النجف: كتاب – لب اللباب – يوثق ما جرى على المكتبات والكتاب منذ بداية الهجرة النبوية وحتى عصر التدوين
كتب : فراس الكرباسى
النجف الاشرف / يوثق الجزء الأول من كتاب "لب اللباب فيما جرى على المكتبات و الكتاب" احد إصدارات مؤسسة دار التراث في مدينة النجف الأشرف وهو من تأليف الشيخ شاكر الشيخ محمد القرشي أهم الاحداث التي جرت على المكتبات والكتاب من القرن الاول الهجري وانتهاء بالنصف الثاني من القرن الثاني الهجري ما يسمى ب (عصر التدوين).
ويتحدث المؤلف في هذا الجزء من كتابه عن حوادث الإحراق والإتلاف والتمزيق والدفن التي جرت على الكتب في القرن الهجري الأول والأغراض التي استخدمت لاجلها، مستطردا في ذلك حوادث التلف في مكتبات الغرب وروسيا والصين والهند، واضعا في مقدمة كل قرن بعض مشاهير النساخين والوراقين وغير ذلك من المعلومات.
كما أرفق تلك الحوادث بترجمة لكل من نكب بها مع ترتيب تلك الحوادث على القرون الهجرية الخمسة عشر، فضلا عن ترجمة بعض العلماء الذين ألفوا الكثير ولم يصل الينا من تآليفهم الا القليل ذاكرا عدد كتبهم والمتبقي منها كالمسعودي، والقفطي، والعلامة الحلي وغيرهم من مشاهير العلماء.
هذا وابتدأ المؤلف في كتابه بذكر دعوة الإسلام الى العلم والقراءة والكتابة، كما ذكر الكتب وما قيل فيها من شعر ونثر ومواضيع اخرى تخصها، بالإضافة الى دعوة النبي الأعظم (ص) واهل بيته (ع) الى تدوين الحديث والعلم وما قام به اتباعهم من نشر العلوم والتأليف بخلاف المدارس الاخرى التي منعت التدوين، والادوار التي قام بها الصحابة من منعه، مختتما فصول الكتاب عند العصر الذي إبتدأ فيه التدوين في النصف الثاني من القرن الهجري الثاني.
ويرى الباحث والمتخصص في مجال التحقيق الأستاذ احمد مجيد الحلي، ان "المؤلف رتب كتابه بجده ومثابرته وإملاءاته طوال نصف قرن من الزمان على خمسة عشر قرنا، ولم يكتف بذكر المكتبات المفقودة والمنكوبة فحسب، بل ترجم لأصحابها وذكر أشهر النساخ في كل قرن مع جملة من الفوائد التراثية، وقد باشرت مؤسسة التراث في النجف الأشرف مشكورة بتحقيق مجلده الأول ونشره للقراء الكرام ".
وأضاف الحلي "وإذ نهيب بالإخوة على عملهم هذا نحثهم على نشر بقية أجزائه، وكلنا أمل في تعجيل ذلك وحصوله عاجلا لا آجلا، مع دعائنا لمؤلفه المفضال بالعمر المديد، والذي رزقه الله تعالى البصيرة رغم فقدان بصره في آخر عقود حياته الشريفة، وهو مع ذلك لا يكل ولا يمل رغم شيخوخته، وما ذلك إلا لخدمته المنبرية للإمام الحسين عليه السلام وأهل البيت الكرام، ومثابرته وجده في تأليف كتابه هذا وغير ذلك من الأعمال الخيرية ".
من جهته، أكد المدير العام لمؤسسة دار التراث، علاء الأعسم ان "إطلاق هذا الإصدار جاء باكورة عمل جهد المؤسسة لباقي الإصدارات الخاصة بمضمون ما يتحدث عنه الكتاب من خلال الحوادث التي تمتد عبر حقبة من الزمن تصل الى خمسة عشر قرنا هجريا"، مشيرا الى ان "باقي الأجزاء من هذا الكتاب تأمل إدارة المؤسسة ورئاستها في أن توفق لإطلاقها حال اكتمال العمل فيها ضمن ذات الإصدارات المتعلقة بالدراسات التراثية".
يذكر أن مؤسسة دار التراث في النجف الأشرف أطلقت سلسلة متخصصة بالدراسات التراثية وصدرت منها عدة نتاجات.