لندن "المسلة" …. رهنت لندن أمس عودة السياحة البريطانية إلى المنتجعات المصرية، والتي تم وقفها في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، بتنفيذ السلطات المصرية طلباتها الأمنية، وأكدت أن الملف «على رأس أولويات التعاون بين البلدين».
وأكد السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن، أن استئناف الرحلات «أهم أولوياته، وعلى رأس العلاقات الثنائية، ومن أهم القضايا التي تتعاون فيها مصر وبريطانيا، وتعملان عليه طوال الوقت»، مشيراً الى «تبادل للأفكار بين الخبراء بين البلدين حتى الأسبوع الماضي في هذا الشأن».
ورفض كاسن في تصريحات للصحافيين على هامش زيارته مدينة العلمين لمناقشة عمليات تطهير الألغام في المنطقة، تحديد موعد عودة السياحة البريطانية لمصر، قائلاً: «لا يوجد موعد محدد، ولكن نريد عودتها بأسرع وقت ممكن، بمجرد الانتهاء من الموضوعات اللازمة. ولدينا أساس لإعادة سيولة السائحين في شكل سالم ومستدام».
وأضاف السفير البريطاني أنه «خلال الشهر الماضي كان هناك عدد من الزيارات المهمة، منها زيارة وزير الدفاع البريطاني، وزيارة سفينة بحرية للإسكندرية، واجتماع قادة من البحرية البريطانية والمصرية»، متوقعاً أن «يجرى خلال الأسابيع والشهور المقبلة تبادل أكثر في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن «بريطانيا ومصر تحاربان العدو نفسه في ليبيا وسيناء والموصل والعراق وسورية، وحتى في بريطانيا وباريس، ونتبادل الأفكار والتدريب ونتعاون مع الحكومة المصرية بخاصة بالنسبة لسيناء. ولكن يجب أن يكون هناك نهج ذكي للتصدي للإرهاب، حتى تتم معالجة الأسباب المؤدية له والتركيز على التحديات الاقتصادية والسياسية حول العالم».
وأشار السفير إلى أهمية إخراج «داعش» من العراق، ولكن في الوقت نفسه يجب اللجوء الى الحلول السياسية في بغداد ودمشق، مؤكداً أن محاربة الإرهاب يجب أن تكون شاملة للتركيز على الأيديولوجية والفكر، بالإضافة إلى أعمال العنف، وأشار إلى أنه منذ شهر ونصف كان هناك تعاون بين الحكومة البريطانية والأزهر لتوفير منح دراسية للعلماء الواعدين للحصول على الدكتوراه من أشهر الجامعات البريطانية.
وبسؤاله عن الإصلاحات الاقتصادية في مصر، وعن النية لخفض العملة المحلية والدعم، قال كاسن، أنه «يوافق (سياسة) الحكومة المصرية للتركيز على هذا الأمر، لأن سيولة العملة أمر مهم للبرنامج الإصلاحي، ويجب التركيز على الفقراء ومحدودي الدخل، ويجب أن تكون هناك برامج حماية للمواطنين، وبريطانيا تساند مصر في الطريقين؛ الإصلاح وحماية المواطن».
في غضون ذلك، اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس بوزير الخارجية والتعاون الإسباني خوسيه مانويل مارجايو، الذي أكد خلال اللقاء «خصوصية العلاقات التاريخية وأواصر الصداقة والتعاون الممتدة التي تجمع بين البلدين، وحرصهما على التشاور والتنسيق في المحافل الدولية كافة»، لافتاً إلى «الدور المهم الذي تقوم به الدولتان على الصعيد المتوسطي»، وأكد حرص بلاده على «المساهمة في دفع جهود التنمية في مصر، وتطلعها لتعزيز التعاون مع مصر في المجالات كافة».
وأكد السيسي «عُمق علاقات التعاون والصداقة التي تجمع بين البلدين، وحرص مصر على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة التي قام بها لمدريد العام الماضي بما يساهم في تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ولاسيما في قطاعات الزراعة والأمن الغذائي». وأشار الرئيس المصري إلى أهمية «تعزيز التنسيق بين دول جنوب المتوسط وشماله، بخاصة في ضوء ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط من تحديات نتيجة الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة».
وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أنه تمت خلال اللقاء «مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية وسُبل تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات. كما شهد اللقاء تباحثاً حول التطورات على الصعيد الإقليمي، ولاسيما في سورية وليبيا، وتداعياتها المتمثلة في تزايد خطر الإرهاب وتدفق اللاجئين، حيث توافقت الرؤى إزاء أهمية تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة، بما يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية»، وأكد السيسي «أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة الدول التي تمر بأزمات بالمنطقة والتوصل إلى تسويات تساهم في صون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها. وأهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر وإسبانيا إزاء القضايا الإقليمية والدولية في ضوء عضوية البلدين في مجلس الأمن».
إلى ذلك تستعد مدينة شرم الشيخ لتدشين أول مؤتمر وطني للشباب، بعد غد (الثلثاء)، والذي يحمل شعار «أبدع… انطلق»، ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر الذي سيستمر 3 أيام أكثر من 3 آلاف من مختلف شرائح وقطاعات الشباب.
وتقام عشرات الفاعليات على هامش المؤتمر منها ماراثون للسلام، بمثابة رسالة سلام من شباب مصر للعالم أجمع لنشر الأمل في الحياة والعزيمة والإرادة لمواجهة التحديات ودعوة للمشاركة في إعلاء قيمة السلام. ومن المقرر أن يطلق الرئيس السيسي خلال المؤتمر «جائزة الإبداع السنوي للشباب لتصبح جائزة سنوية موجهة للشباب المتفوق في جميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والرياضية، حيث تأتي هذه الجائزة تأكيداً لما يمتلكه الشباب المصري من طاقات هائلة من الإبداع والابتكار.