قلعة سمعان في المدن المنسية بإدلب تتحول لمكان للتدريب على الأسلحة
دمشق " المسلة " … أفادت تقارير واردة إلى مديرية الآثار والمتاحف السورية تعرض قلعة سمعان إلى تشويه وتخريب متعمد بعد أن تحصّنت بها مجموعة مسلحة ، ناصبةً أسلحة ومدفعية ثقيلة، ومحولةً المكان إلى ساحة للتدريب على القتال والسلاح، وفق شهادات لخبراء آثار في حلب والريف الشمالي وتحديداً في منطقة قلعة سمعان.
وبيّنت المعلومات أن إطلاق الرصاص وغيره من أشكال التدريب تسبّب بأضرار في الواجهات الداخلية لمبنى الدير ومبنى الكنيسة وما تحويه من تيجان تحمل أوراق الأكانثيا الملتفة مع الريح، كما تضرر الموقع بسبب أعمال حفر وتنقيب غير مشروعة تمارسها المجموعة ضمن هذا المجمع الديني المكُرّس للقديس سمعان العمودي، والذي يعود في بنائه إلى القرن الخامس الميلادي.
وتعدّ قلعة سمعان جوهرة كنائس المدن المنسية، وقد أدرجت مع محيطها الطبيعي على لائحة التراث العالمي منذ عام 2011م، لما تتمتع به من فرادة واستثنائية على مستوى العالم، أضفتها عليها سماتها المعمارية والرخرفية المتميزة، وقدسيتها الدينية الخاصة.
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف قد نشرت منذ أيام خبراً عن أضرار في موقع القاطورة الذي يبعد حوالي كيلومتر واحد عن قلعة سمعان، حيث تم استهداف المنحوتات الحجرية الجنائزية على واجهات سفوح الوادي، مباشرة بالأعيرة النارية، وجعلها نقاطاً للقنص والتدريب، مما ترك أثراً تدميرياً على تماثيل بقيت صامدة حوالي ألفي عام منذ القرن الثاني الميلادي.
لقد عانت عدّة مواقع أثرية من الأضرار بسبب تحولها إلى ساحات للمعارك والاشتباكات، وخرّبت مواقع أخرى بسبب أعمال التنقيب الهمجي والحفر غير المشروع، واليوم تصاب الآثار السورية بانتكاسة جديدة، إذ يتم تحويل مواقع فريدة بعظمتها إلى أماكن للتدريب على الأسلحة، وتستهدف إما لغايات قتالية أو أهداف إيديولوجية، في ظاهرة تخريبية أخرى تضاف إلى ما سبقها من عوامل سلبية أثّرت على التراث الثقافي السوري تدميراً وتشويهاً.