Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

ارتفاع ضحايا حادث قطار أسبانيا إلى 77 شخص

ارتفاع ضحايا حادث قطار أسبانيا إلى 77 شخص

مدريد " المسلة " … ارتفعت اليوم الخميس حصيلة قتلى أسوأ حادث قطار تشهدهأسبانيا منذ عقود إلى 77 شخصا , فيما ركز المحققون على ما إذا كان اللوم في الحادث يلقى على تجاوز السرعة. ولقي 73 شخصا من الضحايا حتفهم فور خروج القطار فائق السرعة عن مساره مساء أمس الأربعاء بالقرب من سانتياجو دي كومبوستيلا شمال غربي أسبانيا , فيما توفي أربعة آخرون في المستشفى – حسبما أفادت مصادر في المحكمة العليا باقليم جاليثيا، واصيب نحو 130 شخصا , وكثيرون منهم باصابات خطيرة .

 

وأفادت تقارير بأن خمسة مصابين في غيبوبة، ويجري تشغيل رافعتين لإزالة الحطام , ويعتقد أن مزيدا من الضحايا ربما يكونوا محاصرين داخل عربات القطار المحطمة والمقلوبة. وخرج قطار "ألفيا" الذي يعمل بالكهرباء والديزل والتابع لشبكة "إيه.في.إي" الأسبانية للقطارات فائقة السرعة , عن قضبانه أمس في منحنى على بعد حوالي أربعة كيلومترات من محطة سانتياجو دي كومبوستيلا في جاليثيا.

 

وكان القطار في طريقه من مدريد إلى فيرول شمال غرب البلاد , ويقل أكثر من مئتي راكب من بينهم عدد كبير من المسافرين لقضاء العطلة أو زوار المواقع الدينية المتوجهين لحضور احتفالات دينية كبيرة لإحياء ذكرى القديس جيمس مطلع الأسبوع. وأشارت التحريات الأولية إلى أن القطار كان يسير بسرعة 180 كيلومترا في الساعة في منحنى أقصى سرعة محددة له 90 كيلومترا في الساعة .وقال أحد سائقي محركي القطار الاثنين في مكالمة عبر الهاتف المحمول عقب الحادث نقلتها عنه صحيفة "فوز دي جاليثيا الأسبانية :"لقد خرجت عن القضبان , ماذا كان بإمكاني أن أفعل".

 

وانحرفت جميع عربات القطار ال`13 عن القضبان , واشتعلت النار في المحرك الخلفي , فيما اندفعت إحدى العربات بعيدا لمسافة 15 مترا.وتناثرت عربات القطار المحطمة والمتراكبة فوق بعضها البعض على القضبان.وقال إيبل وإيفان , وهما شابان من منطقة الحادث :"سمعنا ضجيجا هائلا لم يسبقه مثيل . توجهنا إلى الموقع ورأينا القطار قد انشطر لجزئين".واصطفت على مسافة طويله الجثث المغطاة والملقاة على الأرض .

 

وتعالى صوت رنين الهواتف المحمولة التي بحوزة بعض الضحايا.وساعد سكان المنطقة رجال الإنقاذ في تهشيم نوافذ العربات بالحجارة لإخراج المسافرين منها.واصطف الأشخاص في صفوف طويلة أمام المستشفيات للتبرع بالدم , فيما طلب أقارب الضحايا المذعورون رؤية ذويهم . ووجدت فرق من الأطباء النفسيين في الموقع لمساعدة أسر الضحايا. كان السائقان , اللذان لم تلحق بهما إصابات خطيرة , قد بدآا على الفور في مساعدة الضحايا عقب الحادث.وقال مهندس عاين الموقع إنه لا يرجح أن السرعة وحدها تسببت في خروج القطار عن القضبان , وإنما هناك سبب آخر ساهم في الحادث.

 

وأعرب الملك الأسباني خوان كارلوس عن حزنه لوفاة الضحايا، ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء ماريانو راخوي إلى سانتياجو دي كومبوستيلا اليوم عقب زيارة قامت بها وزيرة البنية التحتية آنا باستور الليلة الماضية.ومن جانبه , قال بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إنه يشعر بألم أسر ضحايا حادث القطار الذي وقع في شمال غرب أسبانيا , بحسب ما ذكره المتحدث باسمه مساء أمس الأربعاء. وأحيط فرنسيس علما بالحادث خلال زيارته البرازيل , حيث كان يوجه كلمة بمناسبة اليوم العالمي للشباب , بحسب المتحدث باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي. وألغت جاليثيا مراسم احتفالات ذكرى القديس جيمس.

 

يذكر أن الحادث هو الأول الذي يطال شبكة خطوط القطارات السريعة الأسبانية التي جرى تدشينها عام 1992 . ووقع الحادث عند الساعة 20,42 (18,42 ت غ) في مسار سريع عند منعطف في محلة انغرويس على بعد حوالى 4 كلم من محطة سانتياغو دي كومبوستيلا، المحج المعروف عالميا. وروى عدد من الشهود انهم سمعوا دوي انفجار قوي. وقال الشاهد فرنسيسكو اوتيرو (39 عاما) الذي كان لحظة حصول الحادث في منزل والديه المشرف على سكة الحديد، لوكالة فرانس برس "سمعت صوتا يشبه البرق، كان الامر اشبه بزلزال".

 

واضاف في اتصال هاتفي "لقد وصلت بعد ذلك بدقيقة. اول ما رأيته كانت جثة امرأة. لقد تأثرت كثيرا. لم ار سابقا اي جثة في حياتي"، مضيفا "لكن اكثر ما اثر بي هو الصمت المطبق. كان هناك ايضا قليل من الدخان وحريق صغير". وتابع "الامر كله كان خياليا. كان ثمة جيران يقتربون، حاولوا سحب الاشخاص العالقين في العربات مستخدمين معاول" لكنهم "نجحوا في النهاية مستخدمين منشارا يدويا".

 

واشار البرتو نونيث فيخو رئيس حكومة غاليثيا الى ان "هناك عربة ممزقة والجثث منتشرة على السكة"، متحدثا عن مشاهد "مريعة" جراء الحادث. وبينت اولى الصور التي عرضها التلفزيون اربع عربات منقلبة على السكة يتصاعد منها الدخان وقد تحطمت احداها تماما. وبحسب وسائل اعلامية فإن الحادث قد يكون ناجما عن السرعة الزائدة، وذلك عشية عيد سانتياغو وهو عيد تقليدي في منطقة غاليثيا. واعلنت الحكومة المحلية الغاء كل الاحتفالات المقررة بهذه المناسبة.

 

وقال صمويل خواريث، محافظ غاليثيا للاذاعة "ان القطار خرج بصورة عنيفة جدا عن سكته، ليس لدينا حتى الان اي دليل على ان الامر ناجم عن اي شيء" غير ان يكون حادثا، مستبعدا في الظاهر فرضية الهجوم. وهرعت سيارات الاسعاف بسرعة الى مكان الحادث، مطلقة صفاراتها، وعمل المسعفون في سباق مع الوقت لاجلاء اكبر عدد من الجرحى.

 

ومع هبوط الليل، امتلأت كل الشوارع المجاورة بسيارات الاسعاف في حين كان المنقذون يعملون بكد على السكك. وقال نائب رئيس حكومة المنطقة الفونسو رويدا ان "اخر عمليات اجلاء الجرحى تجري حاليا والتعرف الى هويات الجثث متواصل". وعرض التلفزيون صورة رجل خمسيني يرتدي قميصا ابيض ووجه مغطى بالدم، ولا تزال حقيبته في يده، في حين كان شرطي يوجهه. وقالت ماريا باردو المتحدث باسم بلدية سانتياغو انه تم حجز مبنى لتقديم المساعدة للعائلات، واضافت "هناك اخصائيون نفسيون تم استدعاؤهم لمساعدتهم وسيتم تزويدهم بالمعلومات". كذلك وجهت السلطات المحلية نداء للتبرع بالدم لصالح جرحى الحادث.

 

وكتب رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي وهو من غاليثيا في رسالة على تويتر "اود أن اعرب عن تعاطفي وتضامني مع ضحايا حادث القطار المريع في سانتياغو". ومن المقرر ان يتوجه راخوي الى المنطقة صباح الخميس. ودعا البابا فرنسيس الموجود في البرازيل الى الصلاة من اجل الضحايا وعائلاتهم، وفق ما اعلن المتحدث باسمه الاب فيديريكو لومباردي.
 

المصدر : أ ف ب

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله