موسم ثقافي حافل بالأنشطة في دار الآثار الإسلامية
حددت دار الآثار الاسلامية اليوم انطلاق فعاليات موسمها الثقافي التاسع عشر، والذي يستمر حتى نهاية مايو من السنة المقبلة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي اقامته الدار من اجل القاء الضوء على اهم الانشطة التي ستعقد خلال موسمها الثقافي الجديد التي تتنوع عبر مجموعة كبيرة من المحاضرات، تستضيف خلالها الدار كبار العلماء ونخبة من المتخصصين في الفنون الاسلامية والتراث والادب. كما يضم برنامج الموسم 19 انشطة ديوانية الموسيقى من امسيات كلاسيكية تعكس تراث الموسيقى الخليجية والعربية والعالمية، فضلاً عن استضافة الدار هذا الموسم بعض الفعاليات المسرحية الكويتية الهادفة والتي تلقي الضوء على القضايا المجتمعية من خلال ابداعات يقدمها المسرح الكويتي المعاصر وذلك بحضور مدير ادارة البرامج الاعلامية والتقنية والعلاقات العامة في الدار اسامة عبدالحميد البلهان.
للسينما حضور في موسم هذا العام، حيث ستكون هناك عروض سينمائية اجتماعية وثقافية تعكس ايضاً بعض الاشكاليات المجتمعية تقدمها الدار ضمن برنامجها بغرض فتح آفاق جديدة لنشر الوعي الثقافي والاستفادة من كل ما هو جديد في العالم، الى جانب مجموعة من ورش العمل الفنية التي تقام ضمن فعاليات مركز الميدان الثقافي، علاوة على بعض الفعاليات التي يقدمها «مركز الامريكاني الثقافي». وتنطلق اليوم اولى المحاضرات والتي يقدمها زياد طارق رجب، بعنوان «كنوز من العالم الاسلامي تحف طارق رجب» وتستعرض اهم ما تحتويه مجموعة طارق رجب الفنية من مخطوطات وتحف.
ويضم متحف طارق رجب مجموعة من المخطوطات والخزف والمشغولات المعدنية والحلي والنسيج والاسلحة وغيرها، وسيتم عرض واحد او اثنين من الاهتمامات الفريدة بكل قسم/ فئة تمت زيارتها ومناقشة الغرض من ابراز التاريخ والخلفية ليس فقط لقطعة فنية بعينها، ولكن للفئة عموماً.
فالمخطوط الذي وضعه «ياقوت المستعصمي» في القرن 13م، والاناء الاسباني المغربي من القرن 14م، والمبخرة البرونزية من القرن 12م من الفترة الغزنوية هي قطع لا تقدر بثمن ومن الكنوز التي سيتحدث عنها المحاضر في المحاضرة.
يذكر ان زياد رجب هو مدير المدرسة الانكليزية الحديثة وعضو مجلس ادارة متحف طارق رجب، بالاضافة الى انه متخصص في الموارد البشرية، كما انه فنان موهوب تعلم فن تجليد الكتب من دون شهادات رسمية، وكذلك فن الاضاءة، وفن البورتريه، والتصوير الزيتي، والخزف، والسابعة مساء من الرابع والعشرين من الشهر ذاته يقدم فريدريك سبولر ورشة فنية في مركز الامريكاني الثقافي، وستكون اولى الورش التعليمية ضمن برنامج الدار عن «السجاد في العالم الاسلامي» مع الباحث فريديك سبول، في مركز الامريكاني الثقافي.
اما في السابع من اكتوبر المقبل، فتستضيف الدار سليماني زيغيبور وهو صحافي وكاتب مقال، وكبير محرري قناة (TV5) الناطقة بالفرنسية، ومحاضر في منتون وبوليتيير، حيث يجري ندوات وحلقات نقاش حول «الجغرافيا السياسية للاديان» ويتناول في محاضرته موضوع «الاسلام اقدم الديانات في اوروبا». ويحاضر سليماني زيغيبور عن قصة التراث الاوروبي، واصفاً الممارسات الثقافية للمسلمين في هذه القارة.
وعن «سيفيزو كنز مدهش»، تحاضر «آنا بنيت»، وهي دكتورة تحمل درجات فخرية مع مرتبة الشرف في المحافظة على الآثار وعلوم المواد من معهد الآثار في جامعة لندن، كما تحمل الزمالة في متحف جي بول جيتي، وحصلت على الدكتوراه في العام 1988م من جامعة لندن قبل أن تناول شهادتها ودرجة الزمالة حول التمدين القديم. وبينت مديرة مشروع المحافظة على الآثار وبرامجه التلفزيونية والتاريخية مع هيئة الاذاعة البريطانية (BBC)، وشاركت في تأليف كتب عن ذخائر الفضة في سيفزو الرومانية، ونشرت أوراقا علمية حول الصيانة والحفظ والتمدين القديم في العديد من المجلات العلمية.
تتناول المحاضرة الفترة من العام 350 إلى 450 ميلادية عندما حصل كنز سيفزو الروماني على اسمه من الاهداء المسجل على لوحة حديد كتبت عليها باللاتينية «ارجو أن تكون هذه يا سيفزو لك لازمان كثيرة وآنية صغيرة لخدمة ذريتك بجدارة». وظل هذا الكنز مدفونا لمدة 1500 عام، وسوف تقدم آنا محاضرة مصورة تصف مكونات هذا الكنز بالتفصيل.
واما اولى محاضرات شهر نوفمبر المقبل، فتلقيها نيفينا حيدر، وتتناول رومانسية الصوفيين في الدكن. وعن «اللغة معجزة الانسان» يحاضر فهد راشد المطيري، كما يلتقي جمهور الدار بنوربيدج في محاضرة عن سامراء عاصمة العباسيين، فيما تحاضر آمنة طه حسين عن الرسام المغولي بازاوان، ويتحدث السفير ورنر دوم عن اعظم اثنين من مفكري اليمن في العصور الوسطى، ويتناول بيير لوري الابعاد الدينية في تفسير الاحلام في العصر الاسلامي القديم.
وتحرص الدار على التنوع الفكري، فتعرج في ديسمبر لمحاضرة عن الكتاب في اسبانيا، وتستضيف المحاضر نيقولاس روزيير الذي سوف يتحدث عن كتاب تاريخ ميمورية درس في تاريخ اسبانيا برواية عربية. وعن العالم الاسلامي في القرن الرابع عشر، ومن خلال رسالة الحضارة وابقاء المتلقي على بينة من محطات من حضارته ستحاضر فالنتينا كولومبو حول رؤيتين للعالم الاسلامي في القرن 14، رؤية ابن خلدون وابن بطوطة، وتقدم مقارنة بين المنهجين. ولرؤية فكرية وتاريخية، تحاضر باربرا بويم عن القدس في العصور الوسطى، وتحرص الدار على تتابع التاريخ في الجزيرة العربية، والتي ستحاضر حوله مها السنان عن الفنون في «الجزيرة العربية» نطقتان بينهما ألف عام».
اما جديد الموسم الثقافي، فتقدم الدار عرضا لمجموعة من الافلام المختارة وثائقية واجتماعية يبلغ عددها 12 فيلما، منها الفيلم الوثائقي الاميركي «عندما كنا ملوكا» ويعرض في 22 اكتوبر، يليه الفيلم الدرامي الالماني «حياة الآخرين» والذي يقدم في شهر ديسمبر، وكذلك فيلم «الطلاق على الطريقة الايرانية»، اما الفيلم الوثائقي من الدراما اليابانية «الاقلاع»، فسوف يعرض في شهر مايو 2014، وعدد آخر من مختارات الافلام. وتدشن ديوانية الموسيقى في الدار اولى فعاليات الموسم الموسيقية والتي تقام الاربعاء من كل اسبوع في مركز الميدان الثقافي في السابعة مساء، وتشارك في الامسية الاولى فرقة بن حسين البحرية التي تستعيد روائع اغاني البحر الكويتية القديمة. كما تطلق الدار خلال موسمها الجديد تقليدا جديدا بعنوان «يوم عائلي» الذي يقام مرة واحدة كل شهر، وخصص له يوم السبت الاخير من كل شهر، ويبدأ من الواحدة ظهرا وحتى السادسة مساء، حيث تجتمع فيه العائلة حول مفهوم محدد يثير شغفهم للتفكير مع كل لقاء، وسيقام اول هذه الايام العائلية يوم السبت 28 سبتمبر 2013، بعنوان «يوم في الاميركاني الثقافي».
كما يتضمن الموسم الثقافي امسيات موسيقية من الكويت والهند والعراق وافغانستان ومصر واليمن وروسيا والنمسا وشمال افريقيا، وتقدم خلال الامسيات فنون الموسيقى التراثية الكويتية إلى جانب الموسيقى العالمية الكلاسيكية واخرى تعبر عن فنون هذه البلاد.
المصدر : الراى