استثمار علاقاتنا التاريخية بالهند لجـذب مليـون سائح هندي سنويا بقلم جلال دويدار
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
مع مطلع العام الميلادي الجديد.. التفاؤل والأمل يدعونا الي أن نبتهل الي المولي عز وجل ان يشملنا من بدايته وخلاله برعايته وحفظه وان يساعدنا في ان نتصدي للفوضويين الظالمين الذين انحازوا الي طريق الضلال والارهاب والتآمر علي هذا الوطن المبارك. بهذه المناسبة اذكر أنه ومن عدة سنوات ومنذ بدأت مسيرة التنمية في الدولة الهندية تؤتي أكلها كانت هناك محاولات لتشجيع الهنود علي القدوم الي مصر سواء ترانزيت او لقضاء اجازاتهم. تولت عملية الترويج بشكل اساسي مصر للطيران التي كانت ُتسير رحلة واحدة ارتفعت في الفترة الاخيرة الي سبع رحلات استجابة لزيادة جهود التسويق وارتفاع معدلات الطلب.
كان هدف مصر للطيران.. جذب حركة الركاب الترانزيت المتجهة من الهند الي بريطانيا والتي كانت تعد من اساسيات عمليات تسويق مصر للطيران في السوق البريطاني. وقد جاء الاهتمام بالسوق الهندي سياحيا بناء علي مبادرات من الشركات الهندية العاملة في هذا المجال والتي نجحت في تنظيم رحلات وبرامج سياحية كان من نتيجتها ارتفاع اعداد السياح الهنود الي مصر الي اكثر من ٠٥ الف سائح في السنوات السابقة لثورة ٥٢ يناير. تصاعد هذه الاعداد كان دافعا لاجهزة السياحة الي الانتباه الي السوق الهندي وتدارس امكانية أن يكون موردا مهما للسياحة الوافدة الي مصر.
<<<
ومع تعاظم التفكير في هذا السوق الواعد حرص بعض المسئولين عن النشاط السياحي الهندي الي اجراء الاتصالات مع الجانب المصري خلال مشاركته في London World travel market »سوق السياحة الدولي في لندن« الذي جرت فعالياته في بداية نوفمبر الماضي.. كانت هذه اللقاءات فرصة للحديث عن امكانيات دعم التعاون بين الشركات الهندية وشركات السياحة المصرية لتنظيم برامج سياحية مشتركة للسياح الهنود الي مصر سواء بشكل مباشر او استثمارا لمرورهم ترانزيت الي بلد آخر خاصة لندن. انتهت هذه المباحثات بالاتفاق علي تواصل الزيارات والاتصالات لتفعيل مشروع هذا التعاون، تطور التفاؤل بهذا التفاهم المصري الهندي الي توقع أن تؤدي جهود التسويق المشترك الي الوصول بعدد السياح الهنود الي مصر الي مليون سائح سنويا.
في هذا الاطار جاء الي مصر ممثلو 14 شركة هندية لبحث عناصر البرامج السياحية الملائمة للسائح الهندي الذي تعد بلاده واحدة من الحضارات الانسانية القديمة التي تربطها بمصر أواصر صداقة قوية، وليس جديدا ان هذه الروابط قد تدعمت خلال حقبة زعامة كل من جواهر لال نهرو للهند وجمال عبدالناصر لمصر في اطار حركة عدم الانحياز التي عقد اول مؤتمراتها في القاهرة. انطلاقا من هذا الواقع فإن اهتمام الهنود بزيارة مصر له ارضية حضارية وتاريخية. وكان من الطبيعي ان تسفر اجتماعات هذا الوفد الهندي عن اتفاق مع هيئة تنشيط السياحة المصرية بحضور الشركات المصرية المهتمة بتنمية السياحة من الهند علي المضي قدما في هذا التعاون.
واذا كنا نثني علي هذا التحرك في اطار اهمية العمل علي خلق اسواق جديدة.. الا ان ذلك لا يعني بأي حال إغفال زيادة جهود التسويق والترويج الموجهة الي اسواقنا التقليدية التي نحصل منها علي غالبية الحركة السياحية. هذه الاسواق تشمل السوق الاوروبي الذي يستحوذ علي حوال 70٪ من حجم حركة السياحة الي مصر وكذلك السوق العربي الذي يستحوذ علي اكثر من 20٪من هذه الحركة اضافة الي انه يمثل دائرة واسعة من الفائدة الاقتصادية والاجتماعية لقطاعات كبيرة من المواطنين في مختلف الانشطة.