الشارقة "المسلة"….. عقدت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» بالتعاون مع مجلس الأعمال الأسترالي في دبي أول أمس لقاء عمل في مقر غرفة الشارقة بهدف استعراض مناخ الأعمال الذي تتمتع به إمارة الشارقة، والفرص الكامنة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وسبل تنمية أعمال هذه الشركات في ظل حاجتها للتوسع في السوق المحلية التي تشهد معدلات نمو متزايدة سنوياً.
حضر لقاء العمل جيرارد سيبر، القنصل الأسترالي العام في دبي والمفوض التجاري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لـ«شروق»، وبيني كوشمان، رئيسة مجلس الأعمال الأسترالي في دبي، وشهده رجال الأعمال وممثلو الشركات الأسترالية العاملة في الدولة.
وقال جيرارد سيبر، القنصل الأسترالي العام في دبي والمفوض التجاري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تتمتع الإمارات بعلاقات وثيقة مع أستراليا، كما أن الدولة تعتبر أحد أكبر شركائنا التجاريين في المنطقة؛ واليوم بات لدينا حوالي 360 شركة أسترالية تعمل في الإمارات، في وقت يعيش على أرض الدولة نحو 24 ألف أسترالي بسحب البيان.
وأضاف: تعد الإمارات عاشر أكبر مستثمر أجنبي في أستراليا، بإجمالي استثمارات تقدر بـ17 مليارات دولار (نحو 62 مليار درهم)، كما أنها مستثمر رئيس في البنية التحتية الأسترالية، لاسيما في قطاع الموانئ والطاقة، وعلى صعيد القطاع السياحي، لدينا خطوط جوية قوية تربط البلدين، وهناك 35 ألف سائح إماراتي يزورون أستراليا سنوياً، في حين يزور 300 ألف أسترالي الإمارات سنوياً.
وأشار سيبر إلى أن حجم التبادل التجاري فيما يتعلق بالأغذية، بين أستراليا والصين يتجاوز 4 مليارات دولار، واللافت أن هذا الرقم يعادل قيمة التبادل التجاري الغذائي بين أستراليا ودول المنطقة، وأعتقد أن علينا الاهتمام بشكل أكبر بتعزيز علاقاتنا بهذا الجانب المتنامي بقوة، كما أن قطاعي التعليم والرعاية الصحية يحملان العديد من ملامح الشراكة الناجحة بين البلدين مستقبلاً.
لاسيما في الشارقة، حيث إننا اليوم هنا للتعرف أكثر إلى الفرص الاستثمارية التي يوفرها القطاعان للشركات الأسترالية، وأعتقد أن الشركات الأسترالية لديها قيمة حقيقة تستطيع إضافتها إلى القطاعين، ونتمنى عقد شراكات ناجحة في هذا الخصوص. وأكد القنصل الأسترالي رغبة الجانب الأسترالي بتوطيد العلاقات بشكل أكبر مع الشارقة.
من جهته، قال مروان بن جاسم السركال، تعتبر الدولة الشريك التجاري الأول لأستراليا في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها الـ15 من حيث قيمة التبادلات التجارية الكلية مع أستراليا، حيث وصلت قيمة التبادلات التجارية الإجمالية بين البلدين في العام المالي 2014-2015 إلى 9.3 مليارات دولار (34.1 مليار درهم). وأخذت العلاقات بين البلدين منحى تصاعدياً قوياً في الأعوام الأخيرة.
نمو متسارع
وأوضح أن «اقتصاد إمارة الشارقة شهد خلال الأعوام الماضية نمواً متسارعاً، ما حفز على ظهور العديد من الفرص الممتازة في بيئة الأعمال، لاسيما في قطاعات الصناعة والسياحة والرعاية الصحية والتنمية البيئية والنقل والخدمات اللوجيستية، وقد أدى هذا الأمر إلى أن يصبح اقتصاد الإمارة واحداً من أكثر الاقتصادات الواعدة في المنطقة وأكثرها جاذبية».
شركات
وتابع السركال: لدينا مجموعة من الشركات ورجال الأعمال الأستراليين الذين أبدوا رغبتهم بمباشرة أعمالهم في المنطقة من الشارقة، وسنعمل في «شروق» على التأكد من تسهيل إجراءات انضمامها إلينا، لتكون جزءاً من نمونا الاقتصادي المستدام.
مجلس الأعمال
من جهتها، قالت بيني كوشمان، رئيسة مجلس الأعمال الأسترالي في دبي: تكمن مهمتنا في المجلس بربط رجال الأعمال الأستراليين بفرص الأعمال في الموجودة في المنطقة، ويضم مجلسنا 850 عضواً، 60% يمثلون شركات كبرى، والبقية من أصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرة.
وأضافت: لدينا علاقات ثنائية ممتازة تربطنا مع الدولة عموماً والشارقة تحديداً، ونتمنى أن نرتقي بهذه العلاقة إلى مستويات أعلى من النمو، وأن نقدم المساعدة اللازمة في تأسيس المشروعات البناءة المشتركة. ولدينا أعداد متنامية من الأعضاء الذين يتخذون من الشارقة مقراً لأعمالهم، ونحن هنا اليوم للتعرف إلى الفرص التي يمكننا اقتناصها والمساهمة من خلالها في مسيرة التقدم التي تشهدها الإمارة.
وذكرت أن المجلس لديه مزيج متنوع من الشركات الأعضاء، التي تشكل بمجملها مجتمع أعمال متكامل، تماماً كما هو الحال في التنوع الذي تنتهجه الشارقة في قطاعاتها الاقتصادية المختلفة، ما يضفي بعداً عميقاً على المشهد الاقتصادي، ويحفز أدوات التكامل الاقتصادي وأسس النجاح والشراكات القائمة والمقبلة.
جلسة حوارية
وتضمنت أعمال الملتقى جلسة حوارية ناقشت الفرص الاستثمارية المتاحة في إمارة الشارقة، شارك فيها محمد المشرخ، نائب مدير إدارة مكتب الشارقة لترويج الاستثمار في «شروق»، والدكتور عبدالعزيز المهيري، المدير العام لهيئة الصحة في الشارقة، وأحمد السويدي، رئيس قسم الاستثمار التجاري في دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، ولالو صامويل، الرئيس التنفيذي لشركة كنجستونز القابضة الأسترالية، التي تتخذ من المنطقة الحرة في مطار الشارقة مقراً، وخالد عيسى، مدير المبيعات في شركة الشارقة للبيئة «بيئة»، وأنيت ويلسون، مديرة المدرسة الأسترالية الدولية في الشارقة، وأدارتها بيني كوشمان، رئيسة مجلس الأعمال الأسترالي في دبي.
مقصد للأعمال
وقال محمد المشرخ، نائب مدير إدارة مكتب الشارقة لترويج الاستثمار في «شروق»: نسعى على الدوام إلى الترويج للاستثمار في إمارة الشارقة، باعتبارها مقصداً حيوياً للأعمال، ووجهة طبيعية للشركات الباحثة عن النمو والتوسع في ظل بيئة صديقة للمستثمرين.
وقد نجحنا خلال الأعوام الماضية في تذليل جميع المعوقات أمام الاستثمارات، ودخلنا مرحلة صناعة الفرص في القطاعين العام والخاص بمهنية عالية، بالتعاون مع شركائنا، حيث أجرينا دراسات مكثفة لاستكشاف الفرص الكامنة في شتى القطاعات، وتبين لنا وجود أكبر كم منها ضمن قطاعات أربعة رئيسة، هي: الرعاية الصحية، والتنمية البيئية، والسياحة، والنقل والخدمات اللوجيستية، ونسعى من خلال هذا اللقاء إلى تعريف الشركات الأسترالية بطبيعة هذه الفرص والعمل معها سوياً لمشاركتنا مسيرة النمو التي تشهدها الإمارة».
وأوضح المشرخ: «نتشارك مع المستثمرين حقائق القطاعات الاقتصادية بكل شفافية، فعلى سبيل المثال، فيما يتعلق بقطاع الفنادق في الشارقة فإن لدينا معدلات إشغال عالية، ونحتاج إلى المزيد من الفنادق لتلبية النمو المتوقع في الطلب مستقبلاً، وهذا بدوره يتيح للمستثمرين الراغبين بالدخول في القطاع سرعة دوران رأس المال وتحقيق عوائد وأرباحاً كبيرة».
الرعاية الصحية
بدوره، قال الدكتور عبدالعزيز المهيري، المدير العام لهيئة الشارقة الصحية، يتضمن قطاع الرعاية الصحية في الشارقة فرصاً كبيرة جاذبة للاستثمارات والشركات الأجنبية، لاسيما الأسترالية الرائدة في هذا المجال، فالحقيقة التي تتمثل بانخفاض متوسط عدد الأسرة بالنسبة لعدد السكان في الإمارة، تعطي دلالة حقيقية عن مدى الحاجة إلى ضح المزيد من الاستثمارات في القطاع، وأهمية افتتاح مستشفيات ومرافق صحية جديدة، ومدى ارتباط ذلك بتحقيق العوائد المجزية والسريعة على الاستثمار.
وأفاد المهيري بأن تحتضن الإمارة مشروعاً رائداً جديداً هو مدينة الشارقة الطبية، التي تمتد على مساحة 2.5 مليون متر مربع، والتي صممت لتكون مدينة فريدة من نوعها في العالم، وهناك فرص ضخمة للاستثمار بها في كل ما يتعلق بالقطاع الطبي، مثل المستشفيات والعيادات والمختبرات والمستودعات الطبية والمراكز الصحية، إضافة إلى الاستثمار في القطاعات الخدمية في المدينة، المتمثلة بالفنادق ومحلات التجزئة والمطاعم والمقاهي وغيرها.
بدوره، من ناحيته، قال أحمد السويدي، رئيس قسم الاستثمار التجاري في دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة إن الشارقة تضم العديد من المزايا التي من شأنها تسهيل أعمال الشركات، خصوصاً الساعية إلى التوسع في المنطقة وما وراءها، فموقع الشارقة الاستراتيجي وامتلاكها موانئ على بحر العرب والمحيط الهندي يعطي ميزة ممتازة للشركات الأسترالية الراغبة في التوسع من المنطقة واستهداف أسواق منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا.
بيئة
وقال خالد عيسى، مدير المبيعات في شركة الشارقة للبيئة «بيئة»: «يعتبر قطاع إعادة تدوير المخلفات والنفايات حديثاً نسبياً في المنطقة، ويحمل هذا القطاع العديد من الفرص الاقتصادية المهمة، وقد استطاعت (بيئة) أن تكون أحد أهم محاور صناعة إعادة التدوير في المنطقة منذ تأسيسها، وحالياً نتعامل مع جميع أنواع النفايات لإعادة تدويرها، وهناك أكثر من 7000 نقطة تابعة لنا لجمع النفايات ليس في الشارقة فحسب ولكن في إمارات الدولة الأخرى. وحالياً أصبحنا نعيد تدوير 68% من النفايات في الشارقة، ضمن رؤيتنا للوصول إلى هدفنا المتمثل بـ«صفر نفايات».
من جهته، قال لالو صامويل، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة «كنجيستون القابضة»، المتخصصة بتصنيع حلول الإضاءة، نعمل في الشارقة منذ عام 1995، وأصبحنا حالياً نصنع أكثر من 100 ألف مصباح في الشهر، ونصدر نسبة كبيرة منها إلى الخارج.
تعليم
من ناحيتها، قالت أنيت ويلسون، مديرة المدرسة الأسترالية الدولية في الشارقة:«يشهد قطاع التعليم في إمارة الشارقة نمواً هائلاً ومتواصلاً منذ أعوام، وقد وجدنا في الإمارة بيئة مواتية لتأسيس أعمالنا بنجاح، كما وجدنا تحفيزاً من أعلى المستويات».