يازجى: مذكرات تفاهم مع المصارف لإنشاء صندوق للتنمية السياحية في سوريا
دمشق "المسلة" … قال وزير السياحة بشر يازجي، أن هناك "عدة مذكرات تفاهم ستكون مع المصارف والوزارات والنقابات لإنشاء صندوق للتنمية السياحية يختلف عن صندوق الضمان والتأمين السياحي، وسيكون ضامنا للمشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة".
ونقلت صحيفة (الثورة) الرسمية في عددها الصادر امس الأحد, عن يازجي, قوله أن "الصندوق سيدرس كل حالة على حدة، وهناك إشراف مباشر من قبل الوزارة بحيث يكون التمويل من المصارف ويوظف بشكل صحيح", مضيفا أن الوزارة "تبذل كل جهودها لتكون أول القطاعات المتعافية من الأزمة، حيث تم وضع إستراتيجية للعمل على المدى القريب والبعيد، فحالياً تنصب جهود الوزارة على إعادة تقييم كل التشريعات والأنظمة الخاصة بالقطاع السياحي".
وكان يازجي، أوضح مؤخراً, أن أضرار الدخل السياحي المباشر وغير المباشر نتيجة الأزمة التي تعيشها البلاد تبلغ25 مليار ليرة شهريا، أي نحو 330مليار ليرة سنويا, مشيراً إلى أن أكثر من 371منشأة فندقية سياحية خرجت من الخدمة, ومشروعات سياحية مهمة توقفت عن التنفيذ بسبب الأزمة منها ما يعود للقطاع الخاص ويقدر عددها بـ 300 مشروع حجم استثماراتها 90 مليار ليرة، ومنها يعود لصيغة الاستثمار (BOT)وعددها 17 مشروعأً.
ويوجد هناك صعوبات بالغة في إحصاء جميع الأضرار التي طالت بعض المنشآت السياحية والمباني التابعة لوزارة السياحة بسبب وجودها ضمن مناطق ساخنة، وفقا لتصريحات رسمية.
وتابع يازجي "بالنسبة للسياحة هناك بعض الأنظمة والقوانين والتشريعات مازلنا نعمل بها منذ الستينيات، وهي بحاجة إلى تغيير، إضافة إلى ضرورة تغيير بعض نظم الاستثمار في القطاع السياحي، وبهذه المرحلة هناك حاجة لوضع نظام تشاركي جديد يطرح المشاريع الاستثمارية بالشكل الصحيح مع المنظمات والنقابات وكل القطاعات الوطنية المعنية".
لافتا الى انه "في الفترة القادمة سيكون التركيز فيها على "إعادة تأهيل المنظومات التعليمية السياحية لإعداد الكوادر الشبابية وهذا يلزمه بنية تحتية".
وفيما يتعلق بواقع القطاع السياحي أشار يازجي، إلى انه "يتم حاليا التجهيز لخارطة سياحية من سياحة المغاور إلى سياحة الشواطئ والآثار"، مبينا أن "وزارة السياحة مستملكة للشريط السياحي كاملا والخطط بعيدة المدى لاستثماره بسبب التشابكات وعدم اتخاذ القرارات، ولكن بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية سيباشر العمل على تطويره"، مبينا أن "الدراسات بدأت في منطقة رأس البسيط وسيبدأ بها استثمارات حقيقية وليست وهمية".
وقال رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي, الأربعاء الماضي, أن الحكومة تعمل على تنشيط القطاع السياحي وإعادة المنشآت السياحية للخدمة وتشغيل اليد العاملة المتضررة من توقف العمل في هذا القطاع الحيوي الذي تكبد خسائر كبيرة في الأزمة, مشيراً إلى أن تخريب المنشآت السياحية نتيجة إرهاب المجموعات المسلحة ووجود قضايا الفساد والترهل الإداري وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيحة في الوقت المناسب, وتواطؤ بعض موظفي وزارة السياحة مع مستثمري بعض المنشآت السياحية أدى إلى ضياع مليارات الليرات الواردة إلى خزينة الدولة من هذا القطاع.
ووضحت وزيرة السياحة السابقة هالة الناصر, مؤخراً أن انخفاض القدوم السياحي من 2.4 مليون سائح في 2010 إلى عدد يصل حوالي 40 ألف سائحاً وأغلبهم من السوريين المقيمين في دول الخليج.
وتشهد سوريا منذ أكثر من عامين أعمال عنف وعمليات عسكرية بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحين, مما انعكس سلباً على كافة قطاعات الحياة السورية بما فيها السياحة حيث تعرضت بعض الأماكن الأثرية للتدمير بالإضافة إلى نهب وسرقة المتاحف وتهريب الآثارات إلى خارج البلاد وبيعها بأسعار زهيدة, في حين ما زالت الحلول السياسية غائبة حتى الآن.