دبي.. حينما تنشد السياحة فيها
بقلم : أحمد بن عبدالعزيز الركبان
إعلامي سعودي
لنكون أكثر واقعية حينما نقيم الأمور في مسيرة حياتنا اليومية.. فالتقييم المبني على عقلنة متزنة في توضيح المواقف الجميلة، لا يعني إنقاصاً بحق الآخرين أو تهميش فاعلية العاملين في أي مجال..
دبي.. المدينة الحالمة التي غزت خلال سنوات عدة المنطق الاستراتيجي السياحي في العالم.. إذا ما اعتبرنا أن الأجواء ليست كأوروبا أو بلدان العالم المتمتع بمواسم الأمطار والثلوج، ومع هذا استطاعت دبي برجالاتها أن يصنعوا منها أشياء عديدة تحقق رفاهية لأهل الإمارات العزيزة وللسائحين الخليجيين والعرب والعالم، مما حقق لهم التواجد والسياحة فيها.
دبي، جزء من إمارات الخير اهتم صانعوها بالاقتصاد كمرفأ حيوي للنهوض بها، نعم اهتم صانعو دبي بالسياحة كلغة ثقافية ترويحية تجذب كل أفكار العالم وثقافاتهم ليكونوا زائرين لها. دبي صنعت المجد لتحتل سمعتها مكانة عالمية بين بلدان العالم ممن سبقها إلى التطور والبروز السياحي. لكن دبي بدأت بما انتهى إليه مخططو السياحة في بلدان شتى، عمدت دبي إلى تنظيم المدينة عمرانياً ونظمت الطرقات وأهلتها بوسائل حديثة، وهيأت وسائل النقل العام والخاص بمواصفات عالية الجودة «كالباصات والتاكسي والمترو»، أوجد فيها مطار عالمي بمقاييس وتصاميم روعة في الجمال، إضافة إلى تلك الفنادق والشقق المميزة بكل الفئات، كما أن دبي تحتوي على كل المتطلبات السياحية من مطاعم ووسائل ترفيهية ومولات في قمة التصاميم والتخطيط ومواقف ومتنزهات وشواطئ جميلة وأماكن للتجمعات العائلية والشبابية.
ما ميز دبي إلى جانب تلك المواصفات العالمية أنها تمتلك أكبر تظاهرات العالم الثقافية والرياضية، واهتمامها بالفروسية العالمية والمعارض الدولية وإقامة الدورات التدريبية في كافة المجالات المتاحة.
دبي عندما تنشد السياحة فيها وأسرتك، تجد كل متطلبات السياحة العائلية من ألعاب وترفيه ومسابح للطفولة وحدائق وجلسات، من هنا ازدادت رغبة السياح للإقامة بها عدة أيام للتخفيف من الضغوط الاجتماعية التي تحدث خلال أيام العمل اليومي والثقل الذهني المترتب على الأبناء في أيامهم الدراسية.
الإمارات بشكل عام استطاعت من خلال دبي "عاصمة السياحة العالمية" أن تجعل الوجهة إليها طوال مواسم السنة، وحتى في أيام شدة الحر والرطوبة تكون مقصداً لترفيه الناس بكل الجنسيات.
بعض الملاحظات السريعة أسوقها كسائح أعجبتني دبي وأتمنى أن تجد ملاحظاتي الاهتمام، ففي دبي نحتاج إلى عدد أكبر من محطات البنزين، ومن المهم أن تكون الرقابة على سيارات التاكسي وقائديها أكثر، لأن بعضهم قد يستغلون السائح من ناحية تكلفة المشوار والتعمد إلى سلك طرق أبعد، إضافة إلى تحمل مستخدمي التاكسي تكاليف المرور لسلك الطرق (سالك)، بعض الطرق في دبي تحتاج إلى لوحات إرشادية أكثر للوصول إلى الهدف كأماكن الشواطئ العائلية، دبي تحتاج إلى زيادة مراقبة الأسعار في الفنادق والأماكن السياحية والسوبرماركت والمقاهي، فهي تمتلك أجمل المولات والأسواق المغلقة المميزة وبرج خليفة والنافورة المحيطة به وجميع المولات التي ندخلها تتوافر فيها النظافة العامة ودورات المياه الأكثر نظافة والمطاعم بأنواعها والمقاهي وأماكن الترفيه، فتلك لو ضبطت أسعارها بشكل أكبر لكانت مريحة للجميع.
في النهاية دبي أعطت الإمارات وهجاً سياحياً متنوعاً ورأت عيون العالم فيها مقصداً عائلياً لها، دامت دبي وإمارات الخير رفعة ورقياً في خليجنا الكبير، فأبناء زايد وأبناء آل مكتوم صنعوا من إمارات العطاء مايثلج الصدر، دام خليجنا في عز..