Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة العربية.. بين التوترات والتحديات السياسية… بقلم : محمد محمود عثمان

السياحة العربية .. بين التوترات والتحديات السياسية

بقلم : محمد محمود عثمان  …. بلغت خسائر السياحة العربية 10 مليارات دولار أو يزيد قليلا، كما فقدت أكثر من ستة ملايين سائح، في الفترة الأخيرة منذ ثورات الربيع العربي، وما زالت الخسائر مستمرة، بل سوف تتفاقم مع استمرار التوترات السياسية في الكثير من البلدان العربية، ولعل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة تعد من أهم التحديات التي تواجه القطاع السياحي العربي، الذي يعتبر من أهم الركائز، التي يقوم عليها الاقتصاد في العالم العربي، خاصة أن المنطقة العربية غنية بالموارد السياحية والأثرية، فالسياحة من أهم القطاعات التي تؤدي دورا أساسيا، في عملية التنمية الاقتصادية في مختلف الأقطار العربية، ففي مصر تشهد الساحة العديد من التوترات السياسية والأمنية التي تسببت في زعزعة الاستقرار والأمن، مما دفع بعض الدول الأوروبية إلى إصدار قرار بحظر السفر لمصر، إلا في حالات الضرورة القصوى.

 

وبالتالي تأثرت حركة الوفود السياحية القادمة لمصر بالسلب، مما أدى إلى انخفاض حركة التشغيل بالمطارات والموانئ البحرية لتصل إلى 50 %، وأن النقل السياحي تكبد 8 مليارات دولار على مدار 3 سنوات، كما أن بعض إشغالات شركات الطيران القادمة إلى مصر لا تتعدى 5 % في ظل وصول رحلات خالية تماما من الركاب وذلك عقب التحذيرات التي تم إطلاقها من قبل الدول الأوروبية بعدم التوجه إلى مصر، وقد قررت شركات عالمية كبرى تجميد رحلاتها لمصر حتى أكتوبر القادم، على خلفية الاضطرابات السياسية وأعمال العنف التي تشهدها البلاد، كما قررت شركتا "توماس كوك" الإنجليزية، و"توي" الألمانية وهما من كبريات شركات السياحة العالمية تجميد رحلاتهما لمصر حتى نهاية سبتمبر الجاري، حيث تديران وتمتلكان أكثر من 80 فندقا بالمناطق الساحلية بجنوب سيناء والبحر الأحمر في مصر، وهذه الخطوة ستعصف بإشغالات الفنادق، لاسيما في منطقتي جنوب سيناء والبحر الأحمر، ويقدر الخبراء حجم الخسائر التي منيت بها قطاعات السياحة وأسواق المال واحتياطي النقد بمصر، بنحو 83 مليار دولار تعادل أكثر من 580 مليار جنيه، ووفقاً لبيانات وزارة السياحة المصرية فقد بلغ حجم الخسائر، التي تلاحق القطاع نحو 267 مليون دولار أسبوعياً أي نحو 37 مليار دولار تعادل نحو 261 مليار جنيه، وذلك منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، وبلغت خسائر أسطول النقل السياحي خلال 3 سنوات نحو 8 مليارات دولار.

ولم تقتصر خسائر الاضطرابات الحالية في الدول العربية على القطاع محليا، وإنما امتدت إلى شركات السياحة العالمية، وأسهمها المقيدة في بورصات عالمية، فقد أعلنت المجموعة السياحية المجرية "بست رايزن"، إفلاسها، نظرا لتكبدها خسائر كبيرة فيما يتصل بأنشطة قضاء العطلات في مصر وتونس، وهما من المقاصد الرئيسية لرحلات الشركة.

 

وفي تونس تراجعت عائدات القطاع السياحي بنسبة 5.7%، مقارنة مع النتائج المسجلة خلال نفس الفترة من العام 2012، بسبب تقلص أعداد السياح الوافدين جراء الأوضاع الأمنية المتردية وازدياد الاضطرابات الاجتماعية، حيث تراجع عدد السياح الأوروبيين إليها بنسبة 7.4%، والسياح المغاربيين بنسبة 4%، إضافة إلى كل من فرنسا 17%، وإيطاليا 6%، وسويسرا 15%، وإسبانيا 4.5%، كما خسرت لبنان حتى يوليو الماضي 572 ألفا و215 سائحا وما نسبته 43.15% مقارنة مع الأشهر السبعة الأولى من 2012 كما أن نسبة تراجع الوافدين حتى يوليو الماضي بلغت 52.13% مقارنة مع الفترة ذاتها من 2012 (بلغ عددهم 871 ألفا و220 زائرا)، و24.15% في 2011 (عددهم 990 ألفا و876 زائرا)، واستغنى القطاع السياحي عن أكثر من 70% من العمال الموسميين، أي حوالي 14 ألفا، كما سرحت الفنادق غير الموسمية حتى الآن %25 من موظفيها، أي حوالي 5 آلاف موظف كما أن حوالي 180 مطعما في مناطق الاصطياف لم تتمكن من فتح أبوابها في الصيف، وأن عشرات الفنادق في الجبل مهددة بالإقفال في أي لحظة،

 

كما أن أزمتي مصر وسوريا تكبدان النقل البري السعودي خسائر فادحة، فقد تأثر المستثمرون السعوديون في مجال النقل البري بالحافلات الكبيرة حيث اهتز القطاع بشكل كبير في الموسمين الأخيرين، وتحديداً في إجازتي فصل الصيف، وذلك نتيجة استمرار الأزمات السياسية في الدول المجاورة، خصوصاً في سوريا التي تعتبر إضافة إلى كونها مقصداً سياحياً ممراً للعبور إلى دول لبنان وتركيا للسياحة، ونظرا للخسائر الفادحة، فقد فضل البعض الانسحاب، خصوصاً صغار المستثمرين، بالإضافة إلى أن ترقب الوضع الراهن في سوريا الآن يؤثر على قطاع السياحة وليس على المستوى العربي فقط، بل على المستوى العالمي أيضا، ولسوف يظل القطاع السياحي العربي على هذا الوضع من التردي إذا ظل يعاني من التوترات السياسية وعدم الاستقرار وفقدان الأمن، وهما من أهم مقومات ازدهار السياحة، الأمر الذي يحتم علينا التفكير الجدي لوضع إستراتيجية عربية موحدة، لمعالجة الأزمات السياحية، والحد من تفاقم الخسائر على القطاع السياحي العربي، الناجمة عن الأوضاع السياسية المضطربة التي يعاني منها الشارع العربي وتهدد سلامة السائحين والمستثمرين من مختلف الجنسيات، وتحول دون دخول رؤوس الأموال الجديدة.
 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله