شركات الطيران الجزائرية غير قادرة على الصمود أمام منافسة النقل الجوى
الجزائر "المسلة"…. كشف تقرير لمكتب "أكسفورد بيزنس غروب" البريطاني، أن شركات النقل الجوي الجزائرية العمومية غير قادرة على الصمود ومواجهة المنافسة في سوق حرة للنقل الجوي وخاصة مع وجود شركات عالمية تطبق أسعارا منخفضة الكلفة.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الجزائرية تواصل دعم شركة الخطوط الجوية الجزائرية وطيران الطاسيلي من منطلق إيمانها بقدرات النمو التي يتوفر عليها قطاع النقل الجوي الذي سيواجه في السنوات القليلة القادمة تحديثات محلية ودولية ومنها تحرير القطاع على المستوى الدولي في إطار ما يعرف باتفاقيات السموات المفتوحة والتي ستفقد الناقلة الجوية العمومية احتكارها للخطوط الدولية التي تتوفر عليها حاليا، وخاصة مع شروع شركات نقل أجنبية في مطالبة الجزائر بتطبيق مبدإ المعاملة بالمثل المنصوص عليها في قطاع النقل الجوي الدولي، حيث شرعت خلال العام الماضي 2013 ناقلات جوية دولية بزيادة وتيرة رحلاتها إلى الجزائر على غرار شركة "أليطاليا" التي رفعت عدد رحلاتها الأسبوعية نحو الجزائر من 14 إلى 18 رحلة أسبوعيا ودخول الناقلة العالمية طيران الإمارات إلى السوق الجزائرية في مارس الماضي.
وإلى جانب المنافسة الدولية الشرسة التي ستقوض فرص نمو الناقلة الجوية الوطنية، تعاني الشركة من ضغوط نقابية بسبب العدد الهائل لعمالها الذي يناهز 11 ألف عامل وهو رقم لا يتناسب والمعايير العالمية في هذا المجال قياسا بعدد الطائرات التي تسيرها الشركة محليا ودوليا.
وتشير إحصاءات عالمية خاصة بصناعة النقل الجوي إلى أن شركة بحجم الجوية الجزائرية لا يجب أن يتجاوز عدد عمالها 6000 موظف في أكثر الأحوال، وهو ما يعني أن الشركة ستتعرض للانهيار في حال سحبت الحكومة الدعم الذي تقدمه لها سنويا.
وتزامن الاتفاق الذي تم توقيعه مع الشركة الإيطالية مع ضغوط أوروبية قوية لمطالبة الجزائر بتوقيع اتفاق "سماء مفتوحة" الذي يعني تحريرا كاملا لقطاع النقل الجوي والذي يسمح بدخول شركات نقل منخفضة التكاليف بما يؤشر لانهيار شركات النقل الجزائرية العمومية التي تعاني من ارتفاع قياسي لتكاليفها التشغيلية بسبب ارتفاع عدد العاملين بها.
ويراهن المدافعون على توقيع اتفاق سماء مفتوحة على الانعكاسات الاقتصادية الجيدة للاتفاق على تطوير صناعة الطيران من منطلق بعض التجارب الدولية ومنها التجربة المغربية التي وقعت اتفاقا مشابها مع الاتحاد الأوروبي عام 2006 أو التجربة السعودية التي طورت صناعة النقل الجوي من خلال الطيران منخفض التكلفة وعلى رأسها طيران "العربية" وحتى السوق الأوروبية مع شركة "إيزي جات".
ويمثل الطيران منخفض التكلفة اليوم في المغرب حوالي 35 % من حجم السوق في مقابل أقل من 1 ٪ في الجزائر. ويعرف على نطاق واسع في العالم أن تطوير القطاع السياحي لا يمر عبر شركات طيران تطبق أسعارا عالية، وهي حالة شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي تطبق أعلى الأسعار على مستوى العالم حيث يعتبر سعر خط الجزائر باريس الأغلى في العالم على الإطلاق.