Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السليمانية أنموذجاً..الســـياحة فــي كردســـتان ترفـــع شــــعار الأمــــن والســــــلام

 

السليمانية أنموذجاً..الســـياحة فــي كردســـتان ترفـــع شــــعار الأمــــن والســــــلام

السليمانية "المسلة"…. يشكل القطاع السياحي في العديد من بلدان العالم، الرافد الرئيس للدخل الوطني فيها، خصوصاً تلك البلدان التي تقل فيها المصادر والموارد الطبيعية لاقتصادها، لهذا باتت اكثر الأمم تولي اهتمامها المتزايد والكافي بهذا القطاع الحيوي للاقتصاد، لما توفر للبلاد ولمواطنيها من العمولة، وما تروج هذه البلدان السياحية من خلالها عن معالم تاريخها وثقافتها بين الأمم الأخرى، بأبسط الوسائل.

وبلاد الكرد، بموقعها الجغرافي بين القارة الآسيوية والقارة الأوربية، غنية بالمعالم السياحية الدينية، الاثار التاريخية، وطبيعتها الآخاذة. والآن، بالرغم من بكر التجربة الكردية في مجال السياحة والاستثمار السياحي، تسويقا وترويجاً، شغلت السياحة خلال السنوات العشرة الماضية، موضعا مرموقاً من اهتمامات حكومة اقليم كردستان العراق، وخلال هذه السنوات قطعت أشواطاً كبيرة، وإن كانت لا تزال تستلزمها الكثير والكثير.. (الاتحاد) بدورها، أرادت أن تتوقف عند هذه التجربة الوليدة في الاقليم، من خلال أخذها النموذج السياحي في محافظة السليمانية، لتقدير ما وصل إلى هذا القطاع الاقتصادي والثقافي الهام في حياة الأمم. وزارت الهيئة الإدارية للمديرية العامة للسياحة في السليمانية، وألتقت بالمسؤولين عن هذا القطاع، من خلال حوارها التالي معهم بحسب أخبار العراق:

حبذا لو تعطونا فكرة عامة عن المديرية، وأهم المهام والاختصاصات المنوطة بها، خصوصاً في مجال تنظيم عمل الفنادق والاماكن السياحية في محافظة السليمانية؟

بصورة عامة، تتألف مديريتنا العامة للسياحة من عدة مديريات فرعية، حيث تختص كل مديرية فرعية بعمل إداري مكمل للآخر. ومن أهم هذه المديريات:

– مديرية التخطيط: وهي التي ينحصر دورها في وضع الخطط والمشاريع السياحية المستقبلية في جميع مناطق المحافظة، بموجب الميزانية المرصودة، التي تخصصها الجهات المعنية في حكومة اقليم كردستان العراق، ضمن خططها التنموية بالقطاع السياحي، خلال السنة الواحدة. وضمن هذه المديرية أيضاً قسم للإحصاء، حيث يرصد على مدار أيام العام من خلال نقاط الحدودية الإدارية لبلدية السليمانية عدد السياح الوافدين إلى المحافظة، سواء أكانوا من المواطنين العراقيين أو من الاجانب. وتتم بعد ذلك بنقل تلك المعلومات الإحصائية خلال السنة الواحدة إلى اللجان المختصة في المجلس التشريعي الكردستاني.

– مديرية الشؤون الهندسية: وتنقسم هذه المديرية بدورها إلى عدة أقسام فرعية ومتتمة لبعضها البعض، وهذه الأقسام هي: قسم التنفيذ والإشراف على المشاريع التي أعددناها وقدمناها إلى حكومة الاقليم، ضمن خطتها التنموية بمجال الساحي. وقسم المسح، بالإضافة إلى الأقسام الإدارية المعتادة التي تقوم على أية مديرية، كقسم الإعلام، القانون، الحسابات، التدقيق، إبرام العقود. غير أن قسم الإعلام لدينا يكاد يكون مديرية بذاتها، نظراً لما تقوم به من الأعمال الترويجية والتسويقية، وإصداره للدوريات ودليل السياحة، والبروشات والارشادات والتوجيهات السياحية وخرائطها، من خلال تنسيقه مع الجهات والمديريات ذات الصلة بموضوع السياحة في المحافظة.

– مديرية شؤون السياحة العامة، وهذه المديرية تتفرع أيضاً إلى عدة أقسام، أبرزها قسم منح الرخص والإجازات بفتح وإدارة الأماكن السياحية والترفيهية في المحافظة، قسم التصنيف، وهذا القسم يقوم بتصنيف وترتيب المناطق والأماكن السياحية وفق درجات وقوائم وموصفات محددة، معدة من قبل مديريتنا، إضافة إلى قسم التفتيش والتقصي: التي تجوب يوميا على كافة المناطق والاماكن السياحية والترفيهية والتحقق من مدى التزامها بالشروط والمواصفات المطابقة التي منحت الرخصة على أساسها لها. وذلك من خلال لجان مختصة بقطاع معين كتحديد درجة الفنادق بالنجوم، وكذلك بالنسبة للمطاعم والملاهي .

السياحة عموماً متربطة بالأمن والسلام لجذب الستثمرين والسياح الوافدين، إلى أي مدى هذه المعادلة متحققة لديكم؟
لعل المثال الحي للايجابة على سؤالك الهام هذا، ما يمكن ملاحظته، إذا ما قارنا وتيرة حركة السياحة في اقليم كردستان العراق، بما هو عليه في مناطق الوسط والجنوب من العراق عموماً. نجد أن حركة السياحة في الاقليم كبيرة ومتسارعة عاما بعد عام، وهذا بطبيعة الحال تحقيق لعناصر معادلة (الأمن والسلام مرتبط بنمو السياحة). مع التنويه إلى نقطة اخرى وهي تعاون أهالي محافظة السليمانية مع الجهات الرسمية في تأدية واجباتها على أكمل الوجه.
تنسيق دائم ومتواصل

كيف تنسقون عملكم مع المديريات الأخرى، الأمن، الآثار، نقابة سائقي المركبات العامة؟

نعم لدينا تنسيق متواصل مع المديريات التي ذكرتها، ففيما يخص بمديرية الآثار، فطبيعة تنسيقنا معها تتركز في مجال المشاريع السياحية للمواقع الآثرية في المحافظة، لأن تنفيذ أي مشروع سياحي مرتبط بالمواقع السياحية تشرف عليها مديريتنا، من خلال إصدارها لمخرجات وإبرام عقود المقاولة مع الجهات المستثمرة.. هذا بالإضافة إلى أن أي موقع أثري يتم الترويج له، عن طريق مديريتنا، سواء بالتسويق والدعاية أو الاستثمار..

أما بخصوص تنسيقنا وتواصلنا مع الجهات الرسمية الامنية، فهو متواصل وفي جميع المجالات بما يؤمن السياحة الآمنة، للسياح.

أما مع تواصنا مع نقابة سائقي السيارات العامة في المحافظة، فليست لدينا أية صلة أو تواصل، وإنما لدينا تعاون وتواصل مع الشركات السياحية، ومكاتب السياحة والسفر، التي تنظم الرحلات بنقل السياح كمجموعات سياحية في المحافظة.
استراتيجية مديريتكم، وهل لا زلتم تعتمدون على الخطط والتمويل الحكومي؟

بالتأكيد، مديريتنا تعتمد كلياً على مخصصات من الميزانية العامة التي تعدها لنا حكومة الاقليم وفق ما نقدم من مشاريع وخطط. وفي المقابل تذهب جميع عوائد مديريتنا إلى الخزينة العامة، لأن ببساطة تعتبر مديريتنا مديرية حكومية، وبالتالي يكاد ينعدم وجود القطاع الخاص في عمل مديريتنا، وكل ما تصل إلينا من مخصصات هي في حدود ما أعددناه من خطط ومشاريع، ضمن خطة الحكومة في مجال التنمية بهذا القطاع على مراحل..

*مشاريع قائمة ومستمرة

أهم الملفات التي تحتل أولويات مديريتكم؟

لان رغبتنا منصب على زيادة عدد السياح، وتوفير الأجواء الملائمة لجذب الاستثمار، لهذا نحن بصدد عدد من المشاريع ذات الأمد القصير وأخرى طويلة الأمد. ومن بين تلك المشاريع مشروع قرية الكاكائيين، ومشروع كهف ساركالو الدينية للطائفة البهائية، وآخر للطريقة النقشبندية، والطريقة القادرية، وكذلك مشروع لامداد طرق إلى مناطق جبلية مستعصية الوصول إليها، كما هو عليه في منطقة دربنديخان الجبلية الرائعة. كذلك نحن بصدد مشروع التهيئة لاستقبال السياح للتطبيب والمعالجة الطبيعية بمياه ينابيع خورمال.. وتعهدت شركة نمساوية – لبنانية مشتركة بتنفيذ أغلب هذه المشاريع الآنفة الذكر.

أهم المعوقات التي تعترض تنفيذ مشاريعكم؟

هنالك معوقات كثيرة، لكن من أبرزها هو معوق ملكية الأراضي، حيث أغلب الأراضي خارج بلدية السليمانية غير مسجلة لدى دائرة التسجيل العقاري، مما يسبب مشاكل كثيرة ومعقدة بيننا وبين الأهالي..

ومعوق آخر هو إداري، يتعلق بتنفيذ المشاريع، حيث يعتمد تنفيذ المشاربع على الشكليات الإدارية المعقدة الروتينية، وذلك بتأخير وتعطيل المصادقة على الميزانية المخصصة للمشاريع التي نحن بصدد تنفيذها، في أوقات محددة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إلى الآن لم نتلق أية دفعة من دفعات من المخصصة للمشاريع في هذا العام، ونحن الأن في الشهر السابع.

في ظل عدم توفر معاهد فندقية وسياحية لاعداد كوادر متخصصة، كيف تلبون الاحتياجات السياحية والفندقية في السليمانية؟

وقد أجاب على هذا التساؤل مدير الشؤون السياحية السيد “مصطفى حمه رحيم” بقوله: في الحقيقة إن الموضوع في غاية من الأهمية، حيث عدم وجود مثل هذه المعاهد المتخصصة الفنية، لا يلبي احتياجتنا الخدمية اللازمة، وهذا ما يجبرنا الاعتماد على الايدي من المحافظات الكردستانية أو العراقية الأخرى، أو حتى الأجنبية..

عدد السياح الوافدين كمعدل سنوي، هل هي في تزايد أم في تراجع، خلال السنوات العشرة الماضية؟

السيد “مصطفى حمه رحيم”: نظراً لأن الاقليم يتمتع باستقرار أمني وسياسي بشهد له، لهذا خلال السنوات العشر الماضية حسب الاحصائيات الرسمية المتوفرة لدينا تشير الى تزايد اعداد السياح والمستثمرين سنة بعد أخرى، وهذا طبعا مؤشر ايجابي.

البنية التحتية السياحية في محافظة السليمانية الحالية، هل تستوعب ايواء السياح، وأي نوع من السياح يزورون المحافظة؟

وبخصوص هذا الموضوع التقينا بمدير المشاريع الهندسية السيد “نامق محمد شريف” الذي أجاب على تسؤلنا هذا بقوله:

رغم الحركة العمرانية المتسارعة في الاقليم، غير أن البنية التحتية للسياحة فيه، ليست في مستوى الذي يغطي ويستوعب بالشكل الأمثل للسياح الوافدين إلى الاقليم على وجه العموم، ومحافظة السليمانية على وجه الخصوص، لا سيما في المناسبات الكبرى، كأعياد النوروز.

لكن أعتقد أنه في غضون السنوات القليلة المقبلة، سوف نغطي هذا الجانب أيضاً، نظراً لكثرة المشاريع والخطط التي نحن بصدد انجازها منذ أعوام وإلى الأن نحن مستمرون فيها.. من خلال توفير الفنادق والموتيلات والشليهات السياحية..
أما نوع السياح الذين يقصدون السياحة في محافظة السليمانية، حسب التقديرات المتوفرة لدينا، فأغلبهم ممن يأتون للاستجمام في المناطق الطبيعية الخلابة، خصوصا من مناطق الوسط والجنوب العراقيين، وأأيضاً من ايران..

هل أقمتم أو شاركتم بمعارض للترويج والتسويق عن المعالم السياحية في محافظة السليمانية؟

السيد “نامق محمد شريف”: مشاركتنا في الواقع الأمر محدود جداً، اذ لم نشارك سوى في معرض واحد اقيم على الأراضي الهولندية.. وفي الأشهر المقبلة نحن مدعوون إلى مؤتمر سياحي في لندن بهدف الترويج عن المعالم السياحية في الشرق الاوسط، ومن أجل فتح باب الاستثمار وتشجيع السياحة.. ونأمل أن نشارك فيها..

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله