البحرين تمنح وزيرة الثقافة جائزة البيستوم الإيطالية كتقدير لجهودها في حفظ التراث
المنامة " المسلة " … لأنّ تراث مملكة البحرين العريق يشهد لها بالحفاظ عليه، ولأن قلاع البحرين التّاريخيّة تعترف بحرصها على الإرث الحضاريّ للمملكة، كرّمت "بورصة البحر المتوسط للسّياحة الأثريّة" وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة بمنحها جائزة البيستوم للآثار، وذلك يوم أمس الجمعة (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، في بلدة بيستوم الأثريّة في إيطاليا، بحضور العديد من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة والثّقافيّة منهم وزير الثّقافة الإيطاليّ وأمين عام منظمة السّياحة العالميّة طالب الرّفاعي.
وأُعطِيت الجائزة لوزيرة الثقافة كتقديرٍ لجهودها المخلصة في الحفاظ على تراث مملكة البحرين، واعترافًا بعملها المستمرّ لخدمة الإنسانيّة عبر تعزيز التّواصل بين الشّعوب باستخدام الثّقافة، وتضمّن وفدُ مملكة البحرين مدير المركز الإقليميّ للتّراث العالميّ منير بو شناقي، الذي كان قد تسلّم جائزة البيستوم عام 2005م حينما كان يشغل منصب نائب مدير عام اليونيسكو للثّقافة.
وعبّرت الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة عن شكرها لجمهوريّة إيطاليا، وذلك للجهود التي تبذلها من أجل إحياء هذا الحدث الكبير، والحفاوة التي استُقبِل بها وفد البحرين. وقالت خلال كلمة لها، إنّ "بورصة البحر المتوسّط للسّياحة الأثريّة أصبحت فرصة على الإنسانيّة اغتنامها من أجل تبادل الخبرات والإبداعات الرّامية إلى خلق التّكامل والتّناغم ما بين التّراث والسّياحة"، موضّحةً أنّ العالم أدرك حجم العواقب الاقتصاديّة والاجتماعيّة المترتّبة على النّموّ المتسارع في قطاع السّياحة.
وأكّدت أنّ مملكة البحرين كرّست طاقاتها من أجل تطوير السّياحة وحفظ التّراث مع التّرويج له على الصعيدَين الوطنيّ والدّوليّ، مشيرة إلى نتائج الاستثمار في هذه الطّاقات يتجلّى الآن في احتفال البحرين بمرور 25 عاماً على تأسيس متحف البحرين الوطنيّ الذي يُعدّ أوّل متحف عصريّ في منطقة الخليج العربيّ.
وأضافت أنّ جهود مملكة البحرين جعلت منها دولة حاضنة لموقع طريق اللّؤلؤ وموقع قلعة البحرين التّاريخيّة، اللّذين أُضيفا على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ لليونيسكو، مؤكّدة أنّ المملكة تلتزم برؤية منظّمة اليونيسكو من خلال تبنّي الأهميّة الثّقافيّة لهذه المواقع، إضافةً إلى اعتراف المملكة بدور التّراث الثّقافيّ في نشر المعرفة وتعزيز التّبادل الفكريّ بين الشّعوب.
وأشارت في حديثها إلى أنّ وزارة الثّقافة بذلت جهوداً كبيرةً من أجل استقطاب السوّاح من أنحاء العالم، مؤكّدة "أنّ البحرين ملتزمة باستخدام السّياحة كوسيلة لإحقاق التّنمية المستدامة من خلال إشراك السكّان المحليّين". وحول مبادرات مملكة البحرين في سبيل تعريف السوّاح المحليّين والأجانب بمواقع التّراث الثّقافيّة والطّبيعيّة، قالت معالي وزيرة الثقافة أنّ تأسيس "المركز الإقليميّ العربيّ للتّراث العالميّ" الذي يعمل تحت رعاية منظّمة اليونيسكو كان من أبرز ما قامت به وزارة الثّقافة في السّنوات الأخيرة.
وأفصحت الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة عن رغبتها في تعزيز التّواصل والتّنسيق ما بين المركز الإقليميّ والمراكز المماثلة حول العالم، معربة عن أملها في أن تمنح "بورصة البحر المتوسّط للسّياحة الأثريّة" فرصة إضافيّة لتعزيز العلاقات ما بين البحرين وإيطاليا في مجالات الثّقافة والسّياحة المتعدّدة.
يُذكر أنّ جائزة البيستوم للآثار تُمنح لأولئك الذين يساهمون من خلال أعمالهم في تعزيز الحوار بين الثّقافات والارتقاء بالتّراث الثّقافيّ وتشجيع السّياحة الأثريّة. ويأتي تسليم جائزة البيستوم كنشاط ضمن الدّورة السّنويّة التي تحييها بلدية مدينة بيستوم الإيطاليّة كل عام، والذي جاءت دورته لهذا العالم ما بين 14 و 17 من نوفمبر الجاري.
حدث "بورصة البحر المتوسّط للسياحة الأثريّة"، الذي تشرف عليه كلّ من رئاسة الجمهوريّة الإيطاليّة، اليونيسكو ومنظّمة "الإيكروم"، احتضن عددًا من البرامج والمعارض في عدّة أماكن تراثيّة في مدينة بيستوم، كمعبد شيريري والمتحف الوطنيّ للآثار البازلكيّة القديمة، حيث سعت هذه الفعاليّات إلى تعزيز مكانة هذه المواقع على الخريطة العالميّة للتّراث الإنسانيّ القديم. كما رافق الحدث أيضاً معرض لتطبيقات الآثار الإلكترونيّة، الذي استعرض مشاريع الوسائط المتعدّدة الأكثر جاذبيّة في علم الآثار.
ويُعتبر هذا الاجتماع العالميّ حول الآثار مقرّاً لأكبر صالة عرض للتّراث الأثريّ في العالم، وفيه تمّ افتتاح أوّل معرض دوليّ للتّقنيّات التّفاعليّة، وهو مكان لدراسة وبحث المسائل السّياحيّة والثّقافيّة، ونشرها وتعزيز مفاهيمها في العالم، إضافة إلى كونه ملتقى للخبراء والمسافرين والهواة الباحثين عن أثر البشريّة وماضيها.