في سوق لندن.. السياحة تتزايد عالميا بينما تعاني مصر من تحذيرات السفر
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … أحدث بيانات منظمة السياحة العالمية تشير الي ارتفاعات في معدلات الحركة السياحية الدولية بنسبة تتراوح ما بين ٣٪ ، ٥٪ الي معظم مناطق الجذب السياحي. في نفس الوقت لازم مصر منذ ثورة 25 يناير وما صاحبها من استيلاء جماعة الارهاب الاخواني علي مقدراتها سوء الحظ الذي دفع بها الي المعاناة من الانحسار السياحي. كان من نتيجة ذلك فقداننا لمليارات الدولارات التي كان يدرها علينا التدفق السياحي الذي بلغ قيمته عام ٠١٠٢ قبل الثورة محققا للدخل القومي ٥.٢١ مليار دولار هي محصلة انفاق ما يقرب من ٥١ مليون سائح.
وفي المؤتمر الصحفي الذي تم عقده بمناسبة مشاركته مع ٠٦ شركة سياحية وفندقية في السوق الدولي للسياحة بلندن- الذي بدأ فعالياته يوم الاثنين الماضي. كشفت التقييمات المخيفة لانحسارات حركة السياحة الوافدة الي مصر التي اعلنها هشام زعزوع وزير السياحة عن تراجعات مفجعة خلال الشهور الاخيرة حتي وصلت الي ٠٩٪ في شهر سبتمبر الماضي. هذا الوضع السلبي يعود بشكل اساسي الي تحذيرات السفر الي مصر التي صدرت من حكومات الدول المصدرة للسياح.
هذا السبب كان اهم ما يشغل بال الوزير الذي قام بالتنسيق مع اجهزة وزارة الخارجية من اجل الغاء قرارات الحظر او تخفيضها. هذه الدول بادرت باتخاذها هذا الموقف لسوء الحالة الامنية رغم انها شهدت تحسنا ملحوظا في الفترة الاخيرة.. وقد اوضح الوزير عدم ايجابية هذه الاجراءات مستشهدا علي ذلك بعدم تعرض اي سائح لاي سوء او ضرر منذ ثورة ٥٢ يناير وحتي الآن.
رغم هذه الصورة السلبية للسياحة المصرية الا ان ما يدعو الي التفاؤل.. هذا الاهتمام البالغ من شركات السياحة العالمية بشأن استعدادهم لاستئناف برامجهم الي مصر فور الغاء بعضهم لتحذيرات السفر. عبر عن ذلك بما دار في الاجتماعات المكثفة التي سعي الي عقدها مسئولو هذه الشركات مع هشام زعزوع وزير السياحة بالجناح المصري في السوق الدولي للسياحة.
وقد لفت نظري ان هذا الاقبال علي هذه اللقاءات والاجتماعات قد ادي الي زحام شديد علي مقر الوزير في المعرض علي مدي الايام الثلاثة التي مضت منذ افتتاحه. كان ذلك سببا للاعتراض علي ضيق المكان المخصص لهذا النشاط. وقد حرص الوزير علي ان يؤكد لزواره أن كل المقاصد السياحية المصرية آمنة ومؤمنة. ساعده في هذه المهمة كل من خالد فودة محافظ جنوب سيناء وطارق سراج الدين محافظ الاقصر والهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية اعضاء الوفد الرسمي المصاحب له.
وردا عن القلق الذي تمثل في اسئلة الصحفيين بشأن الحالة الامنية، اعلن الوزير تحسنها وان ما يدل علي ذلك الاتجاه نحو الغاء الطوارئ وحظر التجول في منتصف نوفمبر الحالي بما يعد مؤشرا ايجابيا علي توافر الامن والاستقرار. استعان الوزير علي تأكيد ما يقول بعرض عدد من الافلام التي تعكس ما يحيط بالسياح من أمن وامان بالمناطق السياحية وان كان يؤخذ فيما يتعلق بهذا الامر وجود بعض المشاكل الفنية التي اعاقت تقديم هذه العروض بالصورة الواجبة.
من ناحية اخري وعلي هامش سوق لندن السياحي اجتمع اكثر من ٠٤١ وزيرا للسياحة ومسئولا عن الانشطة السياحية يمثلون دول العالم. جري ذلك علي شكل مؤتمر تحت رعاية منظمة السياحة ورأس الاردني الدكتور طالب الرفاعي الامين العام للمنظمة. لقد طالب المشاركون بطرح افكارهم بالحوار حول قضية سد الفجوة بين السياحة والطيران.
جاء تحديد هذا الموضوع علي ضوء تزايد الطلب علي الرحلات الجوية نتيجة ما اصبحت تحظي به السياحة من مكانه في حياة الشعوب. الاراء توافقت في هذا الحوار علي اهمية تقديم تسهيلات وتيسيرات للمسافرين بصفة خاصة بالنسبة لمنح التأشيرات. وفي هذا الجانب تحدث بعض الوزراء عن التأثر الايجابي لالغاء التأشيرات أو تسهيلها في زيادة اعداد السياحة الوافدة. اكد هشام زعزوع حتمية الاقدام علي هذه الخطوات خاصة بعد وصول عدد المسافرين حاليا الي ٨.١ مليار مسافر. يدخل ضمن التسهيلات المطلوبة ضرورة وقف الضرائب المفروضة علي المسافرين الي بعض دول العالم ومنها مصر.
من جانب آخر وضح زعزوع للصحفيين ان مصر وفي اطار جهودها للترويج السياحي سوف تواصل تطبيق نظام الحوافز الذي تقدمه لرحلات الطيران العارض والمساهمة في الحملات الدعائية التي يقوم بها منظمو الرحلات فيما يتعلق ببرامجهم الخاصة بالسوق المصري. وقد وجه الوزير الشكر الي السفير المصري في لندن اشرف الخولي علي جهوده في المساعدة علي استعادة معدلات السياحة البريطانية الي مصر من خلال اجراء الاتصالات بالخارجية من اجل رفع حظر سفر السياح البريطانيين الي مصر.