السياحة اللبنانية .. تحتضر!
بيروت " المسلة " … يبدو أن السياحة في لبنان بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي والتي ضربت السياحة في مقتل . وفيما صار من المؤكد،انه في ظل أجواء قرع طبول الحرب، فإن القطاع خسر مبدئيا سيّاح فصل الخريف بعدما خسر سيّاح الصيف، تُبرِز الأرقام أن لبنان خسر حتى شهر تموز الماضي، 572 ألفا و215 سائحا، وما نسبته 43.15 في المئة مقارنة مع الأشهر السبعة الأولى من العام 2010، إذ بلغ عدد الوافدين في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، 753 ألفا و786 زائرا، مقابل مليون و326 ألفا وزائراً واحداً في الفترة نفسها من العام 2010.
هذا وكانت دفعت التطورات الأمنية والسياسية التي شهدها لبنان العديد من المؤسسات السياحية، إلى إقفال أبوابها فيما تراجعت إيرادات القطاع الفندقي بنسبة 54 في المائة خلال موسم الاصطياف وخسارته لأكثر من 70 في المائة من عماله الموسميين. وفي هذا السياق , قال رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، أن دخل المؤسسات السياحية اللبنانية تراجع بنسبة 54 في المائة هذا العام مع نسبة تشغيل لم تتجاوز 45 في المائة في بيروت و20 في المائة في جبل لبنان مقارنة مع نسبة تشغيل بلغت مائة في المائة عام 2010.
وأضاف بيار الأشقر ، أنه تم حجز ألفي غرفة فندقية فقط في فنادق جبل لبنان من أصل 12 ألف غرفة. وأشار إلى أن أكثر من 14 ألف طالب وطالبة فقدوا هذا العام وظائفهم الموسمية التي كانوا يعتمدون عليها لتأمين مصاريف تسجيل الجامعات وهذا ما يمثل نحو 70 في المائة من العمال الموسميين.
وارجع الأشقر التراجع في القطاع السياحي إلى إحجام المستثمرين ورجال الأعمال ومواطني الدول العربية وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي عن المجيء إلى لبنان نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة لاسيما انعكاسات الأزمة السورية على لبنان وما خلفته من انقسام سياسي وتوترات أمنية في اكثر من منطقة.
وتساهم السياحة بحوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي في لبنان، واستعاد هذا القطاع حيويته بعد الحرب الأهلية، ولكن عاد ليتراجع اليوم لعدم وجود الإستقرار الأمني والسياسي. حالياً يشهد لبنان موتاً سريرياً في هذا المجال بعد أن كانت السياحة هي القطاع الرئيسي لإمداد الخزينة بمعظم الموارد المالية. وبالرغم من المحاولات المتكررة لإنعاش السياحة، يبقى الأمن المطلب الأساسي لدى الزائرين، الأمر الذي يطلبه اللبنانيون أيضاُ.
المصدر : نقودى
