إنفاق الزوار يتراجع 6% في الربع الثالث من 2013.. وبيروت لا تزال تستحوذ على الحصة الكبرى
فنادق كبيرة فى لبنان تبدى مخاوف اغلاق ابوابها بسبب سوء الوضع السياحى
بيروتي: كيف تسبق بيروت باريس؟ الأولى تستقبل 70 مليون سائح والثانية هدوء؟
عريس: الحركة السياحية منذ العام 2010 تراجعت 70 في المئة
بيروت "المسلة" … تراجع الإنفاق السياحي بنسبة 6 في المئة، في الربع الثالث من العام الجاري وذلك بالمقارنة مع الفترة المماثلة من العام 2012، بالتزامن مع جملة التراجعات في القطاع السياحي، وذلك بحسب الأرقام الصادرة عن شركة "غلوبل بلو" للخدمات المالية، المتابعة لمعاملات البيع بالتجزئة بين التجار وزبائنهم الأجانب.
واللافت هو أن كل خطط وزارة السياحة لإحداث صدمة ايجابية على مستوى الانماء السياحي المتوازن غير موجودة. فأين الانفاق السياحي في الشمال والبقاع والجنوب؟ بدليل أن العاصمة لا تزال تستحوذ على حصّة الأسد من الانفاق السياحي من بين المناطق، وهي 78 في المئة.
على أيّ حال، لم تستغرب مصادر سياحية أن تكون بيروت بين أول 20 أفضل مدينة العالم لجهة الفنادق والأمكنة المخصصة للسهر والمطاعم وغيرها، إلا أنّها سخرت أن تأتي هذه النتيجة في ظلِّ الخوف الدائم في بيروت التي أصبحت مرتعاً للمشكلات الأمنية والتفجيرات والوضع الأمني غير المستتب.
وأظهرت شركة "غلوبل بلو" للخدمات المالية، المتابعة لمعاملات البيع بالتجزئة بين التجار وزبائنهم الأجانب بحسب المستقبل، أنّ الزوار الآتين من الامارات العربية المتحدة على 15 في المئة، من الانفاق السياحي، تليها المملكة العربية السعودية بنسبة 13 في المئة، نيجيريا 6 في المئة، فرنسا 5 في المئة، الكويت ومصر وسوريا وقطر قريب من 4 في المئة، الأردن والولايات المتحدة الأميركية قريب من 3 في المئة.
ولا تزال، العاصمة بيروت تستحوذ على 78 في المئة من من اجمالي انفاق السائحين، تليها منطقة المتن ب14 في المئة، بعبدا 4 في المئة، وكسروان 2 في المئة.
وارتفعت انفاقات السياح الآتين من نيجيريا بنسبة 38 في المئة، في الربع الثالث من العام الجاري مقارنة مع الفترة المماثلة من 2012، يليهم الزوار الآتين من فرنسا بنسبة 24 في المئة، ثم الامارات العربية 14 في المئة، فيما انكمش انفاق الزوار الآتين من سوريا بنسبة 44 في المئة، الكويت تراجعت 39 في المئة والأردن تراجعت 2 في المئة، الوايات المتحدة تراجعت 20 في المئة، مصر 16 في المئة، والسعودية 10 في المئة، وقطر 2 في المئة.
توزيع الإنفاق حسب الفئة في الربع الثالث من العام 2013، الموضة والأزياء بنسبة 71 في المئة، و12 في المئة للجواهر والساعات، و4 في المئة للبيوت والحدائق، 2 في المئة للمتاجر، 4 للهدايا والتذكارات، و4 في المئة لأشياء أخرى.
وأظهر القطاع السياحي علامات ضعف متواصلة منذ بداية السنة. فعدد السيّاح بلغ مستواه الأدنى منذ الفترة ذاتها من العام 2008 مسجّلاً 623,864 سائحاً في النصف الأول من العام 2013، أي بانخفاضٍ نسبتُه 12,6% قياساً على الفترة ذاتها من العام 2012. ويعزى ذلك بشكل خاص الى تراجع حركة السيّاح الوافدين من البلدان العربية (-23,2% على أساس سنوي)، والذين ما زالت تثنيهم صعوبات السفر براً ونصائح حكوماتهم بعدم المجيء الى لبنان. لقد انعكس تباطؤ النشاط السياحي والنقل الجوي على أداء القطاع الفندقي والمشتريات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة.
وتساءل الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي، "كيف تكون بيروت وجهة سياحية ولم تصل نسبة الإشغال الفندقي الى 60 في المئة في عيد الأضحى، وفي قطاع الشقق المفروشة ال50 في المئة، رغم أن خفوضاً كبيرة أجرتها الفنادق على الأسعار المعلنة بنسبة 60 في المئة، حتى مدد الاقامة فهي لم تتجاوز الأربعة أيام". وقال إن تراجع الانفاق السياحي هو بالمقارنة مع العام الماضي، المقارنة الصحيحة هي مع العامين 2009 و2010، وسنتأكد من أننا في وضعٍ كارثي، لأن المقارنة مع العام الماضي لن تعطي الصورة الواضحة ففي العام 2012 كان هناك تراجع.
ولفت الى أن المسؤولين الى الآن لم يعوا حجم المشكلة التي يقع فيها قطاع السياحة، الذي يشغّل الكثير من القطاعات الخدمية والانتاجية، وسأل لماذا لم تنزع وزارة المال الضريبة عن تذاكر السفر ولا سيما للسياح الأردنيين والمصريين، ألأ يسهّل ذلك مجيئهم الى لبنان بدلاً من الامارات العربية وتركيا، وقال "إن أرباح الدولة من السئاح الذي ينفق 1500 دولار، تراوح بين 150 الى 200 دولار، ماذا تنتظر الدولة الوضع الاقليمي؟.
وأكد أن القطاع السياحي ينوء بخسارة كبيرة لهذا العام لا تقل عن 3،5 مليارات دولار، وسأل كيف يمكن لخطة سياحية أن تنجح والى الآن لم يدُ رئيس الحكومة المجلس الأعلى للسياحة للانعقاد رغم نداءاتنا المتكررة.
وأسف كون المسؤول في واد والقطاع الخاص في واد، وقال إن استقطاب سياح من دول جديدة يتطلب خطة حكومية، وتنسيق كلي بين عدد من الوزارات، وقال لا يكفي أن نطرح خطة إذا لم تعمل الحكومة على تنفيذها، لكن الى الآن كل صرراخ القطاع السياحي لا يلقى صداه.
وقال نقيب أصحاب المطاعم والباتيسري بول عريس في اتصال مع "المستقبل"، إن الحركة السياحية إذا ما قورنت بالعام 2010، الذي نعتبره المقياس الصحيح فالتراجع بلغ 70 في المئة، وهذا بدأ منذ العام 2011، في عيد الأضحى كانت هناك حركة في المطاعم والباتيسري والمقاهي، خصوصاً من العائلات اللبنانية، وبعض المغتربين الذين أتوا من الخارج، فليس هناك سياحاً بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وأشار العريس الى أنه لم يتبقَ أكثر من 4 مطاعم في الوسط التجاري من أصل مئة ونيّف، ومعها تضاءل حجم الأعمال في القطاع السياحي "هذا كلهُ يعود الى المناخ السياسي والأمني السائد في لبنان، وبالطبع نتيجة تداعيات الوضع السوري برمته على لبنان.
وحذّر العريس من ان استمرار الوضع على هذه الشاكلة سيؤدي الى اقفالات كبيرة في الفنادق الكبيرة والمطاعم، وعلينا أن نتنبه لهذه الكارثة.