سياحة قطر واللجنة الأولمبية يسلطان الضوء على علاقة الرياضة بالسياحة بمعرض ومؤتمر “أسباير فور سبورت"
الدوحة "المسلة" … على هامش معرض ومؤتمر “أسباير فور سبورت” الرابع، المقام حاليا بقبة أسباير، استضافت يوم أمس الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع “أسباير فور سبورت” واللجنة الأولمبية القطرية، النسخة الثانية من “منتدى السياحة والرياضة”، لمناقشة تأثير البطولات والأحداث الرياضية التي تستضيفها وتنظمها اللجنة الأولمبية القطرية والاتحادات الرياضية على السياحة في قطر، وكيفية الاستغلال الأمثل للمنشئات والمرافق الرياضية في تنمية وتعزيز السياحة الرياضية في البلاد.
وكانت الهيئة العامة للسياحة قد شاركت في المؤتمر الأول من مؤتمرين تم عقدهما خلال الحدث. وركز المؤتمر على تصميم الملاعب الرياضية ومتطلبات البنية التحتية للفعاليات الرياضية العالمية مثل بطولات السباحة، وكرة اليد، والملاكمة، وأولمبياد المعاقين، والدراجات التي تستضيفها قطر. وتم تخصيص جزء من المؤتمر لبحث العلاقة بين قطاعي الرياضة والسياحة بمشاركة الهيئة العامة للسياحة واللجنة الأولمبية القطرية. وشمل المنتدى تنظيم أربع ورش عمل، قدمها مجموعة من المختصين في تطوير صناعة السياحة، وحملت الورش عناوين: تسويق الملاعب والاستفادة منها، وفعاليات وجماهير قطر، والتأشيرات والزوار، والبيع والتسويق.
وقد تم افتتاح المنتدى بكلمتين ألقاهما الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية، و عيسى بن محمد المهندي، رئيس الهيئة العامة للسياحة.
وتطرقا خلالها إلى رؤية قطر حول السياحة الرياضية ورسالتها الرامية لأن تصبح الوجهة الرئيسية لجميع الفعاليات الرياضية في منطقة الشرق الأوسط كما تم تسليط الضوء على آليات خلق المزيد من الفرص في مجال السياحة الرياضية.
وقد أكد الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني لـ بال أف إكس، الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية في كلمته الافتتاحية للمنتدى، على الأهمية الكبيرة التي تمثلها الرياضة، بالنظر إلى شعبيتها الواسعة، في دعم النشاط السياحي، ومزيد المساهمة في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 إلى تنمية مستدامة مستمرة.
وقال الشيخ سعود مخاطبا العدد الكبير من المشاركين في المنتدى: “إن حضوركم ومشاركتكم في أعمال المنتدى، تبرز الحيوية الهائلة التي يتمتع بها قطاعا الرياضة والسياحة، وأنا على ثقة من أنكم سوف تتوصلون بنهاية هذه التظاهرة إلى نتائج متميزة.”
وحث مسؤول اللجنة الأولمبية القطرية جميع الأطراف على الأخذ بأسباب النجاح، فأضاف: “على جميع الأطراف المعنية أن تبذل كل جهد ممكن من أجل الاستفادة القصوى من كل الفرص والوسائل المتاحة من أجل تعزيز الأنشطة الرياضية والسياحية المشتركة في دولة قطر، والسعي إلى استقطاب الجمهور ومختلف القطاعات الاقتصادية بما يعود بالنفع والفائدة على الجميع بفضل الأنشطة الرياضية والسياحية المتنامية.”
وألقى عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة في قطر كلمة افتتاحية في المؤتمر تحدث فيها عن توجهات القطاع السياحي في قطر، والدور الذي تلعبه الرياضة كواحدة من المنتجات السياحية الثمانية الأبرز في الدولة.
وقال المهندي: “تجمع الرياضة العالم معاً بطريقة قلما تستطيع وسائل اخرى فعلها، حيث يجتمع عشاق الرياضة من شتى أنحاء العالم لحضور مناسبات رياضية مهمة، كالألعاب الأولمبية وكأس العالم. وقد سنحت لنا الفرصة هنا في قطر لتلمس هذا الشغف بأنفسنا عندما استضفنا دورة الألعاب الآسيوية عام 2006، ونأمل في أن يتكرر ذلك في العام 2022″.
وألقت لجنة الرياضة والسياحة (لجنة مشتركة بين الهيئة العامة للسياحة واللجنة الأولمبية القطرية) الضوء على العلاقة بين الرياضة والسياحة في عدة أطر مختلفة. وقامت اللجنة أيضا بشرح عرض توضيحي حول دورها في تنمية السياحة من خلال الرياضة خاصة وأن قطر مقبلة على على تنظيم العديد من الأحداث الرياضية العالمية التي تستقطب متابعين من كل دول المنطقة مثل كاس العالم للسباحة 2014 وكاس العالم لكرة اليد وكأس العالم للملاكمة وبطولة العالم لألعاب القوى للمعاقين فى عام 2015 وبطولة العالم للدراجات على الطريق العام 2016 كما تستضيف الدوحة حاليا اكثر من 45 بطولة دولية سنويا.
وتواصل صناعة الرياضة في الشرق الأوسط الازدهار وخلق فرص كبيرة للمؤسسات والشركات المحلية والإقليمية والعالمية. وباعتبارها دولة تستثمر بكثافة في جميع القطاعات الاقتصادية بما فيها الرياضة، فإن قطر تعد وجهة للاستثمار قادرة على استقطاب شركات من كل أنحاء العالم ومنحها الفرصة لتكون جزءاً من النمو الإجمالي لصناعة الرياضة.
وقال المهندي:”إن المجتمع القطري وقطاع السياحة بشكل خاص يشهدان تطوراً سريعاً, وهو الأمر الذي لفت أنظار العالم لدولتنا. وخلال العقد الماضي لعبت الرياضة دوراً رئيساً في لفت الأنظار إلى قطر وستواصل لعب هذا الدور خلال العقد القادم. وسنستمر في العمل مع شركائنا المحليين لضمان أن تتجاوز البنية التحتية للسياحة وجودتها توقعات جميع الزوار”.
ويرحب جناح الهيئة العامة للسياحة في معرض ومؤتمر “أسباير فور سبورت” بعشاق الرياضة والضيوف، حيث يقوم ممثلو الهيئة بتوزيع منشورات سياحية وخرائط ومعلومات عن قطر، بالإضافة إلى تقديم القهوة العربية التقليدية والتمور. كما يعمل الجناح على تسليط الضوء على العديد من الرياضات التي يستطيع الزائر ممارستها في قطر والتي تتنوع ما بين الرياضات المائية إلى قيادة السيارات على الكثبان الرملية، ومن التزلج على الماء إلى التزلج على الرمال، ومن ركوب الخيل إلى ركوب الدراجات الرباعية، ومن رياضة القنص إلى لعب التنس والغولف وسباقات السيارات وغيرها الكثير.
أصبحت قطر عاصمة الرياضة في المنطقة بشكل سريع، نظرًا لنجاحها في جذب الأحداث الرياضية الدولية. يشار إلى أن دولة قطر حققت نمواً في جميع القطاعات السياحية خلال الربع الثالث من العام الحالي. فقد ارتفع عدد الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 16.6% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2013 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي فيما ارتفع عدد السياح الأجانب بنسبة 7% خلال نفس الفترة. وتلعب الهيئة العامة للسياحة دوراً مهماً في تطوير قطاع سياحي مستدام في قطر لتكون السياحة لاعباً رئيساً في الاقتصاد الوطني.