انتصار الإرث التراثي والثقافي والبيئي في الوادي المقّدس
نشرت "النهار" في 31 تموز الماضي تحقيقاً عن مخالفة تتناول مشروع بناء صليب ضخم على كتف وادي قاديشا بارتفاع 13 متراً يعلو قاعدة تشكل مدفناً بارتفاع 3 أمتار. وبعدما تضاربت الآراء حول تأثير المقبرة على الوادي المقدس، وكان من المزمع بناؤها في محيط كنيسة مار جرجس الأثرية، حيث يقع في أسفل الجرف الصخري للوادي دير مار اليشاع، وفي الأعلى في بلدة بشري، دير مار جرجس الأثري، اتصلت "النهار" بـ"الأونيسكو" خصوصاً وأن الموقع يقع ضمن حرم التراث العالمي التابع للمنظمة. وعلمت "النهار" حينها من بعض المصادر في "الأونيسكو" ومديريّة الآثار أن ملف القضيّة أرسل إلى مركز التراث العالمي للتقييم، "ولا تزال الأمور قيد الدرس من الخبراء، في انتظار ردّهم ورأيهم في الموضوع".
أصدرت "الأونيسكو" حكمها وأزيلت المخالفة، إنه انتصار نادرا ما يتحقق. فقد أكّد المصدر عينه الذي شكا المشكلة لـ"النهار" أن "المخالفة أزيلت بعد أن أوصى مكتب التراث العالمي في "الأونيسكو" بالأمر، وقد التزم نائبا بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز بذلك". وتكمن أهمية إزالة المخالفة وفق المصدر بأنها "المرّة الأولى التي ينفذ فيها قرار هدم من قبل المخالفين أنفسهم احتراماً للمعايير القانونية. إلى ذلك ساد مبدأ اعتبار المخالفات البيئية تهديداً للمشهد الطبيعي والارث الثقافي والتاريخي في وادي قاديشا في منطقة اعتاد فيها الناس على تشريع المخالفات".
وأضاف المصدر "إن هذه الخطوة تعزز عملنا الحثيث على إبقاء غابة أرز الرب ووادي قاديشا على لائحة التراث العالمي ما يعزز موقع لبنان والوادي على خارطة الاماكن المعروفة عالميّا". وأكد أن "المخالفة التي شهدناها تشبه غيرها من المخالفات التي مرت في ملفات عديدة، فهي لا تعود إلى نقص في القوانين انما إلى افتقاد التنظيم والخطط التي تساعد على التنمية المحلية وكيفية الإفادة من هذا الارث دون تدميره او تعريضه لخطر الشطب عن لائحة التراث العالمي، وبالتالي خسارة تصنيفه كواحد من المعالم المسيحية الأولى في العالم". وختم "إن مبادرة التزام ازالة المخالفات قد تؤدي الى الأخذ في الاعتبار المعايير القانونية واحترامها، وهي مدخل لإزالة مخالفات اخرى كالمدرج الذي أنشئ مؤخراً على تخوم غابة ارز الرّب للإحتفال بمناسبة عائلية".
المصدر : النهار