وانتهت هزلية الجماعة؟!
بقلم : جلال دويدار
مرة اخري أجد نفسي مضطرا إلي ان اتناول بالتعليق والمناقشة ما تشهده الساحة من تطورات وأحداث متسارعة ترتبط فاعليتها بتاريخ ومستقبل هذا الوطن. لا أحد ينكر ان وضع نهاية لهذا العبث الارهابي المناهض للصالح الوطني إنما هو في جوهره اعادة للروح إلي مصر في كل جوانب الحياة ومنها صناعة الامل التي تعد ركيزة أساسية للاقتصاد القومي.
في هذا المجال اقول إن العمل البطولي الذي قامت به قوات الأمن الوطني الذي استهدف فض بؤرتي الارهاب الاجرامي في رابعة العدوية والنهضة لم يكن سوي السطور الأخيرة وصولا إلي المصير المحتوم لجماعة الارهاب الاخواني. وكما كانت ثورتا ملايين الشعب يومي ٠٣ يونيو و٣ يوليو ضد حكم هذه الجماعة الفاشية صدمة كبري لقياداتها واعضائها.. فإن مباغتة اعتصامي رابعة والنهضة كان بمثابة النهاية المفزعة لوهم الابتزاز والمساومة التي انفقوا عليها مئات الملايين من الجنيهات. كان املهم ان يستعيدوا بهذه التجمعات الشيطانية الخارجة عن القيم ومباديء الاسلام.. عرش مصر الذي حرمتهم منه ارادة الشعب المصري.
كان متوقعا ان تؤدي »حلاوة الروح« لدي رموز وقيادات الارهاب الذين كانوا يهددون ويحرضون من فوق منصة الوهم الاخواني في رابعة ومن ورائهم شرازم المخدوعين والمضللين والمأجورين.. ابداء بعض المقاومة التي تنطبق عليها وصف الانتحار. ان ما يحدث ليس إلا فقاعات هواء سوف تنتهي سريعا بالقبض علي من نفخ فيها. ليس من سبيل امام كل من يحاول التصدي لأمر الملايين من ابناء الشعب بتصفية كل مظاهر الارهاب سوي مواجهة الحساب القانوني العسير جراء ما تم اقترافه من اجرام في حق الشعب والوطن.
ان ما قامت به قوات الأمن تفعيلا للأمر الشعبي كان عملا احترافيا بكل المقاييس.. تم الاقدام عليه بعد استنفاد كل وسائل الوصول للحلول السلمية. كان واضحا وجليا وعلي مشهد من ممثلي كل اجهزة الاعلام وحقوق الانسان ان انهاء هزلية اعتصامي رابعة والنهضة تمت بنظافة امنية وفقا للمعايير الدولية حماية للأمن القومي المصري. إن ما تعرضت له هذه القوات من مواجهة هو شهادة علي مدي اجرامية ودموية الجماعة وان لا علاقة لها بالسلمية.
لا يجب الالتفات لصراخات الاحباط الاخواني القائمة علي استعداء الخارج ويجب ان يكون ردنا علي الجميع: لقد انتهت المسرحية الهزلية التي استهدفت تدمير وتخريب مصر.
لم يعد امامنا الآن سوي إسدال الستار علي آخر فصول انتهاك الأمن القومي المصري والبدء فورا وبأسرع ما يمكن في اعادة البناء والانطلاق نحو آفاق المستقبل. وليكن ما حدث من الماضي الذي سيضعه التاريخ في سجل نضال الشعب المصري.