يا إمامنا الأگبر.. لا تحزن من تطاول »الناقص« أردوغان بقلم : جلال دويدار
بقلم : جلال دويدار
لم يكن غريبا حالة التطاول والسفالة التي مارسها رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا ضد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الإسلام والأزهر الشريف الذي يتحمل مسئولية الدعوة الإسلامية وتنقية الدين الحنيف من اعتداءات وانحرافات أمثال هذا التركي الذي يمكن وصفه »بأدب سيز«.. أي انه غير المؤدب.
كما هو معروف فإن هذا »الأرزوقي« أردوغان يتبع نفس أسلوب الخداع والتضليل والمتاجرة بالدين التي كانت طريق جماعة الإرهاب الإخواني في سرقة ثورة ٥٢ يناير والقفز علي حكم مصر. انهيار هذه التوأمة غير الشرعية أثارت حفيظته وهو ما أصابه بنفس حالة »الهلوسة« الإخوانية التي جعلته ينسي من هو وبالتالي الوقوع فريسة السلوك الخارج عن كل القيم والأعراف. انني أقول لإمامنا الأكبر الدكتور أحمد الطيب لا تغضب فإن ما أقدم عليه التركي أردوغان ينطبق عليه بكل الأمانة بيت شعر الشاعر العربي »الفرزدق« حين قال: إذا جاءت مذمتي من ناقص فهي شهادة بإني كامل.
< < <
ان سقطة أردوغان إنما تعني بكل المقاييس افتقاده للتربية الدينية الصحيحة. هذا جعله لا يدرك قيمة الأزهر الشريف أكبر مؤسسة إسلامية في العالم وقدر شيخه وإمامه الذي يعد من أفاضل وأجل علماء الدين الإسلامي. انه وبهذا السلوك المنحرف خالف كل قيم الدين الأصيلة وأثبت جهله بمبادئه وآدابه العظيمة.
ماذا ننتظر من مثل هذه الشخصيات الجاهلة التي امتهنت التجارة بالدين ولجأت إلي كل الوسائل غير المشروعة سعيا إلي المكتسبات الدنيوية وخدمة أهداف غير إسلامية أو إنسانية. ليس من تفسير لقلة الأدب هذه والتي تمثلت في الإساءة للإمام الأكبر ومؤسسة الأزهر الشريف سوي انها تجسيد لحجم الصدمة والاحباط الذي تعرضت له آمال التآمر والعمالة بعد نجاح الشعب المصري في اسقاط حليفه المتمثل في حكم جماعة الإرهاب الإخواني.
< < <
لاجدال ان سلوكيات أردوغان المجنونة ليست سوي تأكيد علي أن ثورة الشعب المصري كانت بمثابة ضربة قاصمة إلي المخطط الامبريالي الصهيوني الذي كان مشاركا فيه بهدف تصفية العالم العربي وفي مقدمته قلبه النابض مصر. من المؤكد انه كانت هناك وعود قد أعطيت له بأنه سيكون له نصيب في كعكة تدمير العالم العربي القائمة علي نهب ثرواته وتصفيته حضاريا.
لا يمكن الفصل بين هذه الصدمة التي أصابته بمرض »الهلوسة« وبين الدور المريب التآمري الذي يقوم به لاتمام عملية تدمير سوريا وفك مفاصلها كدولة. أصبح واضحا وجليا ان هذه الاستراتيجية موجهة ضد سيادة ووحدة الأراضي السورية والأمة العربية والتي تصب أولا وأخيرا في صالح إسرائيل. أرجو أن نكون قد تنبهنا لمحاولة خداعنا بهذه الصفقة الفاسدة المتفق عليها والتي كان محورها اختلاق نزاع صوري مع هذه الدولة الحليف والصديق علي مدي سنوات وسنوات دون أي اعتبار للحقوق العربية.