعة للمكان نفسه أو الوزارة المعنية أو خاضعة لإشراف وزارة الدولة لشئون الآثار فى حال وجود مقتنيات أثرية وتكون هذه القاعات مؤسسات تعليمية تثقيفية لا تهدف إلى أى عائد مادى مما يسهم فى تحويل مصر بأكملها لمعارض ثقافية وتعليمية وعلمية وتاريخية وأثرية دائمة تعيد لمصر دورها الريادى كمركز عالمى لنشر الثقافة والمعرفة بما يتواءم مع حضارتها العظيمة التى علمت العالم الهندسة والطب والفلسفة والرياضة والأدب والفن. 
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله