"المهرجان الدولي للنحت والرسم 2013" في عمشيت – نحاتون ورسامون عالميون يمزجون بين الحضارات المختلفة
عمشيت " المسلة " … ليس غريباً على عمشيت أن تجمع فنانين من مختلف أنحاء العالم، وهي البلدة المعروفة بحضارتها وثقافة ناسها وحبّهم للعلم والفن. وبلديتها التي ما بخلت يوماً في تنظيم نشاطات واحتفالات تجمع الجمهور، وفي الوقت عينه تبرز تاريخ البلدة العريق، نظمت للمرة الثانية، "المهرجان الدولي للنحت والرسم 2013" بمشاركة عدد من النحاتين والرسامين العالميين، ويستمر لغاية 4 آب المقبل.
على البولفار البحري لعمشيت، حيث معرض النحت، يتجمهر الناس، فرحين لرؤية 10 نحاتين من أرمينيا، الأرجنتين، الأكوادور، اليونان، ايطاليا، أوكرانيا، سوريا ولبنان، ينحتون الأحجار أمامهم، يلتقطون الازميل ويجسدون نحو 30 شكلاً فنياً وهندسياً مختلفة التصاميم، ومتمتعين بهواء البحر. وفي المقابل، يتباهى 4 رسامين من أرمينيا، روسيا، بيلاروسيا وبلغاريا، في رسم نحو 20 لوحة، وفي مزج الألوان أيضاً أمام الجمهور مباشرة في مركز "ذاكرة عمشيت"، وتعرض لوحاتهم هناك، هذا المكان الذي يذكّر بتاريخ عمشيت.
وبعدما نجح السمبوزيوم الأول، عادت بلدية عمشيت ونظمت الثاني هذه السنة، ويقول رئيس بلديتها الدكتور أنطوان عيسى لـ"النهار"، ان هذا المشروع "يمدّ جسور التواصل بين الشعوب ويمزج بين الحضارات المختلفة ويجد انفتاحاً للشعوب مع بعضها البعض، اذ ان هذه المنحوتات والرسوم تغني الفن والحضارة العمشيتية، خصوصاً وان المشاركين يعتبرون من أهم الفنانين في بلدانهم". ولا ينسى عيسى الهدف التثقيفي والفني منه، "فمن المهم جداً أن يطّلع اللبنانيون على فنون غيرهم من البلدان وأن يتبادلوا معهم الآراء الفنية والحضارات المختلفة". كما لا ينسى عيسى ان يؤكد ان النحات يبار كرم، ابن بلدة عمشيت والمشارك أيضاً في السمبوزيوم، ساعد كثيراً في الاتصالات بزملائه الرسامين والنحاتين العالميين ليشاركوا في المعرض.
والى الآن، من المؤكد ان السمبوزيوم نجح، والبلدية ستنظم غيره ايضاً، "حتى يصل بنا الأمر الى إيجاد شارع للمنحوتات في عمشيت ذي طابع خاص، له وجه تثقيفي"، وفق عيسى. يضيف "ان اللوحات التي ترسم في المعرض ستبقى في البلدية، كما اننا في الختام في 4 آب المقبل، سندعو سفارات الفنانين المشاركين لمشاركتنا في تسلم المنحوتات والرسوم، ما يساهم في توطيد العلاقات أكثر والتقارب بين الحضارات". وفي نهاية السمبوزيوم، ستتزيّن عمشيت بأجمل المنحوتات واللوحات. ويذكر انه على هامش المعرض، تنظم البلدية يومياً للفنانين المشاركين نشاطات وزيارات سياحية، فتعرّفهم الى الأماكن التاريخية والأثرية في لبنان والى الحضارات التي تعاقبت على لبنان وتركت آثاراً مهمة.