Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

لبنان يسعى لجذب سيّاح غير الخليجيين

 

لبنان يسعى لجذب سيّاح غير الخليجيين

بيروت "المسلة" … إنه موسم الصيف الثالث الذي يمضي بلا سياح خليجيين. المعنيون في هذا المجال أفرطوا في الحديث عن هذا الغياب وتداعياته. الكل يتحدث عن السياحة بوصفها قطاعاً يحتضر. إلا أن الأرقام تفصح عن أوضاع ليست على هذا القدر من السوء. الجميع يعلم ما هي المشكلة ونتائجها، لكن أين الحلّ؟
خلال الأيام الماضية بدأت وزارة السياحة تعدّ خطّة لتحفيز السياحة، تقوم على استقطاب السياح من العراق والأردن والجزائر ومصر.

هذه البلدان الثلاثة تكتنز الكثير من السياح ذوي الدخل المتوسط في بلدانهم، لكن استقطاب هؤلاء يحتاج إلى جهد مختلف ونوعي لا تقوم به مكاتب السياحة والسفر ولا تقدّمه فنادق لبنان أيضاً. فما يحصل حالياً، بحسب ما كان متداولاً في لقاء عقده وزير السياحة فادي عبود مع ممثلي القطاعات السياحية، هو أن مكاتب السياحة والسفر تركّز على سياحة اللبنانيين نحو الخارج، فتقدّم لهذه الفئات عروضاً للسفر إلى تركيا وبلدان أوروبا وبعض الجزر المشهورة وبعض الرحلات… إلا أن هذه المكاتب تقاعست خلال الفترة الماضية عن استقطاب السيّاح من الخارج إلى لبنان. السبب، كما يروّج له أصحاب مكاتب السياحة والسفر، هو أن لبنان لم يعد وجهة مرغوبة من قبل السياح الخليجيين بعدما وضعت دولهم لبنان على لائحة الدول المحظورة بسبب ارتفاع وتيرة عمليات الخطف والأعمال الأمنية والعسكرية خلال هذه السنة.

غير أن وزارة السياحة التي لا يخفى عليها وجود تراجع في أعداد السياح القادمين إلى لبنان بنسبة تصل إلى 9.5%، ترى أن الأوروبيين أصبحوا في المرتبة الأولى بين أعداد الوافدين إلى لبنان، أي أنهم لم يمتنعوا عن زيارة لبنان خلال هذا الصيف رغم الأوضاع التي تتذرع بها دول الخليج، وهذا له دلالات ومؤشرات سياسية وغير سياسية، إلا أنه يعني أن هناك إمكانات في دول غير الخليج لم يُعمل على استقطابها بعد.

وخلال اللقاء ما قبل الأخير بين أصحاب مكاتب السياحة والسفر مع الوزير عبود، سألهم هذا الأخير عمّا إن كان هناك سياح يريدون زيارة لبنان من مصر والعراق والأردن والجزائر، وعن الخيارات المتاحة أمامهم للانتقال والإقامة هنا. سريعاً أتته أكثر من إجابة تفيد بأن هناك بضعة آلاف من الطبقة المتوسطة في الدول المذكورة قد يقومون بزيارة لبنان، لكن الأمر يحتاج إلى خفض أكلاف الزيارة للبنان. وبحسب مصادر سياحية متابعة، قدّم أصحاب مكاتب السياحة والسفر عروضاً شاملة للسياح الجزائريين لزيارة لبنان على أساس أن هناك 3 رحلات أسبوعية بين لبنان والجزائر بمعدل إشغال 20% فقط، وبالتالي هناك قدرة استيعابية لنحو 400 كرسي شاغرة.

 

ويؤكد وزير السياحة أنّ فرصة التفاعل السياحي مع الجزائر كبيرة، وخصوصاً أن الرحلات هي ضمن الطيران الرخيص (شارترد) التي يجب تعميمها، وأن السائح الجزائري بات بإمكانه الحصول على الفيزا في مطار بيروت الدولي… ويلفت عبود إلى وجود عروض من الإسكندرية في مصر… ونعمل على سوقي العراق والأردن بحسب الاخبار اللبنانى.

إذاً، هل يصحّ ما يقوله رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، عن «عدم وجود أي سائح في لبنان»؟ وهل مقبول أن يستمرّ «نقّ» أصحاب المؤسسات السياحية في جمعياتهم واتحاداتهم التي لديها صفة تمثيلية واسعة مثل رئيس اتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان بيار الأشقر، وتلك التي لا صفة تمثيلية واسعة لها مثل رئيس الاتحاد اللبناني للنقابات السياحية أمين خياط؟ فهذان الطرفان يعلمان أن نسب إشغال الفنادق في لبنان لا تزال مرتفعة، وهي مماثلة لمعدلات الإشغال في السنة الماضية؛ إذ تصل بحسب ارنست أند يونغ إلى 50%. وبحسب وزارة السياحة فإن فنادق بيروت لديها إشغال يصل إلى 41%. طبعاً إن معاناة الفنادق في المناطق هي أمر اعتادته في الأيام العادية، لكنها لم تعتد بعد أيامَ الأزمات.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله