Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

فرعون لـ النهار: الأجدى أن نطلق على الموسم السياحي (صيفاً آمناً) بدلاً من صيف أمني

السياحة الريفيّة مستدامة ونسبة الإشغال في بيوت الضيافة 100% بين أيار وتشرين الأول

 

بيروت …. في كل سنة يعوّل القطاع السياحي على موسم واعد يعيد اليه أمجاد أعوام خلت، ولكن الأحداث الأمنية والتوترات السياسية التي تحصل بين الفينة والأخرى تنغص على القطاع آماله، خصوصاً مع اشتداد وطأة المقاطعة الخليجية للبنان. فما هي الخطط التي سيعتمدها وزير السياحة ميشال فرعون للخروج من هذا النفق؟


على نقيض المعنيين في القطاع السياحي، يبدو وزير السياحة متفائلاً بالموسم السياحي الذي يتوقع أن ينمو بنسبة 15% هذه السنة، معتمداً في تفاؤله على المشاريع التي تحضر لها وزارته، وعلى الاستقرار الأمني الذي يشهده لبنان على نحو جعله يطلق على الموسم السياحي "صيفاً آمناً" بدلاً من "صيف أمني" الذي نادى به نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر.


ولأن لبنان لديه البنى التحتية السياحية التي تخوله لأن يكون بلدا سياحيا بإمتياز، تقوم وزارة السياحة بخطط تسويقية روتينية كل صيف مدعومة بالنشاطات والمهرجانات التي تنشط في فترة الصيف. ولكن يبدو أن وزير السياحة يركز هذه الفترة على السياحة الريفية، فقد أطلق قبل عامين مشروعا يتعلق بالسياحة الريفية يمتد على 5 سنوات. وقد لقي المشروع نجاحا غير متوقع خصوصا وان البنية السياحية الأساسية ليست موجودة في الريف بدليل أنَّها كانت تشكل 5% من السياحة في حين نستطيع أن نرفع هذه النسبة إلى 20%، وفق ما يؤكد الوزير فرعون. وحماسة فرعون للمشروع لها مبرراتها، إذ أن هذا القطاع يخلق قطاعاً جديداً هو بيوت الضيافة، والسياحة البيئية، والزراعية، وهذه أمور جديدة علينا أن نأخذها في الاعتبار".


وعندما تولى مهماته في وزارة السياحة، وضع فرعون نصب أعينه مشاريع لتنشيط السياحة الريفية، فعمد في العام 2014 الى اسناد مهمة خلق مشاريع جديدة ورزم سياحية بأسعار تشجيعية الى 10 شبان لديهم أفكار خلاقة على هذا الصعيد. "عندما خرجنا من بيروت وجدنا أموراً كثيرة خارجها وقد ساعد في ذلك اهتمامي بالسياحة الريفية، فسلطنا الضوء على بيوت الضيافة التي أصبحت فيها الملاءة كاملة (100%) من شهر أيار حتى تشرين الاول، كما ارتفعت أسعارها من 30 دولاراً إلى 90 دولاراً.


ويدرك فرعون أن نجاح السياحة الريفية لن يحل مكان السياحة عموما، ولكنه يرى أنه "يعطي أبعادا جديدة للسياح على صعيد كل لبنان، وهذا مهم على صعيد فرص العمل وتشغيل النساء الفاعلات في هذا القطاع، اضافة الى الحركة الإنمائية في المناطق. كذلك أدت الى نشاطات ومهرجانات جديدة وهذا يعكس صورة حيوية إضافية في كل لبنان".


وأدرك فرعون أيضاً أن السياحة الريفية لا تحل مكان السياحة التقليدية، لذا عمد الى اطلاق مشاريع مستدامة تصب في مصلحة السياحة المستدامة، "حاولت أن أبتكر مشروعاً جديداً كل 6 أشهر، فبعد السياحة الريفية أطلقت مشروع طريق الفينيقيين مع منظمة السياحة العالمية، ومشروع Live Love Lebanon، وثمة مشروع نحضره الآن لمحبي الطعام، وآخر يتعلق بإنشاء موقع يسمح لكل الجمعيات اللبنانية والسفارات في العالم المشاركة فيه للتسويق للبنان من خلال مشاركة المواد والداتا، اضافة الى مشروع يتعلق بسياحة الاغتراب والسياحة الاستشفائية".


وبالحديث عن سياحة المغتربين، يشير فرعون الى أن الوزارة ستدعو في شهر أيلول وكالات سفر من كل الدول التي تضم مغتربين لكي نصمم لهم رزماً تشجيعية بالتعاون معها، وذلك إنطلاقاً من الإيمان بأنه على كل مغترب أن يزور لبنان ولو مرة في حياته على غرار الواجبات الدينية للمسيحيين والمسلمين.والى السياحة الريفية، يحرص فرعون على تسليط الضوء على معالم ثقافية ودينية في كل لبنان كونها مرتبطة بالسياحة المستدامة. "إذ أنه سبق أن حصلت عمليات تدمير للبيئة ومعالمها، ولكن نأمل أن يتغير هذا المشهد خصوصا وأن مشروع السياحة البيئية يعتمد على الاقناع بضرورة المحافظة على الشجرة وحماية المحميات".

 

صيف آمن بدل صيف امني!


بعد القطيعة الخليجية للبنان، دعا نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر الى اطلاق ما يسمى بصيف أمني كمبادرة لتشجيع الخليجيين على زيارة لبنان. ولكن فرعون الذي استغرب هذه العبارة، اعلن أنه لا يوافق الاشقر على اطلاق هذه التسمية على موسم الصيف، "الاحرى بنا أن نطلق على الموسم السياحي "صيفاً آمناً"، لأن عبارة "صيف أمني" توحي وأن ثمة مشكلة أمنية. وينطلق فرعون من معارضته لهذه التسمية من حقيقة أن "اي سائح لم يتعرض الى الأذى في لبنان منذ 40 عاما حتى في ظل الحرب والفلتان الامني". ويضيف: "في عام 2014 استطعنا اقامة مهرجانات بعلبك بعد أحداث عرسال".


وإذ يؤكد أن "لا مشكلات أمنية على الصعيد الداخلي"، يقر بخطر الارهاب، ولكن هذا الخطر لا يقتصر على لبنان بل يهدد دولاً عدة منها تركيا. وفي المقابل يعتبر لبنان البلد الوحيد باعتراف كل دول العالم الذي استطاع أن يثبت أن القوى الامنية فيه قادرة على القبض على الارهابيين في فترات قياسية". وهذا يعني برأيه "ان الوضع الامني في لبنان لا يزال ممسوكا أكثر من أي بلد آخر بما يسمح بمجيء آمن للسياح، وإلا لما كنت سوقت للسياحة في لبنان لأن مصداقيتي لا تسمح بذلك. أما اذا كانت حجة البعض تتعلق بطريق المطار، فأنه من المعروف أنه بعد الاحداث التي حصلت عام 2013، سلمت الحكومة أمن هذا الطريق الى الجيش اللبناني ولا يزال هذا الامر ساريا حتى اليوم. وتوازيا حصل تطور مهم بالنسبة الى المطار، إذ تمت ازالته عن اللائحة الحمراء وهناك خطة للاهتمام به من وزارتي الاشغال والداخلية". إلا أنه لا ينكر أن المطلوب اهتمام أكثر بهذا المرفق الحيوي على كل الصعد كونه يعكس صورة لبنان.

 

"أطالب دائما بإجتماع سياحي اداري مخصص للمطار، خصوصا وأن ثمة مرجعيات عدة لإدارته. من هنا ارى أن القرارات التي تتعلق به يجب أن تتخذ على مستوى الحكومة ورئيسها".


سيدة المنطرة وطريق الفينيقيين


احتفل لبنان منذ أسبوعين بإدراج مقام سيدة المنطرة في بلدة مغدوشة الجنوبية ضمن خريطة السياحة الدينية العالمية، كما احتفل بإطلاق مشروع "طريق الفينيقيين" أواخر شهر شباط الماضي. ويصب هذان المشروعان في اطار السياحية الدينية والثقافية التي يركز عليها وزير السياحة كونهما من أسس السياحة المستدامة. فالأول له أهميته الدينية كونه يقع في ارض مقدسة كانت جزءا من الجليل ومن ضمن مسار درب العائلة المقدسة. أما الثاني فله أبعاد ثقافية وانسانية وسياحية. ويفيد لبنان و 17 دولة متوسطية أخرى، واصبح من أولويات منظمة السياحة العالمية، كما ان وزارة السياحة تعوّل عليه كثيرا خصوصا وانه يسلط الضوء على الإمكانات والفرص والأبعاد والطاقات للتعرف أكثر إلى جذورنا وتراثنا".

حملة سلامة الغذاء


لا يحبذ فرعون العودة الى السجال الذي حصل عند انطلاق حملة سلامة الغذاء التي تقوم بها وزارة الصحة، وهو إذ يشير الى أن "الحملة جزء من عمل وزارة الصحة ونحن نرحب بما تقوم به، إلا أننا كوزارة سياحة نعتبر أنه كان يمكن أن تتم معالجة الامور بأقل ضجة، ولا داعي لأن يتم التشهير بالاسماء على هذا النحو". وبرأيه، كان يمكن معالجة الامور على نحو هادئ عبر وضع الاسماء على الموقع الالكتروني للوزارة. فالحملة اخذت ابعاداً عربية، خصوصا وان الاعلام في لبنان يبالغ في عرض الامور بما يؤثر سلبا على السياحة".

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله