دار الآثار الاسلامية تستمر في تدريب المرشدين المتحفيين الصغار قبل الكبار
الكويت " المسلة " … تستمر دار الآثار الاسلامية بتقديم ورش العمل والدورات التدريبية لإعداد مرشدين من مختلف الفئات العمرية للمعارض التي تقيمها بهدف صقل خبراتهم واشراكهم في نشر الثقافة التراثية والانسانية لزوار المتاحف. وأكد مدير ادارة البرامج الاعلامية والتقنية والعلاقات العامة في الدار أسامة البلهان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم ان الدار أولت على نفسها المسؤولية تدريب عددا من الشباب والأطفال على طريقة تقديم المعلومات القيمة والمثيرة للاهتمام لمن يحضر المعارض بطريقة شيقة وذلك عن طريق خلق بيئة تعاونية متعددة الخلفيات الثقافية خلال فترة التدريب "تجعلهم يحبون تطوعهم هذا ويبدعون فيه حين تأتي ساعة العمل".
واضاف البلهان ان هذا البرنامج الذي انطلق قبل ثلاثة أعوام يأتي ايمانا بالدور الثقافي المهم الذي يلعبه المرشدون في نشر الثقافة والفنون الاسلامية والتعريف الصحيح بالمتاحف والآثار وشرحها بدقة مبينا أهمية تطوير قدرات جزء من المجتمع ليكملوا في المستقبل الاهتمام لذلك الارث الانساني التي تشارك به الكويت في العديد من المحافل الدولية.
وأشاد بالمتطوعين الذين يكرسون كل سبت من عطلتهم الاسبوعية ولمدة عامين للحضور الى الورش العملية والرحلات الميدانية لمواقع الكويت الأثرية مثل جزيرة فيلكا وغيرها على أرض الكويت لكسبهم الثقة والمعلومات الكافية لتقديمها لشرائح المجتمع المختلفة وأيضا زوار دولة الكويت من شتى أقطار العالم مشيرا الى ان هؤلاء المرشدين ومع الممارسة سيكون لهم الدور الكبير في تقديم أنشطة دار الآثار الاسلامية ومعارضها الدورية بالتعاون مع مجموعة الصباح الأثرية.
ومن جانبه قال المدرب المتطوع مطلق الجريد في تصريح مماثل ل(كونا) ان هناك عددا من الفئات العمرية المختلفة للمتطوعين في هذه الورش التدريبية يدرسون خلالها العديد من التقنيات المستخدمة في المعارض والمتاحف وكيفية تقديم القطع بأجمل الزوايا وأيضا لقاء الخبراء العالميين في الحفاظ على المعروضات وصيانتها لإكساب المشاركين أكبر عدد من الخبرات والمعلومات ليقدموا بعد ذلك في نهاية فترة تدريبهم ونهاية الموسم الثقافي للدار في مايو معرضا خاصا بهم يأخذون بعين الاعتبار فيه جميع ما تعلموه وتلقوه خلال العامين.
وبين الجريد ان هؤلاء المتطوعين وعن طريق هذه الورشات العملية سيشرحون ويقدمون معارض الدار وبشكل دوري على زوار الدار من مختلف دول العالم مبينا ان هذا الاحتكاك الذي ينشبه التعاطي مع مختلف الناس وثقافاتهم المختلفة "سيبني الثقة عندهم وينمي العديد من المهارات والقدرات ومنها اللباقة في الكلام والتعامل مع مختلف الناس".
وذكر الجريد الذي كان ضمن الدفعة الأولى التي دربتهم الدار على الارشاد المتحفي وبات ينقل خبراته ومعلوماته للمتدربين المتطوعين الجدد ان لكل قطعة من مقتنيات الدار والمعارض المختلفة فيها قصة شيقة بحد ذاتها مما يجعل شرحها فنا ومهارة تتفاوت فالممكن وعن طريق الشرح الشيق أخذ الزائر ومخيلته إلى فضاء وعصر التي انبثقت القطعة منه و"هنا تأتي أهمية المرشد المتحفي ومعلوماته والقائه والذي نحاول ان ننميهم وباستمرار عن طريق الشرح الميداني لهم والدراسة حول تلك القطع وتاريخها".
وقال ان من المهارات التي نسعى ان يكتسبها المشاركين طريقة التعامل مع الحضور المختلف واقامة وتنظيم الفعاليات للصغار والكبار ليشاركوا مستقبلا في فعاليات دار الآثار الاسلامية وتنظيمها والاشراف عليها شارحا ان الدار خلقت حلقة تعليمية ممتازة بحيث أصبح العديد من المتدربين والمتطوعين في الدفعات الأولى إلى مدربين والتي بحد ذاتها تجربة مفيدة وقيمة لكل الأطراف.
من جهتهم عبر عدد من المشاركين المتطوعين في الفئة العمرية ما بين ال12 إلى 16 عاما التي انطلقت دورتهم قبل اسبوعين عن استمتاعهم في الحضور لأعمال الدورات وورش العمل المختلفة التي عادة ما تكون "تفاعلية ومتغيرة ومثيرة للاهتمام" مبدين تفاعلهم واهتمامهم الواضح عن طريق تسجيل الملاحظات بشكل مستمر لكل قطعة ثمينة معروضة في معارض (مركز الأمريكاني الثقافي) اثناء استماعهم لشرحها التفصيلي وقصصها.
وأكدوا تطلعهم للرحلات الميدانية المقررة ضمن الموسم إلى عدة متاحف ومعارض في الكويت بالاضافة الى عدد من المواقع الأثرية خصوصا جزيرة (فيلكا) المزمع اقامة الرحلة الميدانية لها شهر فبراير من العام المقبل وتوقهم لشرح وتفريغ المعلومات والخبرات التي اكتسبوها لزوار المتحف مستقبلا.
وشهد (مركز الأمريكاني الثقافي) اليوم حضور عشرات المتطوعين والمتدربين من مختلف الفئات العمرية قاموا بالعديد من الأنشطة التعليمية والثقافية والابداعية كل مجموعة على حدة لتستمر دار الآثار الاسلامية باحتضان الأطفال والشباب والكبار في سقف واحد ينمون عشقهم للثقافة واحترام الحضارات السابقة وفهمها.