Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

مدينة دبي الطبية تستقطب السياح المحليين والأجانب

تعتبر إمارة دبي من أبرز الوجهات السياحية ومن أكثرها جذبا للسياح من مختلف أنحاء العالم، إلا أنها أظهرت خلال مؤتمر السياحة العلاجية الذي انتظم بمركز دبي العالمي للمؤتمرات والمعارض، مؤخرا، أنها أيضا وجهة للسياحة العلاجية تعمل على احتلال المراكز الأولى على مستوى عربي وعالمي. وبرزت خلال المؤتمر بعض الوجهات العربية الأخرى كالإمارات ومصر، مما دفع ببعض الدول الآسيوية المعروفة بأنها من أهم نقاط الجذب للسياح في العالم، لمحاولة استقطاب الخليجيين لسياحة العلاجية.

دبي – شهدت السياحة العلاجية في السنوات الأخيرة زيادة الطلب عليها، حيث سجلت العديد من الدول إقبالا سياحيا كبيرا بفضلها.

وغالبا ما يتجه السائح إلى الدول الأوروبية والآسيوية بحثا عن أفضل الخدمات المتعلقة بالسياحة العلاجية، إلا أن الدول العربية أثبتت أنها منافس لا يستهان به خطف إليه الأنظار، بالإضافة إلى أنه يعمل على أن يكون من أبرز الوجهات السياحية العلاجية في العالم.

وأظهرت الإمارات على هامش مؤتمر السياحة العلاجية الذي انطلقت فعاليته في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض في الـ9 من أكتوبر الحالي، أنها تسعى إلى أن تصبح مركزا للسياحة العلاجية العالمية والوجهة المفضلة للمرضى المحليين والأجانب.

وكشفت إمارة دبي خلال المؤتمر أنها وجهة آمنة ومتكاملة للسياحة العلاجية، إلى جانب أنها تمتلك أفضل المقومات لتحتلّ موقعا متميزا على خارطة السياحة العلاجية.

وأكدت ليلى المرزوقي مديرة إدارة التنظيم الصحي ومديرة مشروع السياحة العلاجية في هيئة الصحة بدبي، أن الهيئة تسعى من خلال مشروع دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية إلى استقطاب 500 ألف سائح علاجي من خارج الدولة بحلول عام 2020 لتكون دبي بمقومات سياحتها العلاجية ومنظومتها الصحية المتطورة الوجهة المثالية للمرضى من مختلف دول العالم.

وكان الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي قد أطلق مشروع دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية في إطار تطوير قطاع السياحة وتنميته لتصبح مدينة دبي بسياحتها العلاجية والعائلية والتسويقية، الوجهة المثالية القادرة على استقطاب نحو نصف مليون سائح، مع حلول موعد إكسبو 2020.

وقالت المرزوقي إن عدد القادمين من الخارج للعلاج في المدينة يقدر بـ300 ألف سائح سنويا، إلى جانب 360 ألف شخص من الداخل فضلوا استكمال علاجهم في الإمارة بدلا من الخارج، ما يسمى بالسياحة العلاجية المعاكسة، مع توقعات بزيادة في عددهم خلال العام الجاري.

وأشارت المرزوقي إلى أن دبي تحتل المركز الـ17 كوجهة عالمية للسياحة العلاجية، مضيفة أن من أهم ملامح هذا النوع من السياحة هو البحث عن التجربة والاستعداد لها واستمراريتها، فخطوات دبي للمنافسة في قطاع السياحة العلاجية ملموسة، إذ لديها البنى التحتية، وعناصر الجذب متوافرة، إضافة إلى التقدم الطبي والمراكز والمستشفيات المعتمدة والمراكز التخصصية، وسهولة الحصول على الإجراءات والمعلومات من حيث آلية التراخيص.

وأوضحت المرزوقي أن السياح الذين يأتون للعلاج سيجدون كل شيء متوفرا وفي المتناول، مضيفة أن دبي تركز على الجودة وليس على الأسعار.

وتابعت لـ العرب هناك مستشفيات في دبي تتناسب مع كل الفئات، فتوجد مستشفيات تناسب الجميع من حيث الأسعار وجودة الخدمات، فضلا عن تطوير دبي لمنظومتها الصحية عبر استقطاب أكثر الأنماط العلاجية كفاءة في العالم.

وقالت ريم عثمان المدير التنفيذي للمستشفى السعودي الألماني إن تقديم خدمات صحية متميزة بات جاذبا كبيرا لمرضى من دول أوروبية وآسيوية وأفريقية، كما أسهم في خفض نسب سفر أبناء الخليج للعلاج في أوروبا وآسيا.

وتابعت عثمان “سمعة السياحة العلاجية في دبي، كان لها أثر بالغ في جذب مجموعات سياحية كبيرة من آسيا لتلقّي الخدمات الطبية”.

وأشارت عثمان إلى حدوث نمو كبير في السياحة العلاجية المعاكسة “حيث استقبل المستشفى السعودي الألماني، بدبي، عددا كبيرا من المرضى الإماراتيين كانوا يعالجون في الخارج، ولكنهم اختاروا استكمال العلاج في المستشفى بدبي”.

وقال محمود الشغري مدير التسويق في مستشفى سليمان الحبيب بدبي، إن مفهوم السياحة العلاجية المعاكسة يشهد توسعا كبيرا، بعد أن فضّل عدد كبير من أبناء الإمارات ودول الخليج استكمال علاجهم ببلادهم، بدلا من السفر إلى الخارج.

وأضاف الشغري “تميز مستوى الخدمة الطبية في تخصصات طبية هامة، مع استقطاب كفاءات وخبرات طبية كبيرة، عزز الثقة في القطاع الصحي الخليجي، وأسهم بشكل كبير في رواج السياحة العلاجية في دبي”.

وأثبتت دبي أنها من أبرز الوجهات السياحية العلاجية العربية، حيث حصلت على جائزة المدينة المفضلة للسياحة العلاجية لعام 2016، على هامش المؤتمر العالمي للسياحة العلاجية الذي استضافته مدينة مدريد الأسبانية خلال الفترة من 24 إلى 26 مايو الماضي بمشاركة نخبة من المختصين والمهتمين في مجال السياحة العلاجية من 42 دولة على مستوى العالم.

وساهم ذلك في جعل دبي وجهة مفضلة لطالبي العلاج والاستشفاء من مختلف دول العالم، لا سيما وأنها تميزت باهتمامها الكبير بخدمات الرعاية الصحية، ولتوفير الخدمات للمواطنين والمقيمين والسياح كافة بجودة عالية، لتحقق المعادلة الصعبة في جعلها وجهة عالمية للسياحة العلاجية.

وتعتبر دبي جاذبة للأطباء، إذ تمتلك مهنيين صحيين من 110 جنسية مختلفة يتكلمون لغة المريض، وهناك مؤسسات صحية تقدم مترجمين بلغات بعض الجنسيات ولديهم قائمة بالأطعمة المحلية للمرضى من بعض الدول، معتمدة على عدد المرضى لكل منشأة.

وتمتاز مدينة دبي الطبية بموقعها الاستراتيجي في قلب الإمارة، الأمر الذي يعطيها ميزة إضافية، حيث تبعد المدينة 10 دقائق عن مطار دبي الدولي، و30 دقيقة عن مطار آل مكتوم الدولي – دبي وورلد سنترال، مما يجعلها الوجهة العالمية المتكاملة للرعاية والرفاهية الصحية.

كما أن مدينة دبي الطبية تطلّ على قناة دبي المائية التي تعد من أهم مشاريع دبي السياحية في الوقت الحاضر، بالإضافة إلى أن مدينة دبي الطبية تعد أكبر منطقة حرة للرعاية والرفاهية الصحية في العالم.

وتعتمد هذه المدينة الطبية على أدوات تقييم علمية مثل الاستبيانات لقياس درجة رضا المرضى عن الخدمات الطبية المقدمة في المنطقة الحرة، مما يمكّن من المساهمة في جذب المزيد من السياح، لا سيما وأن مدينة دبي الطبية توفر أكثر من 152 اختصاصا طبيا تغطي مختلف المجالات الطبية الموجودة، وتتميز بتوفير خدمات علاجية متكاملة.

ولتكون دبي وجهة مثالية للعلاج والاستشفاء قامت هيئة الصحة بإطلاق نادي السياحة العلاجية من أجل أن يكون منبرا خاصا بالمنشآت الصحية، لبحث مستجدات وآلية تنفيذ وتطوير استراتيجية السياحة العلاجية.

كما أن الإمارات أصبحت تعد أيضا من أكثر الوجهات السياحية جاذبا للسياحة العلاجية مؤخرا، وتشكل الوجهة المثالية للراغبين في الجمع بين السياحة العلاجية والتسوق، بحيث يستطيعون تلقي العلاج والرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في منشآت طبية عالمية المستوى بتكاليف معقولة، بينما يستمتعون بمباهج التسوق في أسواق تجارية حرة وشديدة التنافسية على مستوى العالم.

والموقع الجغرافي المتميز للإمارات يخلق لها البيئة المناسبة لنجاح المشروع الضخم، فهناك البنية التحتية الداعمة للسياحة العلاجية، من فنادق فخمة ومراكز تجارية فريدة من نوعها وفعاليات وأنشطة ترفيهية وثقافية وتراثية كبيرة على مدار العام.

كما أن إمارة دبي خاصة، والإمارات عامة، تمتلك العدد الأكبر من المنشآت الصحية الحاصلة على الاعتماد الدولي عالميا.

وأظهرت دول عربية أخرى كفاءتها كوجهة متميزة للسياحة العلاجية، حيث فازت شركة مصر للطيران للخدمات الطبية للمرة الثانية بجائزة أفضل مستشفى لعام 2016 يقوم بالتسويق لبرامج السياحة العلاجية، وذلك في مؤتمر السياحة الطبية العالمي “دبليو إتش يو سي” بمدينة دبي.

ويأتي فوز مستشفى مصر للطيران ليساهم في جذب السياح العرب والأجانب إلى الوجهات السياحية العربية أكثر فأكثر، لا سيما وأن هذا الفوز جاء بالتزامن مع المؤتمر العالمي للسياحة العلاجية الثاني عشر، الذي شارك فيه أكثر من 400 عالم وخبير وطبيب في المجال الصحي والسياحة العلاجية، يمثلون 29 دولة، و100 وكيل ومنسق من مختلف الجهات والهيئات ذات العلاقة بالسياحة العلاجية محليا وعربيا وعالميا. وهو ما يدعم مصر لتكون مقصدا ووجهة موثوقا بها في مجال السياحة الطبية العلاجية.

وحاولت بعض الدول الآسيوية خلال المؤتمر استقطاب المزيد من السياح الخليجيين، حيث عرضت هيئة تايلاند للسياحة من خلال جناحها بالمؤتمر مرافق علاجية وسياحية عالية الجودة ومختلفة التخصصات.

وأوضحت الهيئة أنه في وسع السياح القادمين من دول الخليج الانضمام إلى كافة العلاجات الطبية في تايلاند ولمدة 90 يوما وبدون تأشيرة مسبقة. وأضافت الهيئة أنه يحق للمريض الذي يودّ العلاج في تايلاند أن يصطحب معه 3 من أفراد عائلته، ويستطيع أن يمكث نفس المدة المحددة للضيوف الخليجيين وكذلك من غير تأشيرة.

وأطلقت الهند خلال معرض السياحة العلاجية بدبي، مبادرة “الهند تطبّب” بهدف الترويج للهند كمركز رائد للرعاية الصحية على الخارطة العالمية.

وطرحت وزارة التجارة والصناعة في الهند ومجلس ترويج صادرات الخدمات الهندية مؤخرا بوابة للرعاية الصحية لتكون مرجعية شاملة وموحدة لأحدث المعلومات ذات الصلة بالمستشفيات الهندية وسوق السفر والسياحة العلاجية المحلية.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله