سلطان بن سلمان : السياحة المحلية تحقق نمواً مرتفعاً رغم القصور في البنية التحتية
الرياض "المسلة" … تشهد السياحة الوطنية هذا العام مرحلة استثنائية من خلال ما صدر من الدولة من أنظمة وقرارات، وما تحقق من إنجازات ملموسة في تطوير السياحة الداخلية والآثار والمتاحف والتراث الوطني، وتأسيس منظومة متكاملة من الشراكة في التنمية السياحية، وما تبع ذلك من الإقبال على السياحة والتعامل معها بثقة من جميع فئات المجتمع.
حيث واصلت الهيئة العامة للسياحة والآثار في ظل الدعم والتوجيه الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين ، جهودها الهادفة إلى تحويل السياحة إلى قطاع منتج اقتصادياً ومثرٍ ثقافياً واجتماعياً، وموفر لفرصٍ العمل وللنمو والاستثمار تصب في مصلحة الوطن والمواطن، ونشر الوعي بأهمية التراث الوطني وتنفيذ عدد من برامجه المختلفة.
وقد أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لـ الرياض على أن السياحة المحلية حققت نموا مرتفعا في الفترة الأخيرة رغم القصور الذي لا زال يعتري البنية التحتية للسياحة.
وأوضح سموه أنه ورغم ارتفاع إنفاق السعوديين في السياحة الخارجية، إلا أن الإنفاق على السياحة المحلية ارتفع أيضا هذا العام بنسبة (13%)، حيث تجاوزت الرحلات السياحية المحلية خلال الصيف للفترة (يونيو – أغسطس) من العام الجاري 5.7 ملايين رحلة سياحية، مقابل ما مجموعه 5.0 ملايين رحلة سياحية متحققة لنفس الفترة من عام 2012م بنسبة نمو بلغت 13 في المائة.
116) مليار ريال.. مساهمة السياحة
في الناتج المحلي
أسهمت السياحة بدور فاعل في دعم الاقتصاد السعودي حيث أسهم قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بمقدار (116) مليار ريال، وبنسبة (5.4%)، فيما قدرت القيمة المضافة لقطاع السياحة (59) مليار ريال في العام الماضي، وشكلت القيمة المضافة لقطاع السياحة في العام 2011م، (3.2%) من اجمالي الناتج المحلي، (7%) من اجمالي الناتج المحلي غير النفطي.
مشاريع بأكثر من 294 مليون ريال في مناطق المملكة
قطعت الهيئة العامة للسياحة والآثار، خطوات كبيرة في تنفيذ عشرات المشاريع المدرجة في خطتها خلال العام الجاري 1434ه (2013م)، في كل مناطق المملكة في قطاعات التراث الوطني، والآثار، والمتاحف، والحرف اليدوية، وتطوير المواقع السياحية، والتنمية السياحية، حيث تعمل على (148) مشروعاً بتكاليف تزيد عن 294 مليون ريال.
انطلاقة مشروع تطوير العقير
وتعد مناسبة توقيع عقد تأسيس شركة تطوير العقير، التي أقيمت في محافظة الاحساء الثلاثاء (4 ذو القعدة) أحد أبرز الأحداث لما تمثله من بداية إطلاق أول الوجهات السياحية الكبرى التي تتبناها الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وقد تم توقيع عقد تأسيس الشركة برأسمال يبلغ مليارين و(710 )ملايين ريال بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة.
وسيكون مشروع تطوير العقير أول وجهة سياحية متكاملة تسهم فيها الدولة بمساحة (100) مليون متر مربع، وبشواطئ تمتد بمسافة (15) كيلو متراً.
وسيتم تطوير المشروع على ثلاث مراحل، وسيتم مستقبلا طرح ما لا يقل عن 30% من أسهم الشركة للمواطنين من خلال الاكتتاب العام، وذلك تأكيداً لتوجهات الدولة بأن يكون الاستثمار متاحاً للمواطنين.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في جميع مراحل تطويره في توفير أكثر من تسعين ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين.
قرارات من الدولة لتحسين الخدمات السياحية
وقد صاحب الإقبال الكبير والمتزايد من المواطن السعودي تجاه السياحة في وطنه، ووعيه بإمكانات بلاده السياحية، صدور عدد من قرارات الدولة المهمة لتحسين الخدمات السياحية ورفع جودتها، وتحفيز الاستثمارات السياحية الكبرى، وزيادة البرامج والفعاليات السياحية المتميزة.
ومن أبرز هذه القرارات: الموافقة على الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية. وإقرار مجلس الوزراء عدداً من التوصيات المهمة لمعالجة ارتفاع أسعار الخدمات السياحية وأسعار مرافق الإيواء السياحي، في مناطق المملكة. وقرار مجلس الوزراء بالإسراع في دعم أنشطة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وإيجاد الحوافز المناسبة لتهيئة البيئة الاستثمارية لنمو المشاريع السياحية،.
وقرار الموافقة على تخصيص دعم مالي لتوفير البنية الأساسية إلى حدود موقع الوجهة السياحية في العقير بالمنطقة الشرقية بمبلغ مليار وأربع مائة مليون ريال. وقرار موافقة مجلس الوزراء على تأسيس شركة مساهمة قابضة لتطوير واستثمار المباني التراثية في الإيواء والضيافة التراثية، ومساهمة الدولة في رأس مالها. وموافقة مجلس الوزراء على توصيات اللجنة الوزارية المشكلة لدراسة تحسين وضع مراكز الخدمة ومحطات الوقود على الطرق الإقليمية، وقرار مجلس الوزراء بتحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات، إلى برنامج وطني باسم "البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات.
برنامج تطويري شامل للفعاليات السياحية
وفي قطاع الفعاليات أعلن سمو رئيس الهيئة عن برنامج تطويري شامل للفعاليات السياحية في المملكة خلال الفترة ما بين عامي 2014-2018م، يكون قادراً على مواكبة إقبال المواطنين على الفعاليات وتطلعهم لتطويرها، ومتزامناً مع اكتمال مرحلة بناء مفهوم الفعاليات السياحية في البرنامج السياحي في المملكة.
وقد تم في صيف هذا العام تنظيم 42 مهرجانا سياحيا تشمل أنشطة مختلفة ترفيهية ورياضية وتراثية وثقافية واجتماعية موجهة للأسر والشباب، وفرت أكثر من 4500 فرصة عمل، واستقطبت أكثر من 10 ملايين زائر، وحققت عوائد اقتصادية تتجاوز 10 مليارات ريال.
189 ألف فرصة عمل سياحية للمواطنين حتى عام (2012م)
وفي جانب توفير فرص العمل اسهم قطاعا السياحة والاثار في توفير فرص عمل للمواطنين تجاوزت 189 ألف فرصة عمل للمواطنين حتى عام (2012م) بنسبة 27% من اجمالي العاملين في القطاع.
وكان معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، قد أكد في كلمته في افتتاح ملتقى السفر والاستثمار السياحي على أن خطة التنمية التاسعة قد استهدفت الوصول بالفرص الوظيفية في قطاع السياحة إلى نحو 462 ألف وظيفة، إضافة إلى زيادة فرص التدريب السياحي إلى 245.7 ألف فرصة تدريبية لزيادة فرص عمل السعوديين.
من جهته أكد معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه في اللقاء السنوي لهيئة السياحة أن مقدار ما تنتجه السياحة من فرص وظيفية للمواطنين يفوق بكثير ما تنتجه قطاعات حظيت بدعم مالي أكبر بكثير من القطاع السياحي.
برنامج (عيش السعودية)
وربطت الهيئة منذ وقت مبكر بين نشاط السياحة والتراث، والانتماء الوطني، وحرصت دائماً على تعزيزهما، حيث بدأت التعاون مع وزارة التربية والتعليم بتنظيم مشروع متكامل لتعريف طلاب المدارس بأهم المقومات الوطنية في مجالات الثقافة والتراث والآثار والبيئة، وسيتعزز هذا التوجه من خلال برنامج (عيش السعودية) الذي سيتم إطلاقه قريباً ويستهدف زيارة مليون طالب لمناطق المملكة ومواقعها التي انطلقت منها الوحدة الوطنية، وتشهد اليوم نهضة شاملة، ليستشعروا العمق التاريخي والبعد الحضاري لبلدهم، وما يتم فيه اليوم من إنجازات هائلة لابد أن يعيها المواطن ويقدرها ويحافظ عليها.