مطالب بإنشاء شركة طيران اقتصادي بقطر
الدوحة " المسلة " … عددٌ من مسؤولي شركات السياحة والسفر بضرورة توجّه دولة قطر لإنشاء شركة طيران اقتصادي، وأشاروا إلى أن افتتاح مطار حمد الدولي الجديد نهاية العام الجاري سيُحفّز حركة النقل الجوي ما يستوجب إنشاء شركة طيران اقتصادي للاستفادة من تنامي حركة الطيران المتوقعة. وقالوا إن إنشاء شركة طيران اقتصادي سيخلق نوعًا من التنوّع في أسعار التذاكر المطروحة بالسوق؛ ما سيُساهم في تقليص أعباء المسافرين من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خاصة خلال مواسم السفر.
وأشاروا إلى أن شركات الطيران الاقتصادي تقدّم رحلات منخفضة التكاليف مقابل التقليل من معظم خدمات الركاب التقليدية، وقد بدأ هذا النوع من الولايات المتحدة الأمريكية قبل انتشاره في أوروبا في بداية التسعينيات ومنه إلى بقية دول العالم. ونوّه مسؤولو شركات السياحة والسفر إلى أن عددًا كبيرًا من المقيمين يفضلون التوجّه نحو الطيران الاقتصادي نظرًا لانخفاض تكاليفه مقارنة بأسعار تذاكر الطيران التجاري.
وأوضحوا أن قطاع الطيران ينتظره مستقبل مشرق بفضل الطفرة التنموية الكبيرة التي تنعم بها دولة قطر وتنفيذ عدد كبير من المشروعات العملاقة التي بدورها تدعم نتائج شركات الطيران العاملة في السوق المحلي. وقالوا: إن أسعار تذاكر الطيران تشهد ارتفاعًا كبيرًا خلال فصل الصيف، حيث تتجه شركات الطيران إلى زيادة الأسعار واستغلال ارتفاع الطلب، مؤكدين ضرورة فتح الأجواء والعمل على فرض رقابة على أسعار التذاكر بما يُحافظ على حقوق المستهلكين دون الإضرار بشركات الطيران.
وفي البداية أكّد سعيد الهاجري المدير العام لسفريات علي بن علي ضرورة إنشاء الخطوط الجوية القطرية شركة طيران اقتصادي؛ ما يُساهم في تحقيق الاستفادة القصوى من تنامي حركة السفر بالسوق المحلي. وأشار إلى أن إنشاء شركة طيران اقتصادي سيمنح المسافرين خيارات متنوّعة للسفر، حيث يقدّم الطيران الاقتصادي أسعارًا منخفضة مقارنة بأسعار نظيره التجاري.
وقال: إن افتتاح مطار حمد الدولي يدعم إنشاء شركة طيران اقتصادي في دولة قطر خاصة في ظل الطاقة الاستيعابية الكبيرة التي يتمتّع بها المطار، حيث يستوعب المطار فور افتتاحه 30 مليون مسافر سنويًا، تصل إلى 50 مليون مسافر باكتمال مراحله الثلاث. وأضاف: إن شركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد اغتنمت الفرصة لزيادة حصتها في السوق العالمية، وذلك من خلال تركيزها على تحقيق النمو المستدام من الناحية التجارية.
وأوضح الهاجري أن حركة المسافرين بعد عطلات عيد الفطر تتجه إلى أوروبا ودول شرق آسيا، مشيرًا إلى أن عددًا من الوجهات السياحية بالمنطقة مثل "مصر، سوريا، لبنان، الأردن، اليمن" شهدت تراجعًا كبير بسبب أحداث الربيع العربي. وأشار إلى أن حركة السفر بالسوق المحلي شهدت نموًا بمعدل 15% خلال العام الجاري، وأرجع ذلك إلى الطفرة التنموية الكبيرة التي تعيشها دولةقطر وتنفيذ عدد من المشروعات العملاقة. وقال: إن توسعات الخطوط القطرية تحفز قطاع الطيران المدني في دولة قطر، مشيرًا إلى أن الناقلة الوطنية تستحوذ على 75% من حركة السفر بالسوق المحلي.
ومن جهته قال عادل الهيل المدير العام لسفريات آسيا: إن إنشاء شركة طيران اقتصادي أمر ضروري مع الاقتراب من افتتاح مطار حمد الدولي الجديد، مشيرًا إلى أن إنشاء شركة طيران اقتصادي تابعة للخطوط القطرية سيساهم في خلق تنوّع في الأسعار المطروحة بالسوق المحلي. وتوقع أن تحظى شركة الطيران الاقتصادي في حال تأسيسها بإقبال كبير من محدودي الدخل والراغبين في تقليل نفقاتهم للسفر السنوي، مؤكدًا أن شركات الطيران العاملة بالشرق الأوسط حققت نتائج قويّة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأوضح الهيل أن شبكة الخطوط القطرية تخدم تأسيس شركة طيران اقتصادي، وتعتبر القطرية واحدة من أسرع شركات الطيران نموًا في العالم، فقد شهدت نموًا سريعًا وملحوظًا على مدار 16 عامًا وهي تسيّر حاليًا أسطولاً حديثًا من الطائرات يضم 127 طائرة إلى 128 وجهة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والأمريكتين. وقد أطلقت الخطوط الجوية القطرية أربع وجهات جديدة حتى الآن خلال هذا العام وهي: القصيم "المملكة العربية السعودية" النجف "العراق" وبنوم بنه "كامبوديا" وشيكاغو "الولايات المتحدة الأمريكية" وصلالة "سلطنة عُمان" ومؤخرًا البصرة "العراق" في 3 يونيو.
وستقوم القطرية خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة بتدشين رحلاتها إلى كل من السليمانية في العراق "20 أغسطس" وتشنغدو الصين "3 سبتمبر" وأديس أبابا في إثيوبيا "18 سبتمبر" ومطار كلارك الدولي في الفلبين "27 أكتوبر" وفيلادلفيا في الولايات المتحدة الأمريكية "2 أبريل 2014". والجدير بالذكر أن بداية الطيران الاقتصادي تعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1949 عن طريق خطوط ساوث ويست الأمريكية ودخلت أوروبا في العام 1990 عن طريق إيزي جيت ثم في العام 2000 انطلق أول طيران منخفض التكلفة في آسيا عن طريق آير آسيا الماليزية. أما أول شركة طيران اقتصادي في منطقة الوطن العربي فكانت شركة العربية للطيران في الشارقة التي انطلقت في العام 2003، لتتبعها في العام 2005 شركة طيران الجزيرة في الكويت، ثم جيت فور يو المغربية في العام 2006، طيران ناس السعودي في العام 2007، ثم طيران سما في نفس العام، ثم طيران البحرين في نفس العام أيضًا.
أما عام 2008 فقد شهد انطلاق شركة فلاي دبي وشركة طيران السعيدة اليمني، وفي عام 2009 تمّ إطلاق شركتي العربية للطيران المغرب والعربية للطيران مصر. تقدّر عدد شركات الطيران منخفضة التكاليف حول العالم حاليًا بأكثر من ٢١٠ شركات طيران. يستحوذ الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط على ٥٪ من سوق السفر ويعتقد أنه سيُحقق نسبة ٥٠٪ مستقبلاً.
ومن جانبه قال محمد حسين الملا، رئيس مجلس إدارة شركة الملا للسفر والسياحة، إن التوجّه نحو إنشاء شركة طيران منخفض تكاليف في قطر بات مطلبًا ملحًا في ظل الارتفاعات المتلاحقة في أسعار التذاكر وكذلك توجّه عدد من الدول المجاورة إلى إنشاء شركات طيران منخفضة التكاليف ودخولهم إلى السوق المحلي وحصولهم على حصة منه وتوجهات عدد من الشركات الكبيرة إلى تأسيس نفس النوع من الشركات. وأضاف: بالرغم من أن معظم شركات الطيران منخفضة التكاليف حققت أرباحًا جيّدة بعد بداية التشغيل بفترات قصيرة لصغر حجم أسطولها إلا أن زيادة أعداد تلك الشركات في المنطقة باتت ظاهرة تستحق الوقوف عندها.
وأوضح محمد حسين الملا أن التوجّه نحو تأسيس شركة طيران اقتصادي يخدم السوق المحلي والإقليمي، ونتوقع أن يستحوذ هذا الطراز على حصة كبيرة من السوق. وأشار كما نقلت "الراية" إلى أن هناك نموًا كبيرًا في عدد شركات الطيران منخفض التكاليف في المنطقة وتلك الشركات تحقق معدّلات نمو جيّدة سنويًا ويحصلون على حصة جيّدة من السوق، ما يؤكّد الجدوى الاقتصادية لتأسيس هذا الطراز.
ومن جهة ثانية قال محمد حسين الملا إن حركة السفر تشهد تراجعًا خلال شهر رمضان، مشيرًا إلى أن الحجوزات لأداء مناسك العمرة منخفضة مقارنة بنتائج العام الماضي، موضحًا أن سفر المواطنين والمقيمين لأغراض السياحة خلال شهر رمضان ضعيف. وأضاف: نتوقع أن تشهد حركة السفر تناميًا كبيرًا بعد عيد الفطر، حيث تفضل الأسر والعائلات قضاء العطلات السنوية بعد شهر رمضان الكريم، وتتجه أنظار المسافرين في هذا الموسم إلى الوجهات الأوروبية ودول شرق آسيا.
وأشار إلى أن أسعار تذاكر الطيران تشهد زيادة كبيرة خلال عطلات الصيف، وأرجع ذلك إلى تنامي حركة سفر الأسر والعائلات لقضاء العطلات السنوية في الوجهات السياحية، مؤكدًا ضرورة حماية المسافرين من الاستغلال. وأوضح أن حركة السفر تشهد نموًا بمعدّل 15% مقارنة بنتائج العام الماضي بدعم من الطفرة التنموية الكبيرة التي تشهدها دولة قطر وتنفيذ عدد من المشروعات العملاقة في مختلف القطاعات بالإضافة إلى استضافة الدوحة حزمة من المؤتمرات والمعارض العالمية التي يكون لها تأثير واضح أيضًا على حركة السفر.
ونوّه الملا إلى أن تنفيذ قطر حزمة من المشروعات العملاقة يساهم بصورة واضحة في إنعاش حركة السفر والطيران، وتوضح الإحصاءات والتقارير الدولية أن قطر أصبحت محط أنظار رجال الأعمال بدعم من الطفرة التنموية الكبيرة التي تعيشها دولة قطر ما ينعكس بالإيجاب على شركات الطيران. وقال: إن سوق السفر والسياحة بدولة قطر شهدت تطورًا بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية بدعم من جهود الهيئة العامة للسياحة وتوسعات الخطوط القطرية، حيث تُشكل الفعاليات والمهرجانات الدورية التي تستضيفها الدوحة مصدرًا فعّالاً لتحفيز شركات الطيران والسفر.
المصدر: Mubasher