اعتماد المطارات على الطاقة الشمسية مرهون بتوافر البطاريات والبنية التحتية
القاهرة " المسلة " … أكد عدد من المسئولين بالمطارات وخبراء الطاقة أن اقامة مشروعات للطاقة الشمسية فى المطارات مجدية اقتصاديا، شريطة أن يتم توفير البطاريات الخاصة بتخزين الطاقة، واوضحوا ان اوقات الذروة الخاصة باستهلاك المطارات والمستهلكين من الطاقة لا تنحصر فى وقت محدد، وبالتالى فإن الاستفادة من الطاقة الشمسية فى المطارات تكون نهاراً حتى غروب الشمس، وفى الليل ستضطر المطارات لاستهلاك الكهرباء من الشبكة القومية للكهرباء، مما يشكل ضغطاً على الشبكة.
ولفت هؤلاء الخبراء إلى أن استخدام الطاقة الشمسية له فوائد، من أهمها رفع العبء عن كاهل الشبكة القومية للكهرباء نهاراً بتوفير الوقود المستخدم فى توليد الكهرباء، وسيتم توريد الطاقة نهاراً للشبكة القومية، وستقوم وزارة الكهرباء بعمل مقاصة بينها وبين المستهلك لحين تحديد تعريفة شراء الطاقة، واستخدام الطاقة الشمسية فى المطارات سيشجع الشركات والهيئات الحكومية والسياحية على نشر استخدامات الطاقة الشمسية، مؤكدين ان المطارات والسياحة من اكثر الهيئات التى لديها القدرة على تنفيذ مثل تلك المشروعات نظرا لارتفاع تكلفة تلك المشروعات الخلايا والبطاريات.
وقال أشرف زكى، رئيس الشركة القابضة للمطارات، إن هيئة «الجايكا» اليابانية وافقت بشكل نهائى على قرض بقيمة مليار جنيه لتمويل انشاء مبنى جديد داخل مطار برج العرب، على أن يعمل بالطاقة الشمسية، فى ظل سعى الشركة القابضة للاعتماد على تشغيل المطارات بالطاقة الشمسية.
وأضاف أن مزايا تشغيل المطارات بالطاقة الشمسية تتركز فى تخفيض فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية فى ظل الأزمة التى تعانى منها الدولة خلال الفترة الراهنة، علاوة على الحصول على طاقة نظيفة.
ولفت إلى أنه من المقرر الانتهاء من دراسات الجدوى المتعلقة بالمبنى الجديد فى برج العرب خلال أكتوبر المقبل، على أن يبدأ بعدها طرح المشروع لشركات المقاولات بهدف التمكن من تنفيذه، مشيراً إلى أن المبنى الجديد يساهم فى استيعاب 4 ملايين راكب سنوياً، ومن المخطط الوصول بالطاقة الاستيعابية للمطار إلى 18 مليون راكب سنوياً، فى ظل زيادة رحلات الطيران المقبلة للمطار مع استخدامه للطيران منخفض التكاليف، مشيراً إلى أن الشركة القابضة تخطط لتشغيل رحلات طيران مباشر مع تركيا بهدف تعزيز الحركة داخل المطار.
وأشار إلى أن الشركة القابضة للمطارات تمكنت من تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية داخل مطار القاهرة بـ%18، من خلال تقليل ساعات تشغيل أجهزة التكييف إلى جانب تخفيض الاضاءة فى مهابط الطائرات. وأكد محمود عصمت، رئيس شركة ميناء القاهرة الجوى، أن الشركة تدرس اقامة محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن مشروع «ايربوسيتى» بهدف تخفيض فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية.
وأوضح أن المشروع يقع على مساحة 2 مليون متر مربع، ومن المقرر أن يتم طرحه خلال يناير من العام المقبل بهدف تحقيق مليار جنيه استثمارات من المشروع. تجدر الاشارة إلى أن مشروع «ايروسيتى»، هو جزء من مشروع «ايربوسيتى» المقرر تنفيذه على مساحة 8 ملايين متر مربع بهدف تحقيق استثمارات بـ32 مليار دولار عبر طرح مناطق لوجيستية ومناطق صناعية.
وقال أيمن فايق، مسئول بهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن المشروع يعد خطوة فى إطار اعتماد الجهات المختلفة على المصادر المختلفة لتوليد الطاقة بعيداً عن الطاقة التقليدية نظراً لنضوبها مستقبلاً وعدم امتلاك مصر مزيداً من تلك الطاقات، لافتاً الى ان العديد من الشركات الاجنبية عرضت تنفيذ مشروعات لإنارة الطرق والاعمدة والمطارات والمبانى بالطاقة الشمسية عبر الخلايا. وأوضح أن الوزارة ستقوم بعمل مقاصة مع المستهلكين المنتجين للطاقة الشمسية من خلال خصم الكميات المنتجة والموردة للشبكة من الكميات المستهلكة من الشبكة القومية ويقوم المستهلك بتسديد الفرق، ولن تقوم الوزارة بتسديد أى فارق للمستهلك لحين تحديد تعريفة شراء الطاقة.
وأكد أن نجاح مشروعات الطاقة الشمسية الخاصة بالقطاع الخاص والمطارات والمبانى مرتبط بتوفير البطاريات لتلك المشروعات، لافتاً إلى أنه من الصعب توفير بطاريات، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية للشبكة القومية للكهرباء لاستيعاب القدرات الكاملة التى سيتم ضخها على الشبكة القومية للكهرباء، موضحاً أن البطاريات لن تكون مجدية بشكل كامل نظراً لأن استهلاك المطارات مرتفع مقارنة بقدرة تخزين البطاريات، والتى لا تتجاوز عدة كيلووات من الكهرباء.
وقال وائل النشار، رئيس شركة «أونيرا» للطاقة الشمسية، إنه لا تنمية فى مجالات الطاقة المتجددة إلا بتحديد تعريفة شراء الطاقة، لافتاً إلى أن اغلب المطارات كانت تعانى خلال الفترة الماضية من انقطاع التيار الكهربائى وتم اتخاذ قرار باغلاق عدة ممرات لتوفير الطاقة، مطالباً بضرورة تعميم التجربة على جميع المطارات والأماكن السياحية نظراً لتخفيفها عبء توفير الطاقة، والوقود لتوليدها، بالإضافة إلى ضرورة أن يتم تنفيذ مثل تلك المشروعات بالتعاون مع الشركات المصرية ومحاولة تصنيع المكونات محلياً للعمل على تشجيع ونشر استخدامات الطاقة الشمسية.
المصدر : المال
