نوكيا تبيع قطاع الهواتف إلى «مايكروسوفت» مقابل 7.2 مليار دولار
هلسنكي "المسلة" … وافق مساهمو شركة معدات الاتصالات الفنلندية نوكيا، على صفقة بيع قطاع إنتاج الهواتف التابع للشركة إلى شركة البرمجيات الأميركية العملاقة مايكروسوفت مقابل 7,2 مليار دولار. وقد وافق أكثر من 99% من مساهمي الشركة الفنلندية على الصفقة في اجتماع غير عادي بالعاصمة الفنلندية هلسنكي.
وقال ريستو سيلاسما الرئيس التنفيذي المؤقت ورئيس مجلس إدارة نوكيا لـ د ب أ إن هذه الصفقة خطوة مهمة بالنسبة لنوكيا “نحن سعداء بموافقة المساهمين بأغلبية ساحقة على دعم المضي قدما بهذه الاتفاقية الانتقالية”. ومن المتوقع إتمام الصفقة خلال الربع الأول من العام المقبل بعد الحصول على موافقة سلطات مكافحة الاحتكار وحماية المنافسة في الدول المعنية.
يذكر أنه تم الإعلان عن هذه الصفقة لأول مرة في سبتمبر الماضي. ومنذ ذلك الوقت تضاعف سهم نوكيا في بورصة هلسنكي تقريبا. كانت نوكيا قد تحالفت مع مايكروسوفت لاستخدام نظام التشغيل ويندوز فون الذي تنتجه الأخيرة في الهواتف المحمولة التي تنتجها الأولى من 2011، بهدف استعادة حصة من السوق التي تسيطر عليها شركات منافسة مثل آبل وسامسونج لكن المحاولة فشلت.
وفي 2013 بدأ مجلس إدارة نوكيا المفاوضات لبيع قطاع إنتاج الهواتف المحمولة الخاسر وتوصل إلى اتفاق مع مايكروسوفت كلام سيلاسما أمام حوالي 5 آلاف مساهم حضروا الاجتماع. من المتوقع أن تعزز الصفقة الوضع المالي لشركة نوكيا بما يتيح لها استئناف توزيع أرباح نقدية على المساهمين.
من ناحية أخرى، قدم ستيف بالمر المدير التنفيذي المنتهية ولايته لشركة مايكروسوفت الأميركية للبرمجيات توقعات متفائلة للشركة أمس الأول في آخر اجتماع له مع المساهمين. لكن الشريك المؤسس لمايكروسفت ورئيس مجلس إدارتها بيل جيتس لم يستطع حبس دموعه لدى إلقائه كلمة عن التقاعد القريب لبالمر. وعمل بالمر “57 عاما” في مايكروسوفت منذ أيامها الأولى إذ انضم إليها عام 1980. ولم يقدم جيتس، الذي كان ضمن أعضاء لجنة البحث عن خليفة لبالمر، أي تلميحات عن الشخص الذي قد يتولى قيادة شركة برامج الكمبيوتر العملاقة التي تتعرض لتهديد من سطوع نجم الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية.
وقال جيتس خلال اجتماع أذيع عبر شبكة الإنترنت إننا “سعداء بالتقدم الحاصل”. ومن بين المرشحين الذين تتردد الشائعات باحتمال فوزهم بواحد من أكبر المناصب في عالم الأعمال، رئيس شركة فورد موتورز ومديرها التنفيذي ألان مولالي، ونائب الرئيس التنفيذي لقسم الحوسبة والشركات بمايكروسوفت ساتيا ناديلا، ومدير العمليات بالشركة كيفين تورنر والمدير التنفيذي لشركة نوكيا الفنلندية ورئيس قسم سابق لدى مايكروسوفت ستيفين إيلوب.
وأوضح بالمر أنه سيترك الشركة لخليفته وهي في ظروف جيدة على الرغم من الانتقاد واسع النطاق لعجز مايكروسوفت عن توقع ثورتي الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية اللتين تسببتا في خسائر في ظل اعتماد الشركة على سوق الكمبيوتر الشخصي.
وروج بالمر لعملياته الأخيرة لإعادة هيكلة الشركة لجعلها وحدة أكثر تماسكا وتركيزها على الأجهزة المدمجة والخدمات كمحرك للنمو في المستقبل.
وقال إن شراء وحدة الهواتف لشركة نوكيا التي تمت الموافقة عليها في وقت سابق أول أمس ستحسن بشكل أكبر حظوظ الهواتف الذكية التي تعمل بنظام ويندوز، حيث شهدت المبيعات نموا بنسبة 156٪ في معظم الربع الأخير وفقا لتقرير صدر مؤخرا من شركة “آي دي سي” للأبحاث.
وأضاف بالمر: “لدينا فرصة صعود كبيرة في مجال الأجهزة”. وقال بالمر للمساهمين إن مايكروسوفت ستكون رائدة في القطاع التكنولوجي خلال عشر سنوات بمنتجات ستجعل تكنولوجيا اليوم تبدو بدائية. وأكد قائلا “أنا متفائل وأعتز بالتقدير الذي أحظى به في مايكروسوفت… أنا واثق من أننا نطبق الاستراتيجية السليمة”.