الرياض ….. استحدث بعض المراقبين الجويين السعوديين مسارات جوية جديدة للطائرات تختصر المسافات وذلك مراعاة لصيام الركاب والطواقم خلال شهر الصيام الفضيل.
وذكرت صحيفة "الوطن" السعودية أن مطارات المملكة تشهد حركة طيران كبيرة، وخاصة في شهر رمضان، الأمر الذي يدفع بعض المراقبين الجويين إلى استحداث مسارات جديدة للطائرات تختصر المسافات، مراعاة لمشقة السفر، وصيام طاقم الطائرة والركاب.
وفيما تشهد أجواء السعودية بين 800 إلى 900 رحلة يومياً، يتم اختصار مسار الطائرة لزمن يصل إلى ربع ساعة، حتى يتمكن الطاقم والركاب من اللحاق بوجبة الفطور أو السحور في رمضان.
ونقلت الصحيفة اليومية عن مجموعة "عشاق عالم الطيران" المختصة في علوم وأخبار الطيران إن "المراقب الجوي السعودي يدير أكبر مساحة جوية على مستوى الشرق الأوسط، ويسهم في رمضان باختصار آلاف الأميال، وتوفير أطنان من الوقود لشركات الطيران المحلية والدولية، وهذا الجهد الإضافي يتم بإتباع طرق مباشرة Direct Route للرحلات المحلقة في أجواء المملكة، ليختصر المسافة والزمن، خصوصاً في وقت الصوم، ليخفف عن المسافرين والطواقم الجوية مشقة الصيام خلال السفر في رمضان".
وقالت المجموعة، النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "المراقب الجوي صمام الأمان الأول لحدود المملكة الجوية، يرابط خلف الشاشات لتأمينها من أي طائرات مجهولة وغير معرّفة"، مؤكدة أن ما يقوم به المراقبون من اختصار المسافات اجتهادات شخصية دون أي توجيه إداري.
ونقلت صحيفة "الوطن" عن مراقب جوي إن "طبيعة عمل المراقب الجوي تتلخص في 3 مهام رئيسية، هي منع تصادم الطائرات في الجو، ومنع تصادم الطائرات على الأرض، وتسهيل وانسيابية الحركة الجوية".
وأضاف "هناك مسارات جوية وهمية يتقيد بها الطيار، والمراقب الجوي يختصر المسافة للطيار في رمضان بحكم الصوم والتعب، فهناك طائرات يكون خط سيرها ماراً بأربع نقاط بحسب المسافة والمكان، وهنا يختصر دور المراقب المسافة إلى نقطتين بدلاً من أربع نقاط"، مشيراً أن اختصار المسافة يراوح بين 3 و10 أميال، ويصل في بعض الأحيان إلى 20 ميلاً.
وأكد المراقب الذي فضل عدم ذكر اسمه أن "هذا الاختصار يوفر الوقود ويقلل المسافة، ويسهل على طاقم الطائرة والركاب صيامهم في رمضان"، موضحاً أن ذلك الأمر يتطلب من المراقب الجوي جهداً مضاعفاً.
وقال إن "الطيارين يكونون صائمين ويرغبون في اللحاق بموعد الفطور أو السحور، فيقوم برج المراقبة بإبلاغه بمسافة مختصرة إلى محطة الوصول تقلل عليه الوقت بربع ساعة، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على الطيار الذي يقدر هذا الجهد".
وأضاف إن "الطائرات في نهار رمضان تسير وفق مسارات جديدة وضعها المراقبون الجويون تسهيلاً للطيارين واختصاراً للمسافة"، موضحاً أن كل المراقبين الجويين سعوديون، وأن اختصار المسافات موجودة في المملكة غالباً.