Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

البيوت التراثية في البصرة مهددة بالضياع بعد هدم العشرات منها

البيوت التراثية في البصرة مهددة بالضياع بعد هدم العشرات منها

البصرة " المسلة " … أكد باحثون ومختصون في التراث المحلي، الثلاثاء، أن البيوت والقصور التراثية في قضاء الزبير التي خلفها من سكنوا القضاء قبل عقود أوشكت على الإندثار من جراء هدم العشرات منها تماشياً مع التوسع العمراني السريع.

 

وقال الأديب والباحث التاريخي حسن زبون العنزي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "البيوت التراثية في قضاء الزبير أصبحت في حالة بائسة، ومعظمها مهددة بالإندثار والضياع، رغم أهميتها التأريخية وطرازها المعماري الفريد من نوعه"، مبيناً أن "تلك البيوت تختلف في تصاميمها عن البيوت العراقية الأخرى".

 

وأوضح العنزي ان "هذه البيوت تتميز بأسيجة عالية الإرتفاع نسبياً، وتحتوي على (الباقدير) الذي يعد وسيلة بدائية مبتكرة للتهوية والتبريد، كما كانت أبوابها الخشبية تختلف عن الأبواب الأخرى، فهي كبيرة ومزدوجة، بمعنى أن الباب الكبير يتضمن باباً صغيراً، ويطلق الزبيريون على هذا النوع من الأبواب تسمية (خوخة)".

 

ولفت العنزي، وهو صاحب كتاب (أيام الزبير وذكريات الزمن الجميل) الصادر في الكويت قبل عامين ويقع في 600 صفحة، الى أن "من يشتري البيوت القديمة أصبح يهدمها ويبني منازل جديدة على أرضها، ولذلك أوشكت الزبير على فقدان بيوتها التراثية الجميلة"، مضيفاً أن "من الصعب جداً في المرحلة الحالية بناء بيوت جديدة وفق الطراز الزبيري لانها بحاجة الى بنائين يجيدون فنون العمارة القديمة، وكان البنائون سابقاً يتفننون في وضع الأقواس والزخارف عند بناء البيوت الزبيرية، ومن أشهر هؤلاء خلال القرن الماضي أحمد رجيب وسليمان المسفر".

 

بدوره، قال قائمقام الزبير عباس رشم الحيدري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "البيوت القديمة التي خلفها سكان الزبير أصحاب الاصول النجدية هي أملاك شخصية، وبالتالي لا تستطيع هيئة الآثار والتراث أو السلطات المحلية السيطرة عليها أو التصرف بها"، موضحاً أن "تلك البيوت تستنزف مساحات واسعة بحكم طبيعة بنائها، بحيث أن سمك الجدار يصل أحياناً الى ثلاثة أمتار، واندثارها هو نتيجة طبيعية للتطور العمراني السريع الذي يشهده القضاء".

 

وأشار الحيدري الى أن "السلطات المحلية في القضاء أوصت خلال العام الحالي مديرية البلديات بالحفاظ على ما تبقى من البيوت الزبيرية القديمة عند تحديث التصميم الأساس للقضاء أو عند التخطيط لتنفيذ مشاريع خدمية".

 

وبحسب رئيس لجنة الاعمار والتطوير في مجلس محافظة البصرة زهرة حمزة البجاري فإن "وزارة السياحة والآثار وهيئة الآثار والتراث في المحافظة لم يبدر منهما أي اهتمام بالبيوت الزبيرية القديمة باعتبارها من الممتلكات الخاصة"، مبينة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الإهتمام ينصب في المرحلة الحالية على بيوت الشناشيل التراثية الواقعة في منطقة البصرة القديمة، والتي نسعى لجعلها منطقة سياحية ذات طابع تراثي بتمويل من موازنة المحافظة".

 

يذكر أن قضاء الزبير (نحو 18 كم غرب مدينة البصرة)، هو ثاني أكبر قضاء في العراق من ناحية المساحة، إذ تشكل مساحته أكثر من نصف مساحة محافظة البصرة، وتقع غالبية المنشآت النفطية والصناعية الكبيرة في جنوب العراق ضمن الحدود الإدارية للقضاء، الذي يتكون من عدد من النواحي أهمها أم قصر التي تضم أكبر ميناء تجاري في البلد، كما يوجد منفذ سفوان البري الوحيد بين العراق والكويت، في ناحية سفوان التابعة لقضاء الزبير.

 

ولمدينة الزبير (مركز القضاء) أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، وفيها يقع المسجد الجامع (جامع الخطوة) وهو أول جامع بناه المسلمون خارج الجزيرة العربية، وضمن حدود الزبير توجد آثار مدينة البصرة القديمة التي بناها العرب بقيادة عتبة بن غزوان عند الفتح الإسلامي للعراق عام 636 للميلاد، ومنذ بداية القرن السابع عشر وحتى مطلع القرن العشرين هاجرت عشرات العوائل العربية من نجد (وسط الجزيرة العربية) إلى مدينة الزبير، ومن تلك العوائل البابطين والزهير والذكير والراشد والجاسر والبريكان والجريفان والجهيران والحسينان.

 

وفي غضون العقود الأربعة الماضية عادت معظم الأسر التي تنتمي لتلك العوائل إلى المملكة العربية السعودية، وحصل أفرادها على الجنسية السعودية بقرار ملكي، وظلت الزبير بصفتها بوابة العراق على دول الخليج، تتمتع بخصوصية على المستوى الاجتماعي، إذ أن الكثير من العادات والتقاليد التي خلفها سكانها السابقون (النجادة) ما تزال راسخة، كما أن لهجة سكان الزبير تعد أقرب اللهجات العراقية إلى اللهجات المتداولة في دول الخليج العربي.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله