الآثاريون العرب يحتضنون التاريخ بمدينة السلام "شرم الشيخ"
القاهرة "المسلة" د. عبد الرحيم ريحان …..اجتمع المشاركون بمؤتمر الاتحاد العام للآثاريين العرب السادس عشر على أرض السلام أرض الفيروز سيناء الحبيبة وعلى أرض مدينة السلام شرم الشيخ ليتناقشوا فى قضايا الأمة العربية الخاصة بالتراث العربى الذى تعرّض لهزه عنيفة وأعمال تعدى غير مسبوقة تهدد وتنذر بضياع الكنوز الثقافية مثار فخر وعظمة العرب.
انعقدت الجلسة الافتتاحية بقاعة مصر بميدان سوهو التاسعة صباح السبت 16 نوفمبر بحضور اللواء محمد صلاح إبراهيم رئيس مجلس مدينة شرم الشيخ لنفسه ونائباَ عن اللواء خالد فودة محافظ جوب سيناء وطالب الدكتور محمد الكحلاوى أمين عام الاتحاد العام للآثاريين العرب الحكومات العربية بتبنى توصيات مؤتمر الآثاريين منذ عام 1997 حيث ترسل نسخة من التوصيات لجامعة الدول العربية لمتابعة تنفيذها على مستوى الدول العربية ونسخة للوزارة المعنية بالآثار بمصر وكانت وزارة الثقافة والآن وزارة الدولة لشئون الآثار.
وأكد الدكتور الكحلاوى على أن الاتحاد مهمته علمية بحتة وننتظر من السياسيون تطبيق التوصيات وأشار إلى أربعة عناصر تهدد التراث ببلدان الوطن العربى وهى الصراعات الداخلية والحفر خلسة للبحث عن الآثار لنهبها والاتجار بها ودعاوى التطرف والاعتداءات على القدس الشريف وقدم واجب العزاء فيمن رحلوا من الآثاريين خلال عام وقدم الاتحاد تكريماً خاص لاسم أمين متحف ملوى الذى قتل أثناء نهب المتحف وأشاد بالدكتور زاهى حواس واعتبر تكريمه هو تكريم لكل أثرى نالته سهام الجحود ونكران الجميل وأكد أن الاتحاد سيظل شامخاً برجاله المخلصين مدافعاً دائماً عن الشرفاء.
وقد أشار الخبير السياحى محمد غريب رئيس اتحاد المرشدين السياحيين العرب إلى أن مشاركة اتحاد المرشدين لاتحاد الآثاريين العرب بهذا المؤتمر هو شرف لكل المرشدين السياحيين بالدول العربية يؤكد مدى حرص المرشد على المشاركة فى قضايا الوطن والأمة العربية وأن بروتوكول التعاون بين الاتحادين سيشمل التعاون فى تحسين صورة مصر ورفع معدلات السياحة العربية البينية وطالب بأن يكون المرشد السياحى ملماً بكل الشئون الثقافية ببلده وسيتم الاستعانة بالخبرات الموجودة بالآثار لتثقيف المرشدين السياحيين وأن المؤتمر يبعث رسالة طمأنة للعالم بأن سيناء آمنة كما أكد أن البروتوكول يتضمن برنامج للتوعية السياحية والأثرية بين طلبة المدارس والجامعات.
وأشار الدكتور غيلام محمود ممثل الوفود العربية إلى ضرورة وضع حد لتدمير الآثار والمواقع الأثرية فى مختلف بلدان الوطن العربى خصوصاً فى سوريا واليمن وقد سرق المتحف الوطنى بصنعاء فى وضح النهار بينما أشار الدكتور إيهاب القاضى نائب مدير المجلس العربى للدراسات إلى أن هذا المؤتمر يمثل تجديد لذاكرة التاريخ وكشف لأسراره وأكد أن المجلس العربى يعتبر بيت خبرة عربى فى شئون البحث العلمى والدراسات العليا وقد احتضن اتحاد الآثاريين العرب منذ نشأته.
وتضمنت كلمات الوفود العربية كلمة للدكتور طلال شعبان من السعودية طالب فيها أعضاء الاتحاد بزيارة المملكة والتعرف على آثارها الهامة وكذلك اشتراك عدد كبير من الباحثين السعوديين فى مؤتمر الاتحاد الثانوى لعرض آثار منطقة الخليج والدراسات الخاصة بالهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية كما دعى الاتحاد لزيارة جامعات السعودية وأكد الدكتور فيصل الهفيان ممثل الإليكسو (المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة) على ضرورة الاهتمام بالمخطوطات باعتبار المخطوط العربى أثرا ويرفض تجزئة التراث إلى تراث مادى وثقافى ومخطوطات ويطالب بالنظرة الشمولية للآثار.
وتم تكريم العديد ممن ساهموا فى حماية التراث وتفانوا فى خدمته وفى مقدمتهم أ.د زاهى حواس وزير الآثار الأسبق الذى حصل على درع الاتحاد لهذا العام والذى لم يحضر المؤتمر لوجوده خارج مصر لعمل دعاية برفقة وزير السياحة كما حصلت الدكتورة شافية بدير من جامعة عين شمس على جائزة الاتحاد التقديرية وحصل الدكتور محمدالعلامى من جامعة الخليل بفلسطين على جائزة الجدارة العلمية كما حصل شباب الآثاريين على جائزة التفوق العلمى وهم الدكتور محمد الذيبى من السعودية والدكتور ياسر إسماعيل والدكتور أبو الحسن بكرى من جامعة القاهرة .
تسمية سيناء
قدم الدكتور على رضوان رئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب فى كلمته بالجلسة الافتتاحية رؤية جديدة عن أصل تسمية سيناء تخالف ما ذكر من أن أصل التسمية مأخوذة من المعبود سين معبود القمر وأكد أن سينين المذكورة فى القرآن الكريم مقصود بها جبال سيناء التى تشبه السن فهى لمن يشاهدها أثناء هبوط الطائرة لمطار سانت كاترين عبارة عن قمم جبلية مدببة وأكد أن سيناء كرمت فى القرآن الكريم وأقسم بها سبحانه وتعالى فى سورة التين فالتين والزيتون أرض القدس الشريف وطور سينين هى سيناء والبلد الأمين مكة المكرمة أم القرى كما ذكر أن قدماء المصريين أطلقوا على سيناء اسم " المفكات " أرض الفيروز وأطلقوا عليها " ختيو" وتعنى الهضاب والقمم لعالية وهو ما يتوافق مع تسميتها سينين أرض الهضاب والقمم.
وشهدت الجلسة تكريم خاص للدكتور محمد الكحلاوى على أرض الفيروز لبلوغه سن الستين أعوام أمتلأت بالفخر والعزة لرجل يشهد له كل العرب بالعلم الغزير والخلق الكريم كما رشح أبناء جامعة سوهاج الدكتور الكحلاوى للحصول على جائزة الدولة التقديرية.
كما رحب اللواء محمد صلاح إبراهيم رئيس مجلس مدينة شرم الشيخ بالحاضرين وأعرب عن سعادته لانعقاد المؤتمر على أرض السلام وقدمت الجهات الأمنية بالمحافظة كل المساعدات لإنجاح المؤتمر واستمراره حتى نهايته.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية محاضرات عامة منها محاضرة الباحث المصرى د. فرج الله يوسف " مساجد فلسطين تحت الاحتلال " والدكتورة مها محمود من مصر " نظم المعلومات الأثرية واستخدام التقنيات الحديثة " والدكتور رضا عبد الحليم من مصر " نتائج حفائر البعثة المصرية البولندية المشتركة بمنطقة آثار هوارة بالفيوم " والدكتور محمد عبد المؤمن من المغرب " الرسومات البونية ببلاد المغرب القديم " والدكتورة أميمة الشال من مصر " التوعية الأثرية ودور المواطن المصرى فى الحفاظ على آثار مصر القديمة " والدكتور مفتاح عثمان عبد ربه من ليبيا " الموانئ على ساحل قورينائية فى العصر الكلاسيكى " .
الأبحاث المقدمة
قدمت بالمؤتمر أوراق بحثية فى تخصص قديم ويونانى ورومانى وآثار إسلامية ومسيحية وترميم وصيانة الآثار ففى مجال الآثار القديمة قدمت دراسات عن أساطير الخلق عند كل من المصريين القدماء والإغريق وعيون المياه بوادى القرى بالسعودية وشعوب البحر فى المصادر النصية والأثرية والمباهاة بالسبق فى مصر القديمة و وفى تخصص رومانى شبكة الطرق فى نوميديا الشرقية فى العهد الرومانى وتماثيل الأسد الحارسة فى مصر خلال العصر اليونانى الرومانى والفسيفساء الرومانية فى مدينة وليلى المغربية ودراسة لأشكال أدوات الزراعة فى العصر الرومانى وفى تخصص مسيحى دراسة حالة الصور الجدارية بكنيسة أبو فانا بدير أبو فانا بصحراء هور بالمنيا ودراسة تحليلية لزخرفة العنب على العمارة والفنون القبطية والإسلامية والوصف الأثرى لكنيسة القديس مارمرقس الرسول برشيد وفى تخصص آثار إسلامية عمارة المساجد بين الماضى والحاضر والبعد الوظيفى فى دراسة الفنون التطبيقية الإسلامية مسارج الكحل والتحف الرخامية والزجاجية المحفوظة بمتحف بوميلر ببامبرج بألمانيا والتحصينات الدفاعية بواحة باريس بالخارجة ودراسة لأربعة سيوف محفوظة بمجموعة سمو الأميرة موضى بنت عساف حسين منصور العساف بالرياض وفى ترميم وصيانة الآثار دراسة للزخارف والكتابات ببعض الأسقف الخشبية لبعض المساجد المصرية الأثرية وكيفية حفظها وصيانتها واتجاه حديث للترميم وعمليات التوسعة والتطوير فى مساجد القاهرة ومشكلات التلف للنقوش الأثرية بمعبد كومير بإسنا وطرق صيانة المخطوط الأثرى .
أول حكومة فى التاريخ
نوقشت بالمؤتمر ورقة بحثية مقدمة من الدكتورة عفاف عمر الأتربى مدير عام ترميم آثار المتاحف الأسبق بالمجلس الأعلى للآثار بعنوان " النيل والمصريون " أكدت من خلالها أن قدماء المصريين شكلوا أول حكومة وجيش منظم فى التاريخ وتناولت الأسباب التى دفعت المصريين لتشكيل حكومة وجيش وهى وجود نهر النيل وارتباطه بكل مناحى الحياة فى مصر القديمة ولأن النيل كان يفيض ليغرق الأراضى وهو مصدر النماء والحياة فى مصر القديم مما دفعهم للعمل بروح الفريق والبحث عن شكل إدارى لمواجهة خطر الفيضان وتنظيم الزراعة والتى كانت عصب الحياة فمنها صنعوا الحبال والمكيال والنول والفأس والمنجل والمغازل والكتان وأوراق البردى وعرفوا الحبر والأقلام واخترعوا الكتابة كما ساهمت الحكومة فى تنظيم استغلال مفردات الطبيعة والاستفادة من مواردها فنحتوا الجبال واستأنسوا الحيوان وأنتجوا أعمالهم الفنية من طمى النيل وقد ساهمت الحكومات المصرية فى الرقى والتقدم فى مصر القديمة فى جميع المجالات فى الطب والهندسة والفلك والفنون الجميلة والتطبيقية والرياضة.
الغزل والغرام بمصر القديمة
قدمت للمؤتمر ورقة بحثية من الدكتور خالد شوقى البسيونى الأستاذ المساعد بجامعة قناة السويس عنوانها " شعر الغزل والغرام فى مصر القديمة" أكد من خلالها أن قدماء المصريين أول من كتبوا أشعار الغزل والغرام فى التاريخ وقد عرفت مصر القديمة أنماطاً متنوعة وأجناساً مختلفة من الأدب مثل أدب السير الذاتية والتراجم الشخصية وأدب الحكمة وهو أدب التربية والتعليم والأدب الإصلاحى والتهذيبى الذى ظهر على يد من أطلق عليهم اسم الأنبياء الاجتماعيون مثل الحكيم بتاح حوتب والحكيم آنى والحكيم أمنؤبى.
وقد شمل الأدب المصرى القديم أدب القصة مثل بردية الملاح الغريق وبردية القروى الفصيح وبردية سنوهى وبردية الأمير المسحور وبردية الأخوين وفى مقدمة هذا بردية خوفو والسحرة وأدب الرسائل والخطابات الملكية مثل رسائل تل العمارنة والدبلوماسية فى مصر القديمة والأدب الدينى والجنائزى وقد ظهر فى الدولة الحديثة نمط جديد من الأدب فى سياق الوثائق الكتابية والنصية وهو شعر الغزل والغرام من قصائد عاطفية ووجدانية مما يعكس تطور الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية فى عصر الدولة الحديثة والتطور الطبقى بمعناه الحضارى.
وتعتبر بردية شستر بيتى النموذج الأمثل الذى يعكس هذا النوع من الشعر فى مجال الحب والغرام والمشاعر الحميمة مما ينفى صفة الجمود والجنائزية ومظاهر الميلودراما فى مجمل الحياة المصرية القديمة (حياة القصور والترف فى أحياء العواصم الكبرى فى طيبة وتل العمارنة ).
وهناك نماذج من الشعر المصرى القديمة فى ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس
أحضر توا يا سيدى يا من ذهبت بعيداً – أحضرلكى تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار
لقد أخذت قلبى بعيداً عنى آلاف الأميال – معك أنت فقط أرغب فى فعل ما أحب
إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود – فسوف أصحبك
فأنا أخشى أن يقتلنى طيفون ( الشيطان ست ) – لقد أتيت هنا من أجل حبى لك – فلتحرر جسدى من حبك .
ومن قصيدة إيزيس العاشقة الأولى : النداء الأبدى لأوزوريس بردية برلين رقم 3008
تعالى نحو بيتك تعالى إلى بيتك – أنت يا من لا أعداء له – أيها الشاب الجميل الطلعة
تعالى بيتك لكى ترانى– لا تفترق عنى أبداً – أنا لا أراك – ولكن قلبى يتطلع للقياك وعيونى تبحث عنك – تعالى يا من توقف قلبه عن الخفقان – أننى أناديك ويرج صراخى أجواء السماء – ولكنك لا تسمع صوتى – أنت لم تحب إمرأة أخرى سواى.
ومن قصيدة العاشقة العذراء الغزل العفيف عن بردية شستربيتى تشبه أغنية ( يا اما القمر على الباب)
لقد أثار حبيبى قلبى بصوته – وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى – أنه يسكن قريباً من بيت والدتى – ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه – ربما تستطيع أمى أن تتصرف حيال ذلك – ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها – أنه لا يعلم برغبتى فى أن آخذه بين أحضانى – ولا يعرف بما دفعنى للإفصاح بسرى لأمى – إن قلبى يسرع فى دقاته عندما أفكر فى حبى – أنه ينتفض فى مكانه
لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدى ملابسى – ولا أضع المساحيق حول عينى ولا أتعطر أبداّ بالروائح الذكية .
قصر البارون إمبان
كشف المؤتمرعن أسرار معمارية جديدة خاصة بقصر البارون إمبان وذلك من خلال الورقة البحثية المقدمة من الدكتور عبد المنصف سالم نجم أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بقسم الآثار كلية الآداب جامعة حلوان بعنوان " تأثير المشرق الأقصى على العمارة والفنون فى مصر فى عهد الأسرة العلوية"
أشارت إلى سبب بناء القصر الذى أنشأه المليونير البلجيكى البارون إمبان عام 1903 على الطراز الهندى وهو أن البارون إمبان شاهد هذا القصر فى معرض بباريس وقام بشرائه وإعادة تركيبه فى مصر وأن صاحبه قد اعتنق البوذية وبالتالى صمم زخارف هذا القصر بنحت مشاهد من البوذية ويأتى على رأسها تمثال المعبود بوذا والمعبودة شيفا والمعبودة براهما وغيرها من الأساطير الهندية .
وهناك رأى يقول أن البارون إمبان سافر للهند وأصيب بمرض خطير وشفى هناك بمساعدة الهنود فأنشأ هذا القصر على الطراز الهندى تكريماً لهم وتنفى الدراسة الاعتقاد بأن القصر يدور ليلاً وتقدم السبب العلمى بأن التصميم المعمارى للقصر جعل منه قصراً لا تغيب عنه الشمس طوال النهار حيث صمم بنظام فتحات تفتح على جميع الواجهات مما يجعل الشمس فى دورانها طوال النهار تملأ كل جوانب القصر فاعتقد البعض أن القصر يدور حول نفسه والحقيقة أن الشمس هى التى تدور حول القصر لتصميمه المعمارى الفريد وتمثل زخارف القصر تمثال المعبود بوذا جالساً أعلى فتحة المدخل الرئيسية وتمثال للمعبودة شيفا والمعبودة براهما .
كما تناولت الدراسة تأثيرات المشرق الأقصى على العمارة فى مصر ومنها التأثيرات اليابانية التى تجسدت فى حديقة الحيوان بالجيزة التى أنشئت عام 1890م فى عهد الخديوى توفيق وقد شيد بها أمراء الأسرة العلوية مبانى وأكشاك على نمط الأكواخ اليابانية وكذلك الحديقة اليابانية بحلوان الذى أنشأها ذو الفقار باشا بداية من 1917 حتى 1920 فى عهد فؤاد الأول وفق نظام الحدائق اليابانية ومن أشهر معالمها الأربعون تمثالاً للمعبود بوذا حول بحيرة كبيرة كما شيدت مظلاتها وأكشاكها على الطراز اليابانى .
توصيات المؤتمر
اجتمعت لجنة التوصيات الخاصة بمؤتمر الآثاريين العرب المنعقد بشرم الشيخ فى تمام السابعة مساء الأحد 17 نوفمبر بقاعة المؤتمر بفندق جراند أواسيس والمشكلة من أ.د على رضوان رئيس الاتحاد أ.د محمد الكحلاوى أمين الاتحاد أ.د عبد الرحمن الأنصارى نائب رئيس الاتحاد من السعودية أ.د صالح لمعى أ.د ضياء القاضى أ.د محمد عبد الستار فى حضور كل الأثريين المشاركين ووافق الحاضرون جميعا على توصيات المؤتمر وشملت تشكيل لجنة خبراء من الاتحاد العام للآثاريين العرب لدراسة الثغرات فى قوانين الآثار ببلدان الوطن العربى والمطالبة بتعديلها بما يكفل حماية الآثار فى الظروف التى تشهدها الأمة العربية وإرسال وفد من الاتحاد للوقوف على حال الآثار فى مصر وسوريا واليمن وليبيا وحصر المواقع والمتاحف التى تعرضت للنهب فى ظل الانفلات الأمنى ووضع التصور لحمايتها وترميمها ومطالبة وزراء الداخلية العرب بتشديد الرقابة على الآثار والمتاحف ومطالبة دار الإفتاء بمصر بمجابهة دعاوى الطرف التى تبيح التعدى على الآثار وسرقتها والحفر خلسة ووقف الاعتداءات على التراث السورى وإصدار وثيقة تأمين شاملة للآثاريين فى المواقع المهددة بالخطر خصوصاً مخازن الآثار والمتاحف والمواقع المكشوفة.
وأكدت التوصيات على أن مصر بلد الأمن والأمان وقد استضافت كل العرب فى بيتهم بمؤتمر الآثاريين بشرم الشيخ كما تضمنت تعهد الاتحاد بوضع الأعداد الخاصة من كتاب مؤتمر الاتحاد الثانوى الذى يتضمن الأبحاث منذ عام 1998 حتى 2005 على موقع الاتحاد وتوسيع نشاط الاتحاد فى توثيق المعالم الأثرية بالوطن العربى وعمل ورش عمل لمناقشة قضية المصطلح الأثرى وتحويل مجلة الاتحاد إلى مجلة ذات تحكيم دولى وفق المعايير العالمية للنشر وتكثيف التعاون المشترك بين الاتحاد وكافة الاتحادات المهتمة بالتراث لخدمة قضايا التراث بالوطن العربى وعمل دورات علمية وتدريب فى الآثار والإرشاد السياحى الحصول على شهادة معتمدة بالتعاون مع اتحاد المرشدين السياحيين العرب .
وطالب الاتحاد بصندوق لدعم الآثار العربية وحمايتها وترميمها تحت مظلة الجامعة العربية أو تخصيص جزء من الصناديق الخاصة بجامعة الدول العربية لدعم الآثار وعمل معارض متنقلة للآثار بين بلدان الوطن العربى على غرار المعارض بين الدول العربية منفردة وأوروبا وأمريكا وأعرب الاتحاد عن أمله فى انعقاد المؤتمر القادم فى المملكة العربية السعودية.
تكريم اسم شهيد ملوى
أجمع الآثاريون العرب على تكريم اسم المرحوم سامح أحمد عبد الحفيظ الإدارى بمتحف ملوى شهيد الواجب ومنحه جائزة الدكتورة تحفة حندوسة لرعاية الآثاريين وأوصى المؤتمر فى جلسته الختامية التى انعقدت بفندق جراند أواسس بضرورة التعاون مع اتحاد المرشدين السياحيين العرب برئاسة الخبير السياحى محمد غريب فى عمل دورات تدريبية وتثقيفية للآثارين والمرشدين والحصول على شهادة معتمدة لها كما طالب بوقف أعمال التعدى على الآثار بمصر واليمن وسوريا وليبيا ووقف أى مشروعات عمرانية جديدة تضر بآثار مدائن صالح بالسعودية والمسجلة تراث عالمى باليونسكو والمحافظة على آثار كرمة بالسودان.
وتضمنت التوصيات عمل كتالوج للآثار ببلدان الوطن العربى وقاعدة بيانات للأبحاث الخاصة بالآثار والتراث فى كل الدول العربية وتوسيع صلاحيات المنسقين للاتحاد فى الوطن العربى لتوسيع نشاط الاتحاد فى توثيق معالم الآثار فى الوطن العربى كما فاجأ الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصارى نائب رئيس الاتحاد الحاضرون بالإعلان عن جائزة سنوية خمسة آلاف ريال لبحث خاص عن علاقة مصر التاريخية والأثرية بالجزيرة العربية وتمنى الدكتور محمد الكحلاوى أن تكون الجائزة عشرة آلاف ريال وتقدم لخمسة باحثين سنوياً وللأبحاث عن علاقات كل الدول العربية بالجزيرة العربية حتى تمنح الجائزة لكل بلدان الوطن العربى ووافق الدكتور الأنصارى .
وطالب المشاركون بأن يحمل الكتاب السنوى للاتحاد الخاص بأبحاث المؤتمر اسماً لأحد علماء الآثار الذين تفانوا فى الدفاع عنها وحمايتها ورشح الحاضرون بالإجماع بأن يحمل كتاب هذا المؤتمر اسم الدكتور محمد الكحلاوى ووافق المشاركون وأعرب الدكتور الكحلاوى عن رغبة الاتحاد فى أن يكون المؤتمر القادم بالمملكة العربية السعودية على أن يساعدهم فى ذلك الدكتور الأنصارى وصفق الحاضرون بشدة إعلاناً عن رغبتهم فى زيارة أم القرى مكة المكرمة .
وعلى هامش المؤتمر زارالمشاركون منطقة مجمع البحرين برأس محمد وأعجبوا بهذا الجمال الطبيعى بمصر برأس محمد وقد تجولوا داخل المحمية بين عدة مناطق منها منطقة شجر المانجروف وشق الزلزال وهو فالق طبيعى فى الأرض تملؤه المياه وصخرة نبى الله موسى والخليج الخفى الذى نتج من اختراق الحوت سرباً وعجباً لهذا الخليج الضحل إلى المياه العميقه وطوله 2م وكذلك زيارة مرسى سفينة نبى الله نوح والعبد الصالح الخضر.