الترويج للسياحة الداخلية
بقلم : امل المهيري
منحتنا إجازة العيد فرصة للسياحة الداخلية، استكشفنا مدن ومناطق الدولة، بحراً وبراً، ووجدت أننا مقصرون جداً في التعريف بمناطقنا السياحية ذات الطبيعة الخلابة، خصوصاً في مثل هذه الأجواء الرائعة التي تشهدها الدولة.
قد نشعر بذلك التقصير كأفراد ربما لأننا اعتمدنا على الجهات المعنية بالسياحة في هذا الإطار، ولا نغفل ما تقوم به من جهود جبارة في هذا المجال، غير أنها منشغلة بالترويج السياحي الخارجي، وتركت تشجيع السياحة الداخلية على الرغم من قوة السائح المحلي الاقتصادية.
وإذا كانت هناك من جهود متواضعة في هذا الإطار فعلى القائمين على تشجيع السياحة المحلية أن يستوعبوا أن الإنسان الإماراتي دائماً يطمح إلى الأفضل، وللمزيد، وللرقم واحد، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن.
وعندما نتحدث عن الترويج السياحي المحلي، نجد أن من الأفضل لك كسائح محلي أن تقوم بحجوزاتك من خارج الدولة، لتحصل على أسعار أفضل، بل ربما تضطر ألا تكشف عن أنك إماراتي حتى تحصل على سعر سياحي، لأن كثيراً من الفنادق وخطوط الطيران المحلية ترى أن الإماراتي يجب أن يتم التعامل معه دائماً على أنه من فئة الدرجة الذهبية، فإذا كانت الغرفة الفندقية بألف درهم ستصبح بقدرة قادر فور معرفتهم أنك سائح محلي إلى ثلاثة آلاف درهم! وحدث ولا حرج، من هذا القبيل، وقد تغض الطرف عن هذه الممارسات بدافع من حرصك على تشجيع السياحة الوطنية، خصوصاً في المناسبات والمواسم التي تكون فيها السياحة إلى معظم الوجهات الدولية مرتفعة الأسعار.
في كثير من دول العالم تعطى تسهيلات سياحية لمواطني تلك الدول والمقيمين فيها، ويحصلون على أسعار تفضيلية، بل قد لا يتطلب منهم رسوم دخول لكثير من المتاحف والحدائق الترفيهية.
وفي هذا الإطار، هناك بلا شك ترويج سياحي للمدن الكبرى، لمراكز التسوق الضخمة والعصرية، وللشواطئ الرائعة التي تمتاز بها بلادنا، ولفنادقنا التي غيرت كل المقاييس والمعايير على مستوى العالم، كل هذا معروف، وأصبح جزءاً من الثقافة العالمية، فليس هناك من لا يعرف برج خليفة أو قصر الإمارات أو دبي مول أو جزيرة ياس الترفيهية أو السعديات الثقافية، غير أنه يبقى شيء ناقص، فهناك طبيعة خلابة، وواحات ووديان، وجبال وصحاري، ورمال حمراء وحدائق خضراء، لماذا لا نرى حضوراً إعلامياً في هذه المناطق والمناظر، إنها ليست مجرد مناطق سياحية، إنها تعكس تنوعاً بيئياً وثقافياً وتراثياً لأهل الإمارات، تزيدهم فخراً واعتزازاً وانتماءً، لهذا الوطن الغالي.
الاتحاد