حجوزات الفنادق فى لبنان خلال اجازة عيد الفطر لاتتعدى الـ 50 %
بيروت "المسلة" …. "غصة" سياحية طويلة يعيشها لبنان منذ اشتعال الأزمة في سوريا، خصوصاً بعدما منعت دول الخليج مواطنيها من زيارة لبنان بفعل الوضع الأمني غير المستقر، فلا سياح في لبنان سوى السوريين و القليل من الاوروبيين.
المطاعم تعاني والفنادق تعيش على الحسومات ومنها من اعلنت وفاتها. ببساطة الحركة السياحية كارثية.. ورغم وصول صراخ العمال وأصحاب العمل إلى المسؤولين، إلا ان مقولة "لا حياة لمن تنادي" هي الأقرب إلى حال السياسيين الغارقين بهموم المحاصصات السياسية والشروط والشروط المضادة، ومشاريع التمديد وحل مشاكل الدول الاخرى….
نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود أوضح لـ"النهار" أن "حركة مكاتبهم بالمجمل أقرب إلى الجيدة بسبب اعتمادها على اسواق عدة". لكن الأكيد أن "السياحة الواردة إلى لبنان "معدومة" وهي تقتصر على اللبنانيين المغتربين، أما السياحة الصادرة، فنسبتها شبيهة بالسنة السابقة، ومستوى الملاءة في الطائرات جيد إلى حد ما".
مكاتب السياحة والسفر تعتمد ومنذ بداية الأزمة السورية، على سوق قطع التذاكر، إذ أشار عبود إلى أن هذا السوق يعيش نموا بحوالي 17 إلى 20 % مقارنة مع أول ستة أشهر من سنة 2012"، وأعاد السبب "ليس لأن لبنان في نعيم سياسي وهدوء اقتصادي، بل لأن هناك سوقاً سوريا وعراقيا يشتري تذاكره من مكاتبنا".
أما عن السياح الأوروبيين، قال عبود: "لم يتبيّن بعد تأثير تداعيات قرار الاتحاد الأوروبي على "حزب الله"، إنما بشكل عام، السياحة الأوروبية مقارنة مع السنوات الأربع الماضية زادت نسبتها، إذ تسجل نسبة السوق الأوروبية من مجموع السياحة الواردة 20 إلى 22%، لكن منذ سنة لاحظنا ازدياد النسبة وباتت تقريبا 24 إلى 25 %، الا اننا نعتقد بعدم امكانية تجاوز هذه النسبة".
حجوزات العيد
أما عن الحركة في عيد الفطر، قال: "نسبة الملاءة في الفنادق ما زالت متراجعة ولم تصل إلى 50% .. وهذا يعني "خربان بيوت"، واصحاب الحجوزات ليسوا عربا أو أجانب بل لبنانيين يرتادون الفنادق خلال زيارتهم"، وتابع: "عادة خلال موسم الأعياد تسجل شركات الطيران المزيد من الرحلات (اكسترا) من بلاد عدة، خصوصا من الخليج إلى لبنان، لكن حالياً لم يتم اضافة اي رحلة، إذ كنا نلحظ في السنة إضافة ما بين 20 و40 رحلة"، ووصف هذه "السنة بالخجولة"، لكنه لا يستبعد تحسنها.
نقيب اصحاب الفنادق بيار الأشقر، أشار لـ"النهار" إلى أن "نسبة التشغيل في مناطق الاصطياف في جبل لبنان، ومع اغلاق أكثر من فندق أبوابه، تسجل 12%، أما في بيروت فهي حوالي 31%، وذلك باسعار مخفضة تقارب الـ50 % عن الأسعار المتداولة بشكل طبيعي في موسم الاصطياف".
نسبة التشغيل
أما عن حركة الفنادق في عيد الفطر، فقال: "هناك مؤشرات تظهر ان هناك قسما من السوريين قد يزورون لبنان خلال ايام العيد، لكن هؤلاء لن يوصلوننا إلى نسبة التشغيل التي اعتدنا عليها في العيد ولا إلى مدة الاقامة ولا الأسعار"، مضيفاً: "اعتدنا حضور الزوار من الخليج العربي حيث كانوا يقضون بين 8 أيام و15 يوماً، فيما السوري الذي سيزور لبنان في العيد سينزل في الفندق لمدة يومين أو اربعة أيام". ووصف وضع الفناق بشكل عام بـ"الكارثي والمأساوي".
لم يعد لدى أصحاب الفنادق أي رؤية جديدة، وليس بمقدورهم أن يخفضوا الأسعار ، فهم وصلوا إلى "الرسمال"، وقال الأشقر: "لا نستطيع اليوم أن نقول اننا نريد فتح فنادقنا 18 ساعة بدلاً من 24 ولا نستطيع أن نطفىء أنوار صالة الاستقبال لتوفير الكهرباء، بل أقفلنا طبقات وغرف وأقفلنا بعض الأقسام كالمطاعم مثلاً، ولا نستطيع فعل أكثر من ذلك".
ولفت إلى أن "100% من المؤسسات مقفلة جزئياً"، وأعطى الأشقر أكثر من مثل على ذلك، فأحد الفنادق فيه 256 غرفة، يشغل منهم حاليا 36، فهو وكأنه في حال اقفال، من دون الاعلان عن ذلك، لأنه لا يريد أن يخسر الزبائن التي ستذهب إلى فندق آخر في حال أعلن اقفاله. وفي فندق آخر في بيروت فيه 112 غرفة، تم تشغيل 50 منها، بما يمثل 40% من القدرة الاستيعابية للمؤسسة، والموظفون الذين يعملون في هذه الطبقات المغلقة باتوا في المنزل.