تركيا وجهة العراقيين الأولى للسياحة
بغداد "المسلة" … واحد بعد آخر، ترجل عراقيون من سيارات أجرة عند شركة سياحية في العاصمة بغداد، استعدادا للسفر على إحدى رحلات الشركات السياحية إلى تركيا، التي باتت بحسب أصحاب شركات السياحة وجهة العراقيين الأولى للسياحة.
ناصر أحمد 42 عاما ويعمل موظفا (بالقطاع الحكومي)، وهو من سكان بغداد، حصل على إجازة من وظيفته لمدة 21 يوما، حتى يتمكن من السفر إلى تركيا.
يقول عن رحلته “هذه المرة الأولى التي أسافر فيها إلى تركيا، الدولة الجميلة في طبيعتها، ذات الأجواء المنعشة مقارنة بجو العراق الحارق حيث درجة الحرارة تصل الى تفوق 45 درجة مئوية”.
وأضاف أحمد “أرغب بالسفر إلى تركيا بعدما سمعت الكثير عنها وجمال الطبيعة واعتدال الجو فيها من العوائل العائدة من زيارتها، حدثوني كيف استمتعوا بوقتهم هناك”.
ومضى بالقول “لا يوجد لدينا متنفس آخر غير تركيا خاصة بعد تعذر السفر إلى سوريا بسبب الأحداث فيها”.
“اختصارا للوقت والمصاريف والمسافة أختار تركيا”، بحسب المواطن العراقي ناصر أحمد.
أما المواطن علي عبد الحسن 55 عاما، ويملك متجرا في بغداد، فقال إنه وزوجته يمضيان أياما خارج العراق خلال فصل الحر، “وغالبا ما نختار تركيا لرخص الأسعار ولتقارب الثقافات خاصة أنها دولة مسلمة، وأنا لدي عائلة ونحن في مجتمع شرقي، لذلك نختار محافظات تركية معينة للذهاب إليها مثل اسطنبول، وأنقرة، وطربزون”.
ويضيف عبد الحسن” دائما أختار شهر (يوليو) تموز أو (أغسطس) آب أو (سبتمبر) أيلول للسفر لأن الجو فيهما شديد الحرارة ولا يطاق في العراق، فأقوم بترك العمل متجها للسياحة وهذه المرة الثالثة التي أذهب فيها لتركيا بعد أن لمست جمال وأصالة هذا البلد”.
ومضى قائلا “مدينة طربزون تعد إحدى جنائن الله على الأرض حيث جمال الطبيعة لا يوصف، سافرت إلى عدد من مدن الاتحاد السوفيتي السابق وكذلك بعض المدن الأوروبية ولم أجد أجمل من طربزون”.
وأضاف عبد الحسين أن “سعر الرحلة هي 1200 دولار للشخص الواحد مع فندق أربع نجوم وتذكرة الطائرة على الخطوط الجوية التركية”.
الشاب عمر أحمد (35 عاما) ويعمل لدى إحدى شركات القطاع الخاص ببغداد، قال إنه قرر السفر إلى تركيا برفقة صديق له يتقن اللغة التركية، ويعتقد أن ذلك سيسهل عليه قضاء رحلة ممتعة.
ويضيف أحمد “على الرغم من مشقة السفر برا، إلا أنه يحمل في طياته متعة جميلة لأنك ستستمتع بكل ما في الطريق وستدخل مدن تركية لم تدخلها سابقا”.
ويمضي أحمد “تركيا مكلفة ماديا بالنسبة لنا مقارنة بإيران والأردن إلا أنها الأجمل، وهي المتنفس الجميل الوحيد لنا بعد سوريا”.
وتابع “تقل تكلفة السفر برا عن السفر جوا بنسبة كبيرة حوالي 500 دولار سيكون الفرق بين السفر برا وجوا”.
حسن المهدي صاحب شركة الأمراء للسفر والسياحة اعتبر تركيا “البلد ذي الشعبية الأولى للسياحة في العراق لأنها جميلة وإجراءات الفيزا للسفر اليها سهلة”.
ويضيف صاحب شركة الأمراء لوكالة الأناضول أن “من بين الدول التي يفضل العراقيون السفر إليها في موسم السياحة الصيفية هي لبنان، وماليزيا ، وتركيا، وجورجيا، وسوريا، إلا أنه بعد أحداث سوريا أصبحت تركيا تتمتع بالمرتبة الأولى في السياحة”.
ويشير المهدي إلى أن “حجم الحجوزات للسفر لأغراض السياحة إلى تركيا ازدادت بمقدار ثلاثة أضعاف بعد أحداث سوريا”.
ويمضي بالقول “سابقا كان مجموع الأفواج السياحية في أوقات الصيف فوج سياحي يوميا، والآن نُسير ثلاثة أفواج يوميا، من شركتنا فقط”.
ويضيف المهدي أن “اغلب المسافرين إلى تركيا يذهبون عن طريق الجو لبعد المسافة التي تستمر ما يقارب 36 ساعة برا، 90% يسافرون جوا وما يقرب 10% برا”.
وعن أبرز المناطق التي يحب العراقيون زيارتها يقول المهدي “المساجد الأثرية والتي تعود إلى حقب السلاطين العثمانيين والمعابد والمدن الشاطئية والأسواق هي أهم ما يفضله العراقيون عن غيرها”.
فيما تشكو شركة قرطبة للسفر والسياحة ببغداد من ارتفاع أسعار تذاكر السفر على طائرات الخطوط الجوية التركية، مطالبا بتقليلها للعراقيين.
ويقول مدير الشركة شاكر كاطع إن “أجور السفر تعد التحدي الأكبر الذي يواجه شركات السياحة والعراقيين”، مشيرا إلى إن “أجرة تذكرة الطائرة عبر الخطوط التركية تبلغ بين 650 و 700 دولار وهذه أجرة باهظة مقارنة بباقي الدول”.
ويضيف كاطع أن “أجور تنظيم الرحلات بشركتنا مناسبة مقارنة ببقية الشركات، إلا إننا لا نستطيع تقليل الأجور بسبب أسعار تذاكر الطائرات”.
وبحسب كاطع فإن “السفرة السياحية للشخص الواحد عبر شركتنا هي 1100 دولار وهو أدنى ما يمكن ان نخفضه”. لافتا إلى أن “سعر التذكرة على الخطوط التركية في اوقات الذروة يبلغ في بعض الاحيان 700 مع أجرة الفندق لمدة عشرة أيام وجولات سياحية الى ثلاثة مدن”.
واشار كاطع الى وجود منافسة لتركيا وهي جورجيا بعد أن خفضت أجور السفر على طائراتها إلى 550 دولار، وفي بعض الاحيان 500 دولار، مما يخفض سعر الرحلة ويدفع عددا من السياح إلى تغير الوجهة من تركيا الى جورجيا”.
ومضى بالقول “تركيا لدينا في الحجوزات تحتل المرتبة الأولى بعد أحداث سوريا، حيث إن عدد الافواج السياحية الى تركيا بعد أحداث سوريا ارتفع كثيرا، فسابقا كان لدينا فوجان كل أسبوع، والآن بين خمسة إلى سبعة أفواج، كل فوج يقارب ما بين 70 إلى 100 شخص”.