سياحة تونس تشهد حركة انتعاش متواضعة
تونس "المسلة" " تحقيق " منية غانمي"- بدأت السياحة التونسية تستعيد عافيتها بعد فترة من الركود التي عقبت الثورة حسب المسؤولين ،الخطة السياحية الجديدة التي كُشف عنها النقاب الثلاثاء 6 غشت تنص على الترويج لتونس كوجهة شاطئية جديدة وفتح أسواق جديدة وخاصة في الخليج العربي والبلدان الآسيوية مع التركيز على السوق الأوروبية التقليدية.
وزير السياحة جمال بوقمرة قال الشهر الماضي إنه من المتوقع أن يزور البلاد 7 مليون سائح في 2013.
وقال بوقمرة لإذاعة موزاييك إف إم "الخطة الجديدة التي اعتمدتها تشمل تغييرا في الأولويات لتنظيم القطاع، وتنويع المنتج السياحي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التسويق".
وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الديوان الوطني للسياحة، دخل ما لا يقل عن 2.6 مليون سائح البلاد خلال النصف الأول من العام الحالي وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4.8 في المائة بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
كما ارتفعت مداخيل السياحة بمبلغ 1.3 مليون دينار (581.181 يورو) أو 0.2 في المائة بالمقارنة مع نفس الفترة من سنة 2012 حسب ديوان السياحة.
وتوقع بوقمرة أن تواصل مداخيل السياحة نموها بالنظر لوتيرة حجوزات الفنادق.
وقوبل هذا النمو بارتياح لدى مهنيي القطاع السياحي الذين أكدوا أن هذه الأرقام تعكس الانتعاش الذي طال انتظاره. وأعرب الكثيرون عن أملهم في أن يستمر هذا التوجه وأن يعم الاستقرار والأمن البلاد حتى تستعيد السياحة إشعاعها بالكامل.
جابر هلالي موظف في فندق بمدينة الحمامات قال "الحمد لله لقد توافد علينا السياح هذه السنة ولم نسجل أي شغورات خلال شهر يوليو، كما وصلت نسبة الحجز لشهر غشت إلى حد الآن 80 بالمائة".
زهرة العبيدي موظفة بإحدى وكالات الأسفار بالعاصمة تونس قالت "استبشرنا بعودة السياح إلى بلادنا، نسجل يوميا طلبات على بلادنا خاصة من الدول الأوروبية، هذا مؤشر دال على عودة الأمن، نحن متفائلون جدا".ومع حلول موسم الصيف، تعج تونس من جديد بالزوار.
إبراهيم القبائلي سائح من الجزائر قدم مع عائلته لقضاء العطلة قال "تابعنا كل الأحداث الساخنة التي عرفتها بتونس لكن هذا لا يخيفنا، كل شيء على أحسن ما يرام ونحن نستمتع بوقتنا".
ورغم هذا التطور المسجل في القطاع السياحي، إلا انه مازال لم يرتق بعد إلى النتائج التي حققها القطاع السياحي خلال فترة بن علي. ذلك أن القطاع سجل تراجعا بنسبة 14.2 بالمائة منذ الثورة.
وتعتبر السياحة أكبر مصدر للعملة الصعبة وثاني أكبر مشغل في البلاد بعد الفلاحة. وتمثل نحو 7 في المائة من إجمالي الناتج القومي وتشغل 350 ألف شخص.
إلى جانب مليوني منصب عمل غير مباشر في القطاعات المتصلة بالسياحة، التي تغطي 60 في المائة من عجز الميزان التجاري التونسي.
الحكومة التونسية تعترف بأنه ما يزال أمام القطاع طريق طويل ليستعيد عافيته.
وطمأن المسؤولون القطاع بأن الحملات الترويجية والتسويق لصورة تونس الجديدة تهدف إلى استقطاب السياح من جديد.