هيئة السياحة تبحث مع الداخلية إمكانية زيادة التأشيرات عبر مطار الدوحة
مشاريع المنتجعات السياحية الجديدة بقطر تؤكد على أهمية سياحة اليوم الواحد أو الأسبوع
الدوحة "المسلة" … تستعد الهيئة العامة للسياحة للإعلان الرسمي عن الاستراتيجية الجديدة للقطاع خلال الشهر المقبل، وذلك بعد الحصول على الموافقة الرسمية من الدولة عليها.
ومن المقرر أن تعقد الهيئة مؤتمرا صحافيا عالميا للإعلان رسميا عن كافة تفاصيل الاستراتيجية الجديدة وفقا لآجالها الزمنية، خاصة أن الاستراتيجية المعدة مدتها 16 عاما، وذلك حتى عام 2030.
وكان رئيس الهيئة عيسى بن محمد المهندي قد أعلن في مؤتمر صحافي مؤخرا ملامح الاستراتيجية والخطوط العريضة التي قامت على أساسها وقام بشرح العديد من الملاحظات التي استندت عليها خطة عمل الاستراتيجية منذ العام الماضي.
كما كشف عن الحصول على الموافقة الرسمية من الدولة عليها.
إجابة على الاستفسارات
وعلمت «العرب» أن الاستراتيجية الجديدة ستجيب بشكل تفصيلي على السؤال الخاص بالمشاريع السياحية الجديدة التي تمت الموافقة عليها، حيث من المقرر أن يتم الإعلان بشكل رسمي عن طرح العديد من المشاريع الخاصة بالمنتجعات السياحية الجديدة في مناطق الشمال والجنوب تمت دراستها بشكل مفصل ويتم تقديمها للمرة الأولى في قطر.
وهناك حرص كبير من الهيئة العامة للسياحة بضرورة إشراك القطاع الخاص في هذه المشاريع بشكل أساسي على اعتبار أن القطاع الخاص -وكما أكد رئيس الهيئة- يعتبر شريكا أساسيا في تحقيق الأهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها من وراء هذه الاستراتيجية.
سياحة اليوم الواحد
ومن المتوقع أن تركز مشاريع المنتجعات السياحية الجديدة على سياحة اليوم الواحد أو الأسبوع، وذلك من خلال تقديم كافة الخدمات للمنتجعات السياحية الجديدة التي سيتم إنشاؤها، بالإضافة إلى استكمال بعض المنتجعات الموجودة بالفعل مثل سيلين بتقديم كافة الخدمات لها، والتي تساهم في تواجد الزائرين لها في البقاء يوما كاملا أو عدة أيام في المنتجع دون الحاجة إلى التنقل من أجل الحصول على خدمات غير موجودة، وذلك على غرار ما يحدث في منتجعات إسبانيا والدول الأوروبية المعروف عنها التميز في مجال السياحة.
تطوير الأماكن التراثية
أما بالنسبة للأماكن التراثية المشهورة في قطر أمثال برج برزان وقلعة الزبارة وعيون الشمال ومدينة الدوحة القديمة في الوكرة فتم الاتفاق على ضرورة تطوير هذه الأماكن بالشكل المناسب، بما لا يؤثر على طبيعتها التراثية، وذلك من خلال تقديم العديد من الخدمات فيها لتسهيل عملية الزيارات المتكررة من القادمين إلى الدوحة، خاصة أن الاستراتيجية الجديدة تركز بشكل كبير على ضرورة إبراز الجانب التراثي القطري على اعتبار أنه أحد أهم الركائز التي تعتمد عليها الاستراتيجية الجديدة لإبراز الجانب السياحي في قطر.
بدء التنفيذ العام المقبل
ووفقا لما أعلنه رئيس الهيئة العامة للسياحة في المؤتمر الصحافي الأخير ولم يتم التركيز عليه فإن المشاريع المرتبطة بالاستراتيجية الجديدة سيتم البدء في تنفيذها بشكل أساسي مع مطلع عام 2014، حيث أشار إلى أن هناك العديد من المشاريع المستعجلة التي بالفعل تم الاتفاق على بدء تنفيذها من العام المقبل، وهناك مشاريع سياحية أخرى ستكون على مراحل وفقا للخطط التي تم الاتفاق عليها داخل الاستراتيجية.
مكتب ثابت في المطار
أما بالنسبة لمطار حمد الدولي الجديد، والذي من المقرر افتتاحه رسميا مطلع العام المقبل ودوره في الاستراتيجية الجديدة فكل المعلومات تؤكد أن الهيئة بالفعل اتفقت على تواجدها داخل المطار الجديد من خلال مقر دائم، وهناك اتفاق مع الخطوط الجوية القطرية على برنامج مميز للغاية قائم على أسلوب علمي حديث بضرورة الاستفادة من الترانزيت بالمطار، والذي سيكون له تأثير إيجابي على حركة السياحة في قطر، ولذلك هناك تدريبات مكثفة منذ فترة مع العديد من المواطنين الذين يتم تأهيلهم بشكل مميز للعمل كمرشدين سياحيين داخل المطار، على اعتبار أنهم الأكثر دراية ببلدهم وسيكونون واجهة مشرفة للترويج السياحي لدولة قطر داخل المطار الجديد.
زيادة التأشيرات بالمطار
وفي هذا الصدد تقوم الهيئة بالتنسيق مع وزارة الداخلية لبحث إمكانية زيادة عدد الدول التي لها الحق في الحصول على تأشيرات من مطار الدوحة، حيث وصل العدد حتى الآن إلى 34 دولة، ولذلك شدد عيسى بن محمد المهندي على أن هذا العدد في ازدياد بعد الاتفاق مع سلطنة عمان مؤخرا على التأشيرة المشتركة بين البلدين.
كما أشاد المهندي بالتعاون المثمر والجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلة في هذا الموضوع، كما أعرب عن أمنياته بأن تكون هناك تأشيرة موحدة من داخل مطار الدوحة للمواطن العربي خلال المستقبل القريب، وذلك لتشجيع السياحة داخل قطر باستهداف المواطن العربي والأجنبي معا.
خدمات الضيافة
وتعتبر استضافة قطر لمونديال 2022 بمثابة الأهمية الأولى لتطوير السياحة في قطر خلال السنوات المقبلة، وهو ما سيترتب عليه النهوض بقطاع الضيافة الذي يرتبط بشكل مباشر بهذا الحدث, خاصة أن عدد الفنادق سيزيد بشكل تدريجي خلال السنوات المقبلة للوصول إلى ما يزيد على تواجد 65 ألف غرفة في قطر وفقا للشروط التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل استضافة المونديال, ولذلك فإن قطاع الضيافة سيكون له جزء كبير من الاهتمام والتركيز في الاستراتيجية الجديدة.
تنشيط سياحة المعارض
على جانب آخر ووفقا لما يتوقع أن تتضمنه الاستراتيجية الجديدة الخاصة بالنهضة السياحية في قطر فإن الحرص على تنشيط سياحة المؤتمرات والمعارض سيستمر وبشكل جديد ومن خلال الشركاء الكثيرين في الدولة, خاصة أن الهيئة حرصت خلال الفترة الماضية على تنشيط هذا النوع من السياحة بشكل كبير, والتي تجذب الزوار والسياح في الوقت نفسه, وتساهم بشكل مباشر وغير مباشر في انتعاش الحركة الاقتصادية الداخلية, على اعتبار أن المشاركين في مثل هذه المؤتمرات والمعارض يقومون بالتنقل بوسائل مواصلات داخلية ويقيمون في فنادق, بالإضافة إلى قيامهم بشراء هدايا من البلد لذويهم قبل عودتهم.
ولذلك لم يكن غريبا أن يستقبل مركز أرض المعارض في الدوحة العديد من المعارض العالمية على مدار العام مثل معرض المجوهرات والعباءات والسيارات ومهرجان قطر الغذائي والمعرض التجاري وغيرها, حيث تكون كل هذه المشاركات في هذه المعارض من خلال الشراكة مع قطاعات الدولة.
المهرجانات الترفيهية
أيضا سيكون هناك اهتمام في الخطة الجديدة المعتمدة للنهوض بقطاع السياحة في قطر بالمهرجانات الترفيهية العالمية, والتي تحرص الهيئة على إقامتها من وقت إلى آخر, خاصة في المناسبات والأعياد, حيث تساهم هذه المهرجانات في زيادة عدد الزوار من الخارج مما ينعش الحركة السياحية, وبالتالي فإن الخطة الجديدة ستعتمد على زيادة وتنويع الفعاليات بشكل مميز وجديد, وذلك من خلال استقطاب أفضل العروض العالمية التي لم تعرض من قبل في الدوحة والمشهورة عالميا, والتي تساهم في جذب الزوار وهو ما حدث خلال الفترة الماضية من خلال استقبال سيرك دي سولية وديزني والسنافر وغيرها.
الترويج عالمياً
وأخيرا لن تكتفي الهيئة العامة للسياحة بالترويج للحركة السياحية في قطر في داخل الإقليم أو الشرق الأوسط فقط, ولكن هناك خطة سيتم تنفيذها بشكل متدرج من خلال الاستراتيجية الجديدة للترويج للمنتج السياحي في قطر من خلال وسائل الإعلام العالمية, والدليل على ذلك تم مؤخرا افتتاح مكتب تمثيل سياحي للهيئة في فرنسا, والذي يعد الثاني للهيئة في أوروبا, وسيكون هناك أكثر من مكتب خلال السنوات المقبلة الهدف الأساسي منها هو الترويج في وسائل الإعلام العالمية والمساهمة بشكل كبير في تنفيذ الأهداف الخارجية التي تسعى الاستراتيجية الجديدة لتحقيقها حتى عام 2030.
أرقام إيجابية
وكانت الهيئة قد أعلنت مؤخرا عن وجود العديد من ردود الأفعال الإيجابية داخليا وخارجيا بخصوص مهرجان عيد الأضحى الترفيهي الذي استمر لمدة 12 يوما في الكثير من الأماكن بالدوحة، ودللت على ذلك بالأرقام الرسمية التي كشفت عن تجاوز عدد القادمين إلى الدولة عبر مطار الدوحة الدولي ومنفذ أبوسمرة البري أكثر من 65.000 زائر، بزيادة وصلت إلى %55 عن عدد زوار الدولة خلال نفس الفترة من العام الماضي, وهو مؤشر إيجابي للغاية يؤكد أن حركة استقطاب السياحة الخليجية في تنام مستمر بفعل الأنشطة السياحية المتنوعة التي تقوم الهيئة بتنفيذها من وقت إلى آخر.