Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

حين “خُطفت” السياحة في لبنان بقلم : نايلا المصري

 
حين "خُطفت" السياحة في لبنان
 
 
بقلم : نايلا المصري
 
ما كان ينقص السياحة اللبنانيّة سوى خطف الطيارين التركيين ليكتمل المشهد المأساوي السياحي في لبنان وتُضرب آخر امكانية وأمل في إعادة إحياء وإنعاش هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد اللبناني.
 
 
"خطف الطيارين التركيين قد يكون المسمار الأخير في نعش السياحة اللبنانيّة"، بهذه العبارة اختصر وزير السياحة فادي عبود وضع السياحة اللبنانيّة، مؤكداً، في حديث لـ"ليبانون فايلز"، أنّ الوضع الأمني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياحة وبالتالي فإنّ الوضع اللبناني يؤثر بنتيجة سلبية على الوضع السياحي، فكيف بالأحرى إذا كان الموضوع تمّ على طريق المطار.
 
 
وما زاد الطين بلّة هي التهديدات بإعادة إحياء التحركات لأهالي اللبنانيّين المخطوفين في أعزاز للمطالبة بإطلاق سراح أولادهم خصوصاً عقب توقيف استخبارات الجيش اللبناني لمحمد صالح لرصد اتصالات بينه وبين خاطفي التركيّين.
 
 
وعلى الرغم من ابداء وزير السياحة لتعاطفه الشديد مع القضيّة، لكنّه أكد أنّ الحلّ الأفضل لهذه القضية لا يكون عن طريق الخطف والخطف المضاد، متمنياً أن تكون هناك معالجة ديبلوماسيّة هادئة لهذا الموضوع، ومشدّداً على أنّ الحكومة اللبنانيّة تبذل قصارى جهدها للتوصل الى حلّ هذه القضية.
 
 
ممّا لا شك فيه أنّ حلول شهر رمضان المبارك في منتصف شهر تموز أثّر بشكلٍ كبير على السياحة، ولكنّ عمليّة الخطف كان لها التأثير الأبرز وهي اعادتنا الى نقطة الصفر لناحية اقناع الخليجيين على الرغم من أنّ الوضع الأمني في لبنان أفضل بكثير ممّا هو عليه في عددٍ كبير من الدول العربية التي تشهد اضطرابات أمنيّة، وفق الوزير عبود الذي أكد أنّ بعد عمليّة الخطف بات إقناع الخليجيين أمراً شبه مستحيل.
 
 
وعلى الرغم من المساعي الحثيثة التي أطلقتها وزارة السياحة لإعادة احياء هذا القطاع الحيوي في لبنان إلا أنّ السياحة شهدت انتكاسة لا مثيل لها هذا العام حيث سجلت الأشهر الستة الاولى تراجعاً بنسبة 12.5%، كما سجّل تراجع بنسبة 27% في شهر تموز مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، من دون أن يتمّ إحصاء السوريّين. 
 
وانطلاقاً من هنا، يصف الوزير عبود الوضع السياحي في لبنان بـ "الدقيق جدّاً"، داعياً الى التحرك بأقصى سرعة لتحسين الوضع.
 
 
اذاً القطاع السياحي في لبنان يحتضر في الوقت الراهن على وقع ارتفاع أسعار تذاكر السفر الى لبنان، وقد دعا وزير السياحة الى اعادة النظر والبحث في سياسة النقل في لبنان، مشيراً الى أنّ التذكرة من عمان الى بيروت تبلغ 400 دولار أميركي في حين أنّها يجب ألا تتعدّى قيمتها الـ200 دولار لجلب السيّاح المتوسطي الدخل والذين يشكلون النسبة الأكبر من العرب، ومشدّداً على أنّه ولو خسرنا في التذاكر إلا أنّ فنادقنا في هذه الحالة ستكون "مفوّلة" بالسيّاح ووضعنا الاقتصادي مرتاح جداً، خصوصاً تجاه السيّاح من الدول الأوروبيّة.
 
 
انطلاقاً من هنا، فإنّ المطلوب اليوم "نفضة" بكلّ ما للكلمة من معنى للوضع السياحي في لبنان في مسعى لإعادة إحيائه انطلاقاً من موسم الشتاء لتعويض ما خسرته البلاد جرّاء كلّ ما جرى ويجري، ولكن قبل ذلك كلّه، يجب ضبط الوضع الأمني ومنع عمليّات الخطف والخطف المضاد ووقف عمليّات الابتزاز الأمني والخضوع الى منطق الدولة ولا شيء غير الدولة. ومن اليوم الى ذلك الحين "تصبحون على سياحة… وعلى وطن".
 
ليبانون فاليز
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله