العمارة التراثية في لبنان مهددة ومحاولات مدنية للحفاظ عليها
بيروت "المسلة"… ادى التقدم العمراني بانماطه الحديثه وغاياته التجارية الى الطغيان على الابنية التراثية وطابعها المميز في العاصمة بيروت والمدن والبلدات اللبنانية على اختلاف مناطقها.
ودفع التراجع الملحوظ في الابنية التراثية خلال الاعوام العشرة الاخيرة الى تحرك المجتمع المدني وقيام عدد من المؤسسات والجمعيات الاهلية بانشطة مختلفة وجهود متنوعة لحماية التراث والحفاظ عليه.
واطلقت (جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون) حملة وطنية للحفاظ على العمارة التراثية في لبنان من منطقة حاصبيا في الجنوب الى باقي البلدات اللبنانية بالتعاون مع البلديات ووزارتي الثقافة والسياحة.
ومن المقرر ان تبدأ الحملة بعملية تصوير العمارة التراثية في معظم القرى والبلدات التراثية تمهيدا لاقامة معرض صور عن العمارة الخاصة بكل بلدة داخل البلدة المعنية وطباعة كتيب للتعريف باهميتها تستخدمه البلديات لإيجاد تمويل لترميمها.
وقال رئيس الجمعية شوقي دلال في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الهدف من الحملة "إحياء الارث الوطني عبر العمل على أرشفة العمارة التراثية في لبنان بالصور الفوتوغرافية وإقامة المعارض في كل بلدة يطالها المشروع لتمكين المواطنين التعرف على تراث بلداتهم من خلال الصورة وعرض الأفلام الوثائقية".
واضاف دلال انه سيتم إصدار كتيب عن كل بلدة يضم الصور التي جرى عرضها في المعرض ليكون مادة إعلامية وسياحية يساعد البلديات في تكوين ملف خاص بالعمارة التراثية تمهيدا للقيام باعمال الترميم.
ولفت الى ان الجمعية ستتكفل بتقديم الدراسات والنصائح لإعادة الترميم والبناء في العمارة التراثية بالتعاون مع كبار المهندسين المختصين في هذا المجال.
واوضح انه سيتم التوجه للتنظيم المدني بكتاب مرفق مع هذه الملفات لإصدار القوانين الملزمة لتصنيف هذه المناطق كقرى تراثية يمنع فيها إعطاء رخص البناء العشوائية التي لا تراعي العامل الاثري والتراثي.
وسيجرى الترويج السياحي لهذه العمارة من خلال مطبوعات سياحية متخصصة والعمل مع وزارة الخارجية والسفارات اللبنانية في العالم لاقامة المعارض في دول الانتشار اللبناني وتمكين اللبنانيين المهاجرين والمتحدرين من أصل لبناني من التعرف على بلداتهم الجميلة ووطنهم.
ويشتهر لبنان في المنطقة العربية بنوع العمارة التقليدية الفريدة التي تقوم على الحجر الطبيعي مع ادخال الخشب والقرميد الاحمر اليه والاشكال الهندسية التي تدور حول القناطر الحجرية التي تحتل واجهة المنزل ما يجعل من المنازل زينة تضفي رونقا على جمال الطبيعة الخضراء.
من جهته افاد الاستاذ الجامعي المتخصص في التنظيم والتخطيط المدني سيرج اليازجي في تصريح مماثل ل(كونا) ان ميزة البناء التقليدي اللبناني انه صديق للبيئة لانه يستخدم المواد الموجودة في المنطقة التي يشاد فيها البناء من صخر او تراب او خشب.
واشار اليازجي في هذا الصدد الى ان تصميم النوافذ والواجهات وسماكة الجدران تساعد في توفير استهلاك الطاقة لان بناء الحجر وما يسمى بالعقد "الغرف ذات السقوف المبنية من الحجر كاقواس" تحافظ على برودة الغرف نهارا وتمنع من فقدان الحرارة من الغرف ليلا.
وشدد على اهمية وجود قوانين تحمي الابنية التقليدية التي تحول قسم كبير منها الى ابنية تراثية.
وكانت حملة مشابهة تحت عنوان (إنقاذ إرث بيروت) قد انطلقت في العام 2010 لنشر التوعية حول القيمة التاريخية والعمرانية للأبنية التراثية في بيروت والتي نجحت في حماية 37 مبنى قديم من الهدم بانتظار تصنيفهم كأبينة تراثية.
يذكر ان مجلس الوزراء اللبناني وافق في العام 2007 على مشروع قانون "حماية المباني والمواقع التراثية" الا انه لا يزال أسير أدراج مجلس النواب