أزمة "تسونامي" تطوّق السياحةفى لبنان والإفلاسات نهاية الصيف
بيروت "المسلة" … وصف رئيس نقابة أصحاب المنتجعات السياحية جان بيروتي الأزمة التي يعاني منها القطاع السياحي بـ«التسونامي»، ورأى أن لا حلّ لهذه الأزمة في الافق القريب والبعيد. معتبرا انها ستطول وسيبقى الوضع على ما هو عليه اليوم، في حال لم يتم خرق الجدار بين المسؤولين السياسيين.
استقبل رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام في دارته في المصيطبة امس، وفد إتحاد النقابات السياحية ضم رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر، نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، رئيس نقابة أصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان، رئيس نقابة أصحاب المطاعم والباتيسري بول عريس، ورئيس نقابة أصحاب المنتجعات السياحية جان بيروتي.
وقال الأشقر إن الوفد أطلع الرئيس سلام على الوضع السياحي المأساوي، وكذلك على الإنفراج الذي حصل خلال الفترة الأولى من عملية التكليف، واعتبر ان "تأليف الحكومة اليوم قد يأتي بالإنفراج الذي حصل في بداية التكليف، ولا يمكن برأينا أن يكون هناك إعادة نهوض إلاّ من خلال وجود حكومة وفقاً للمبادئ التي حدّدها الرئيس سلام، وهذا هو مطلب أغلبية القطاعات الإنتاجية في لبنان وأغلبية الهيئات الإقتصادية وأهل السياحة".
واوضح بيروتي لـ"الجمهورية" ان الوفد وضع الرئيس سلام في أجواء القطاع السياحي والأزمة التي يمرّ بها والتي تصل الى حدّ "التسونامي".
وقال ان ادنى القطاعات في الدول المجاورة تنفق ملايين الدولارات لانعاش اقتصادها وخاصة قطاعها السياحي "بينما نحن نخسره ونساهم في تدميره عبثا عبر مشاكل لا تخص القطاع السياحي ولا الشعب اللبناني، ومن خلال تدخل المسؤولين السياسيين في شؤون الغير ارضاء لدول اخرى ولخدمة مصالح بعيدة عن مصالح الوطن".ولفت بيروتي الى انه في الوقت الذي استفادت الدول من الأزمات التي عاشها لبنان، بقي لبنان يدفع ثمن أزماته.
وذكر ان الوفد السياحي استعرض والرئيس سلام الحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة وانقاذ القطاع السياحي، ابرزها تأليف حكومة جديدة وكسر الجدار بين الفرقاء السياسيين.
واشار الى ان الوفد لمس من الرئيس سلام التفهم والوعي الكامل للأزمة القائمة وحجم الكارثة التي يعيشها الاقتصاد الوطني وتحديدا القطاع السياحي الذي يعتبره سلام اهمّ القطاعات في الاقتصاد اللبناني.
واكد بيروتي انه لا يمكن التفاؤل بأي شيء اليوم في ظل عدم وعي الفرقاء المتنازعين في البلاد الى حجم الأزمة الاقتصادية القائمة، "وفي ظل عدم وضعها ضمن اولويتهم التي تشمل فقط السياسة الاستراتيجية والمصلحة الاقليمية البعيدة عن مصلحة الوطن".
وحول التوقعات لعيد الفطر، قال بيروتي ان " ما نعيشه اليوم شبيه بالوضع الذي كان سائدا إبّان الحرب اللبنانية، حيث كنا نأمل خيرا شهرا بعد شهر، دون اي بادرة خير". وتساءل: "ضمن اي سياسة واي خارطة سيكون هناك عيد فطر؟ اذا لم يأت السياح الى لبنان خلال الموسم السياحي، هل سيقصدونه في عيد الفطر؟"
ورأى بيروتي ان حلّ الأزمة الحالية يتمثل بتحييد لبنان عن مشاكل المنطقة والالتزام بإعلان بعبدا، مشيرا الى ان السياسيين قادرون على حلّ الأزمة اذا ارادوا ذلك.
ودعا كافة القطاعات الانتاجية في لبنان لحث المسؤولين السياسيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة والرئيس المكلّف ورئيس المجلس النيابي والفرقاء الذين يمكن ان يكون مسعاهم مجديا، على تحييد لبنان عن كافة الصراعات الجارية في المنطقة.
وفي هذا السياق، كشف بيروتي "انه في نهاية موسم الصيف وبعد عيد الفطر سنشهد افلاسات كبيرة. فاصحاب المؤسسات لغاية اليوم، يقومون ببيع ممتلكاتهم لانقاذ مؤسساتهم ولم يعد يبقى سوى تسليم تلك المؤسسات للمصارف".
وفيما لفت الى ان نسبة الإشغال في بيروت 20 في المئة وفي المناطق الجبلية 0 في المئة، قال بيروتي "انه لا يستدعي الامر استشارة دكتور في الاقتصاد لمعرفة ان الوضع كارثي".
وعن وجود السياح السوريين والعراقيين، اعتبر بيروتي ان إقامة السوييين جبرية والعراقيين بدواعي الطبابة وبالتالي لا يمكنهم التعويض بتاتا عن غياب السياح الخليجيين، كما انهم لا يشكلون سوقا كاملة للبنان، فهو بحاجة لكافة الجنسيات وعلى رأسها الخليجية والاوروبية واللبنانية المغتربة، لتشغيل مختلف القطاعات.واعلن ان القطاع السياحي الذي شكّل 20 في المئة في العام 2009 من الدخل القومي، لا يمكن ان يتعدى هذا العام نسبة 6 في المئة.